أكّد رئيس الجمهورية السيّد محمد المنصف المرزوقي، لدى اشرافه على افتتاح أشغال الدورة الثانية للملتقى المغاربي التركي للثقافة والاقتصاد صباح اليوم السبت بمقرّ الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الأهمية البالغة التي يحتلّها تنظيم مثل هذه المنتديات والملتقيات في توطيد عرى الشراكة والتعاون بين البلدان المغاربية وأصدقائهم من الغرب والشرق وفي تعزيز مكانتهم كوجهة استثمارية واعدة. واعتبر احتضان تونس مثل هذا الملتقى شهادة على ما أصبحت تتمتع به من سمعة طيّبة في أوساط المال والأعمال ولدى الرأي العام العالمي كبلد جديد بصدد اعادة التشّكل على أسس سليمة تقوم على دعم المبادرة الفردية والاحترام الكامل لمبادئ حقوق الانسان وإعلاء الممارسة الديمقراطية في شتى المجالات قائلا في هذا الصدد "إن هذا الملتقى يعدّ لبنة من لبنات بناء الجمهورية الثانية التي هي بصدد التّشكل والتي سيكون لها الشأن الكبير في العالم بأسره". وأشار رئيس الجمهورية في سياق متّصل إلى تعطل بناء الصّرح المغاربي إلى حد الآن معتبرا ان شعوب المنطقة هي من تدفع فاتورة ذلك مما أدى إلى تعطل المبادلات التجارية وتباطئ الاستثمار وتراجع مؤشرات النمو وفقدان فرص لإحداث مواطن شغل جدية بكامل المنطقة، لكنّه عاد ليؤكد أن الأمل مازال قائما لتجسيم حلم الأجداد والآباء وأنّ البناء المغاربي سيتحقق لأنه بات ضرورة وليس خيارا لشعوب المنطقة بأكملها في ظل التكتلات والتجمعات الاقليمية والدولية المتنامية. وبيّن أن تحقيق حلم البناء المغاربي ليس بيد السّاسة لوحدهم بل هو عمل مشترك تساهم فيه مختلف الأطراف في مقدمتها مكونات المجتمع المدني التي أصبحت قوّة متحررة من كلّ القيود بفضل ما أتاحته الثورة التونسية من حريات للفرد في مقدمتها حرية التعبير قائلا في هذا الصدد "ننتظر الكثير من مكونات المجتمع المدني في تونس وفي كامل المنطقة المغاربية خاصة بعد ما أصبحت الشعوب المغاربية شعوب مواطنين وليست رعايا". كما شدّد رئيس الجمهورية السيّد محمد المنصف المرزوقي على خيار تونس الثابت نحو العمل على اعادة إحياء الاتحاد المغاربي أكثر من اي وقت مضى وضمان حرية التنقل والاستثمار والاستقرار للعمل والمشاركة في الانتخابات البلدية للمواطنين المغاربيين وفي سياق حديثه عن العلاقات التونسية التركية أشاد رئيس الجمهورية بالدعم الذي قدّمته الجمهورية التركية لتونس خلال مراحل مسارها الانتقالي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية والشراكة الأمنية والعسكرية والتنسيق للتصدي لخطر الارهاب قائلا بخصوص ذلك "أصبحت تونس الآن من بين أهم أصدقاء تركيا التي لم تبخل عليها بدعمها الكامل والوقوف إلى جانبها خلال انجاز استحقاقات ثورتها ...فكل الشكر للشعب التركي وقيادته لكل ما قدّماه لتونس". وتولى رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية السيّد منجي حامدي والوزير المغربي المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني السيّد الحبيب شوباني قبل افتتاحه اشغال الملتقى تدشين القرية الحرفية ومعرض الصناعات التقليدية الذي انتظم بمقر منظمة الاعراف.