تحية طيبة ولك ولجميع قراء موقعكم الكرام، وبعد: تعليقا على الخبر الذي نشرتموه في موقعكم يعنوان "قيادي في تيار المحبة: الجزائر والسعودية وعدتنا ب9 مليار دولار في حال فوزنا بالإنتخابات"، أفيدكم أن الأخ نزار نصيبي رئيس قائمة تيار المحبة في ولاية منوبة تحدث عن مبلغ 5 مليار دولار فقط، وعن مقابلها بالدينار التونسي الذي يقترب من 9 مليار دينار. ونص هذا البند في برنامجنا الإنتخابي هو كما يلي حرفيا: "الإهتمام بالتشغيل، وإقامة معارض دائمة تروج للإستثمار في كل ولاية من ولايات الجمهورية، وتأسيس صندوق استثماري، بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة وجهات استثمارية عربية وعالمية، من ضمنها الإتحاد الأوروبي والجزائر والسعودية والإمارات والبنك الدولي، لتنمية المناطق المهمشة والمحرومة برأس مال قدره خمسة مليارات دولار ( هذا رأس مال استثماري وليس دينا جديدا على البلاد). هذه الفكرة تفتح الباب لتلخيص نظرتنا للسياسة الخارجية: سننفتح أكثر على جميع الدول الشقيقة والصديقة لبلادنا، ونتعاون معها فيما يحقق مصالحنا المشتركة، وسنكون حريصين أشد الحرص على استقلالية قرارنا الوطني ونتجنب الدخول في أية محاور أو أحلاف لا فائدة منها لبلادنا". وكما ترون في النص، نحن لا نتحدث عن وعود مسبقة من السعودية والجزائر أو البنك الدولي، لأنها غير موجودة، وإنما تجدون خطة تحركنا وأسماء بعض الدول والهيئات المالية العاليمة التي سندعوها للإستثمار في هذا الصندوق. أغتنم الفرصة لأسلّم على المعلقين في موقعكم الكرام، وأطلب منهم الموضوعية والإعتدال في الحكم على تيار المحبة ومؤسسه، وأن يتذكروا حتى في حالة الخلاف معي، مواقف تيار المحبة في التمسك بالديمقراطية والشرعية يوم تنادى البعض لإسقاط نتائج الإنتخابات، وأن يتذكروا حملة تيار المحبة الشهيرة "بالإنتخاب لا بالإنقلاب" والتي تبنيناها غير متأثرين بالخلافات والمرارات السابقة مع الترويكا، لأننا ننحاز للمبادئ والمصلحة الوطنية قبل كل شيء. وإذا كانت مشاركتي في برنامج الإتجاه المعاكس عام 1999 لا تعجبهم، رغم أنني قمت بها دفاعا عن آلاف المعتقلين المنسيين في السجون التونسية يومها، فإنني أرجو أن يتذكروا برنامج المغرب الكبير في 2001 و2002، ودوره التاريخي في نصرة المظلومين ومعركة الحريات في تونس، وأعوام المنفى الطويلة التي عشتها خارج بلادي منذ 1986 إلى اليوم، وأنني لم أقدر على زيارة تونس حتى يوم وفاة أمي رحمها الله، وأن يتذكروا الحرب الضروس التي شنتها ضدي منابر إعلامية كثيرة في تونس في العهد السابق، وأرجو أن يتذكروا أيضا دور قناة المستقلة في الدفاع عن القيم والثقافة واللغة العربية، وعن مبادئ حقوق الإنسان في الدول العربية والعالم. الخلاصة: اختلفوا معي كما شئتم، لكن ما المانع في احترام أدب الخلاف، واحترام مواطن تونسي محروم من بلاده منذ كان في الثانية والعشرين من العمر، ولا ذنب له إلا المشاركة برأي وفكرة في الشأن العام؟