لم يستطع أعيان من منطقة كيدال بشمال مالي التعرّف على جثة يشتبه في أنّها لعبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة "طارق بن زياد المنضوية" تحت لواء تنظيم القاعدة بالمنطقة نظرا لتشوه الجثة". ونقلت مروحيّة فرنسيّة عضوين بارزين في الحركة الإسلاميّة الأزواديّة المنشقّة عن أنصار الدين وشخصيتين بارزتين من القيادات القبلية بكيدال إلى مستشفى ميداني للتعرف على جثة أبوزيد وعدد من القتلى من القاعدة وأنصار الدين في اشتباكات وقعت في تخوم مدينة تساليت" مع القوات التشادية. وأوضح "أمنوغ حسيني" القيادي بالحركة الإسلاميّة الأزواديّة في اتصال هاتفي أن "الجميع رفضوا الجزم بأن هذه هي جثة قائد القاعدة أبو زيد" لأنها كانت مشوهة جزئيا". وعرضت القوات الفرنسية الجثة على عدد من أسرى تنظيم القاعدة، غير أنّ أغلب الذين أطلعوا على الجثة المشوهة عجزوا عن التأكيد أنها لأبي زيد الذي يوصف بأنه أمير القاعدة في الساحل الإفريقي". وقال أمنوغ حسيني - الذي يعد من أبرز المنشقين عن حركة أنصار الدين - إنّه رغم هذا فإن القوات الفرنسية "تواصل التحقيق لتأكيد هوية الجثة التي تشبه إلى حد بعيد أوصاف أبو زيد من حيث قصر القامة وشكل اللحية". وكانت وسائل إعلام جزائرية قد كشفت اليوم أن الأمن الجزائري "أخضع اثنين من أقارب عبد الحميد أبو زيد" اسمه الحقيقي غدير محمد، لفحص الحمض النووي، بعد تلقي معلومات تفيد وفاته في عملية عسكرية قرب الحدود الجزائرية". وقالت صحيفة الخبر الجزائرية في عددها الصادر اليوم إنّه "تجري حاليا عملية مطابقة الحمض النووي مع عينة من بقايا جثة سلمتها القوات الفرنسية لمصالح الأمن الجزائرية". من جهتها، نقلت جريدة الشروق الجزائرية اليوم عن مصادر أمنية مسؤولة قولها "إن إجراءات التحاليل لم تتم بعد، ويبقى الأمر مجرد اشتباه في أن الجثة التي وجدتها القوات الفرنسيّة بين 20 جثة لإرهابيين تم القضاء عليه لها نفس ملامح عبد الحميد أبو زيد، الذي ينحدر من منطقة الدبداب بمحافظة إيليزي" على الحدود الجزائرية الليبية. وكانت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية الوزيرة نجاة فالو بلقاسم، قد صرحت اليوم الجمعة لقناة تلفزيونية حكومية في فرنسا أنه "لا توجد تأكيدات رسمية حتى الآن عن مقتل أبو زيد".