دخل أعوان إذاعة الزيتونة صباح اليوم الاثنين 4 فيفري في اعتصام مفتوح احتجاجا على "تدخل مدير الإذاعة رشيد الطباخ في الخط التحريري للإذاعة، مما سبب حالة من الانفلات، حثتهم على المطالبة بإقالة المدير الحالي نتيجة لتبين عدم الكفاءة في إدارته لمؤسسة إذاعة الزيتونة"، على حد تعبير أعوان الإذاعة. وللوقوف عند أسباب الأزمة الحاصلة في الإذاعة وحقيقة ما يجري هناك، تحدثت وكالة "بناء نيوز" إلى ثلة من العاملين فيها على غرار رئيس تحرير سابق بإذاعة الزيتونة ماهر فطحلي الذي بين أن "قرار الدخول في اعتصام مفتوح جاء بعد عدة خطوات قام بها الأعوان في محاولة لحل الأزمة داخليا، كان آخرها تقديم مطلب جماعي في سحب الثقة إلى رئيس الحكومة يوم الخميس الفارط". وقال فطحلي إنّ المطلب الجماعي وقع عليه أغلب العاملين في الإذاعة. وأفادنا محدثنا أنّه اضطر إلى تقديم استقالته منذ شهرين بعد أن لاحظ أن "الإذاعة بدأت تخرج عن مسارها الطبيعي وتشهد تحوّلا جذريا في خطها التحريري"، وفق تقديره. ورأى ماهر فطحلي أنّ استقالته كانت "نتيجة لتدخل رشيد الطباخ في خط الإذاعة التحريري وفي اختياره للضيوف مما اضطرني في كثير من الأحيان كرئيس تحرير إلى حذف عدة برامج ولكنه كان دائما يتجاوزني، كما أنه لم يحترم مطلقا غيري من الاختصاصات الأخرى الموجودة في الإذاعة". وأكد رئيس التحرير أن مطلب الأعوان الأساسي من خلال هذا الاعتصام المفتوح هو تقديم رشيد الطباخ استقالته وبعد ذلك سنتفاوض في الجزئيات. مضيفا أنه "أثناء سعيهم للمطالبة بعدة إصلاحات داخل الإذاع، قام مدير الإذاعة رشيد الطباخ بعدة طرود تعسفية وعلى رأسها طرد المدير العام بالنيابة الشيخ مشفر والمدير المالي والإداري نور الدين الورتاني ومدير البرمجة عماد الورغي". ومن جهته أفادنا مدير البرمجة عماد الورغي أن "مسألة طرد مديرين من الإذاعة هي خطوة استباقية غير محسومة خاصة بعد زيارة لجنة التحقيق المكلفة من رئاسة الحكومة والتي حققت وأصغت إلى جميع الشهادات"، مشيرا إلى أن "قرار الدخول في اعتصام مفتوح جاء بعد روية ولكن النقطة التي مثلت ناقوس خطر عند اغلب الأعوان هي ما حدث في الإذاعة يوم المولد النبوي الشريف حيث أن تدخل رشيد الطباخ في الخط التحريري جعل العديد من مستمعي الإذاعة يتصلون بنا ويعبرون عن استنكارهم للخبطة الحاصلة ففي صباح نفس اليوم يسمعون برنامجا يؤكد أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وفي مساء نفس اليوم يسمعون ما يحثهم على الاحتفال بالمولد وهذا ما من شأنه أن يدخل الانقسام بين صفوف المجتمع وهي نتيجة تبقى إذاعة القرآن الكريم في منأى عنها لان رسالتها الفعلية هي توحيد الصفوف وليس العكس"، وفق تعبيره. وأضاف الورغي أن "مدير الإذاعة رشيد الطباخ أرسل بلاغا عن طريق عدل تنفيذ، اتهم فيه الشيخ مشفر بالغياب بأنه تهجم عليه وتعدى عليه بالقذف والشتم في حين كل العاملين في الإذاعة كانوا على علم بأن الشيخ مشفر كان مريضا في منزله، بسبب وعكة صحية على مستوى القلب". وأكد عماد الورغي أنه "إضافة إلى الاعتصام المفتوح فإن أعوان الإذاعة سيرفعون ضده عدة قضايا أفرزتها الأخطاء التي عانت منها الإذاعة في الفترة الأخيرة". ومن جهته، قال علي النفزي وهو مقدم برامج في إذاعة الزيتونة إن "عملية الطرد التي قام بها رشيد الطباخ جاءت بعد علمه بالعريضة التي طالبت بسحب الثقة، والتي كان أهم النقاط الواردة فيها أن مستوى الإذاعة في تراجع مستمر بعد سنة من توليه للإدارة، سواء على مستوى البرامج، أو على مستوى وضعية العاملين فيها، وأنهم اجتمعوا معه قبل إصدار العريضة ووعدهم بالإصلاح إلا أنهم فوجؤوا من الغد بجلبه لعدول التنفيذ وطرد أربعة أشخاص منهم ثلاث مديرين".