حين أكدنا في تقرير سابق على أن شركة النقل بالساحل هي على قاب قوسين من حدوث تحويرات مهمة ستشمل عديد المصالح ، كنا على اطلاع تام بحقيقة ما يجري في الخفاء وبالتالي لم يكن حكمنا اعتباطيا أو من النوع الذي يصنف في باب الهذيان والتجني على العباد، وانما منطلقنا في ذلك كان إلمامنا بكل كبيرة وصغيرة في شركة النقل بالساحل بدء بالتجاوزات الصادرة عن بعض إطارات الشركة الذين توهموا أنهم بإمكانهم الركوب على الأحداث وتحقيق مكاسب على حساب الأعوان مرورا بالتركة الثقيلة التي وجدها الرئيس المدير العام الجديد في انتظاره وجعلته ينهمك منذ اليوم الاول في وضع تصورات جديدة تقطع مع السائد بما فيه من اخلالات ومشاكل وذلك من جراء ترهل جانب من الأسطول وعدم انتظام السفريات وتضخم عدد الشكاوى والاحتجاجات من قبل الأعوان الذين اكتووا بما فيه الكفاية بنار التجاوزات الإدارية. وهذه كلها مسائل ملحة دفعت بشكل أو بآخر بالمناخ الاجتماعي داخل الشركة إلى التقهقر الأمر الذي انجر عنه عقد عديد الجلسات بين الطرف النقابي والطرف الإداري للشركة من اجل إيجاد مخارج عملية تحافظ على حقوق الأعوان وتحمي الشركة وتدفع بها إلى مزيد التطور والاستقرار. وفي خضم هذا التجاذب النقابي والإداري كنا في جريدة الشعب أول من قدم وصفة الدواء المثلى للداء الذي ما انفك ينخر الشركة ويدفع بها إلى الخلف، وفي الوقت الذي كان فيه بعض إطارات الشركة يتحركون خلسة لمضايقتنا بالردود الاحتجاجية الرنانة وجمع أكثر ما يمكن من المعلومات حول كاتب هذه الأسطر وفاضح التجاوزات في الشركة كنا على العكس منهم نتحرك في العلن وننقل بأمانة حقيقة ما يجري في الشركة منددين بعديد المظاهر السلبية التي تواصل حدوثها وهي لا تليق حتما بشركة عريقة في حجم شركة النقل بالساحل. واذكر جيدا في هذا الإطار النصيحة التي قدمتها الشعب للرئيس المدير العام الجديد وأطلعناه من خلالها على قتامة الوضع وقابلية تفجره في أي لحظة إذا لم يتعامل مع الطرف النقابي بكل ثقة ومصداقية ويتعاطى مع ملاحظاته ومطالبه بمنتهى الجدية ، ولكن يظهر في هذا الباب أن الرئيس المدير العام بحكم تواجده حديثا على رأس الشركة كان يحتاج بالفعل إلى قليل من الوقت لاستيعاب عديد الملفات الشائكة والمشاكل المتراكمة. واليوم وبعد أن قضى مدة زمنية معقولة الم من خلالها بتفاصيل الأشياء ونقاطها وحروفها بما يجعله قادرا على الانتقال من مرحلة الاستيعاب والفهم إلى اتخاذ القرارات والمبادرات تحقق الذي كنا نطالب به باستمرار ويؤكد عليه الطرف النقابي في الجلسات وسبحان مغير الأحوال فمن وضع سوداوي في الشركة إلى وضع كله انشراح لا مكان فيه للحزن والشكوى ورفع اليدين تظلما إلى السماء! نعم لقد تغير كل شئ في الشركة منذ مارس الرئيس المدير العام صلاحياته واتخذ جملة من القرارات عين بمقتضاها عدد من الإطارات الجديدة على رأس مصالح مهمة في الشركة كانت إلى وقت قريب أساس التفرقة بين الأعوان من جهة والطرف الإداري من جهة ثانية ، وما أقدم عليه الرئيس المدير العام هو للأمانة ما كان يجب أن يحصل منذ ثلاثة أشهر على اقل تقدير ومع ذلك ورغم حصوله متأخرا إلا انه اثبت للجميع بما لا يدع للشك أن الاحتقان الذي كان يحاصر الجميع في الشركة كان بسبب شطحات لا نعتقد أن الرئيس المدير العام سيسمح بعد اليوم بتكرارها كما أن قراراته التي أنصفت النقابة الأساسية والأعوان ستكون بلا شك الأرضية الخصبة التي ستستعيد الشركة بفضلها استقرارها وإشعاعها كما ستمهد لفتح صفحة جديدة بين الطرفين النقابي والإداري قوامها الحوار والاحترام والاحتكام إلى العقل. ماذا في رسالة الأعوان لجريدة الشعب؟ مباشرة فور اتخاذ الرئيس المدير العام لجملة من القرارات الإصلاحية والتصحيحية في الشركة وخصوصا منها تلك المتعلقة بإجراء تحويرات في على رأس بعض المصالح اتصل بنا جل أعوان شركة النقل بالساحل سواء بالحضور إلى مكتب الشعب بسوسة أو بالهاتف مبدين أولا اعتزازهم بجريدة الشعب المناضلة التي لم تتوقف منذ شهرين في دعمهم والتحسيس بالمظالم التي ما انفكوا يتعرضون لها وكان لها الدور الفاعل في التغييرات التي حدثت في الشركة ونزلت عليهم بردا وسلاما باعتبارها قرارات وضعت حدا لنزيف الخلافات التي كادت تعصف بالمناخ الاجتماعي وتوصل العلاقة بين الطرف النقابي والإداري إلى طريق مسدود . أعوان الشركة أيضا ابدوا ارتياحهم العميق للدور لعبه المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة على رأسه الاخ احمد المزروعي والمجهودات الكبيرة للأخ عماد قريرة الكاتب العام المساعد المسؤول على القطاع وكذلك الاخ محمد العجيمي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن النظام الداخلي في حلحلة الأوضاع داخل الشركة وخصوصا دعم الاتحاد الجهوي بسوسة لمختلف المحطات النضالية للأعوان في سبيل تحقيق مطالبهم المستحقة والمشروعة. كما أصروا على إبلاغ تشكراتهم العميقة لنقابتهم الأساسية وكذلك للرئيس المدير العام للشركة على حسن تعاطيه مع المستجدات الأخيرة واتخاذه للقرارات المناسبة ووضعه الرجل المناسب في المكان المناسب وهو ما سيدفع بهم إلى مزيد البذل والجهد في سبيل الارتقاء بمردودية الشركة مع تمنياتهم بان يتواصل انفتاح الرئيس المدير العام على المبادرات الخيرة من الطرف النقابي حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشان كل النقاط التي مازالت موضع نقاش. وماذا في رسالة النقابة الأساسية؟ من جهتهم عبر أعضاء النقابة الأساسية للشركة عن سعادتهم البالغة بالنقلة التي عرفتها الشركة خصوصا على مستوى الأجواء الداخلية وعودة الطمأنينة للأعوان بعد طي صفحة الخلافات نهائيا بفضل عديد الجلسات التي جمعت الطرف النقابي بالإدارة وأثمرت في الأخير تغليب مصلحة الأعوان والشركة على المصالح والحسابات الضيقة لمن كانوا سببا في كل الهزات التي عرفتها الشركة. وفي هذا الإطار يقول الاخ منير الوردي الكاتب العام للنقابة الأساسية للشركة أن القرارات الإدارية التي تم اتخاذها مؤخرا في الشركة تدل على شئ واحد وهو استيعاب الرئيس المدير العام جيدا لأسباب المشاكل في الشركة وذلك في زمن قياسي وجرأته الكبيرة التي جعلته لا يتأخر في اتخاذ عديد الإجراءات التي تصب في صالح الأعوان والشركة على حد السواء، مؤكدا في هذا الجانب استعداد النقابة الأساسية لمواصلة رحلة النضال من اجل تحقيق المطالب المشروعة للأعوان سلاحها في ذلك الدعم القوي الذي ما انفكت تحض به من قبل المكتب التنفيذي الجهوي هذا المكتب الذي لم يتأخر لحظة واحدة في نجدة الأعوان والوقوف إلى جانبهم كلما تعرضوا إلى ظلم الإدارة وقهرها. وحيا بحرارة جهود الاخ عماد قريرة الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول على القطاع على ما أبداه من روح نقابية ونضالية مسؤولة في كل الجلسات أدت من موقعها إلى حدوث هذا الانفراج الكبير وعودة الروح للأعوان الذين سيواصلون عملهم بمنتهى الجد والإخلاص للشركة ولن يتجرا احد بعد اليوم على استهدافهم في حقوقهم وشرم رواتبهم والتقليل من انجازاتهم ما دام وراءهم مدافع عظيم مناصر للحق ورافض للظلم والقهر اسمه الاتحاد العام التونسي للشغل. الاخ منير الوردي أيضا ألح كثيرا على إبلاغ صوت زملائه في النقابة الأساسية إلى رئاسة تحرير جريدة الشعب وكل العاملين فيها محيين خطها النضالي ومؤازرتها القوية للعمال بالفكر والساعد مكبرين فيها تحسيسها الرأي العام بما عاناه اعوان شركة النقل بالساحل قبل ان يحصل الانفراج . كلمة أخيرة حافلة شركة النقل بالساحل كانت معطبة ومعطلة من الداخل بفعل فاعل، والطرف النقابي عرف أين يكمن الخلل وقدم تشخيصه الهادئ للوضع وطالب الرئيس المدير العام بضرورة كبح الفرامل واتخاذ قرارات شجاعة تكون كفيلة بتغيير الوضع السائد والبائس، المثلج للصدر ان الرئيس المدير العام لم يتأخر في الاستجابة لصوت العقل والحكمة فقام بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، عندها هدأت الأمور وسكنت العواصف وإذا بالأعوان بعد ان كانوا يتضرعون إلى السماء ألما من الظلم الجائر يحمدون الله اليوم على تغير المشهد في الشركة من اسود داكن إلى ابيض ناصع وفاتح.