نحن أستاذات وأساتذة معهد برج السدرية الممضين أسفله،وبعد ان تبيّن لنا أنّ الإدارة عمدت الى خصم أجرة يوم من راتب شهر جانفي 2010 للاستاذات والاساتذة الذين اضطرّوا الى التوقف عن العمل في الحصة المسائية يوم الاربعاء 24 أكتوبر 2009، لاستحالة القيام بالدروس بعد الاعتداء الذي كان ضحيّة له أحد الاساتذة من قبل غرباء عن المعهد وهو في قسمه ثم في ساحة المعهد. نذكّر أننّا كنا قد نبّهنا فرادى وجماعات، شفاهيا وكتابيا، بالعرائض والرسائل والبرقيات، لإدارة المعهد والإدارة الجهوية والوزارة أيضا، مباشرة أو عن طريق الهياكل النقابية وكذلك عن طريق الصحافة (جريدة الشعب لسان حال اتحادنا) لحالة الفوضى الحاصلة بمعهدنا والتسيّب الكبير الذي يسود الحركة اليوميّة به ورفض الادارة غلق الأبواب وغير ذلك من مظاهر الإهمال والانحلال الموصوفة بدقة في مراسلاتنا المذكورة. ونذكّر أن المدير الجهوي قد اتصل بالنقابة مساء الأربعاء، ليلة الخميس، وأعرب لها عن تفهّمه لما أجبر الاساتذة عن التوقف عن التدريس وطلب ان يقع التخلي عن الاضراب المعلن ليوم الخميس صباحا واعدا بحضوره الى المعهد في الساعة الثانية عشر وإجتماعه بالأساتذة بحضور النقابة الاساسيّة، ووقف الاساتذة تحت إشراف النقابة الأساسية قبيل الثامنة في جلسة إخبارية تفاعلت بالإيجاب مع طلب المدير الجهوي وحضر المدير الجهوي وتفاعل بالإيجاب مع ما عدّده أساتذة برج السدرية من مشاكل وأوضاع معيقة للمؤسسة التربوية وأعرب عن تفهّمه ووعد بحلّ المشاكل في أسرع الآجال. إذن نحن لم نضرب نحن لم ننفذ إضرابنا المقرّر ليوم الخميس علما وأنّ الاضراب حقّ مشروع وممارسة الحقّ لا تقابل بعقوبة. لقد سارعنا الى طاولة التفاوض لطرح مطالب قديمة دفاعا عن المؤسسة التربوية (ولم نتقدّم بمطلب واحد خاص يعود بفائدة خاصة للاساتذة). ونسجّل أهمّ ما تمخّض عن هذه الجلسة: تمّ تعيين قيّم عام كان معهد برج السدرية يطالب به منذ السنة الدراسية الفارطة. تمّ تدعيم إطار الارشاد التربوي بتعيين بعض العناصر الجديدة. تمّ انتداب عامل لحراسة الباب بصفة رسمية أي أصبح تابعا لوزارة التربية (وكان الاساتذة يتطوّعون منذ سنوات من حين لآخر لجمع أجرة عامل أو عاملين عندما يتوقف برنامج مجلس الولاية عن دفع الاجرة لهما). تمّ انتداب عاملة عن الوزارة لملء شغور حاصل منذ السنة الماضية. وافقت الإدارة بحضور المدير الجهوي بعد نقاش طويل ومضن على غلق أبواب المعهد عشرة دقائق بعد جرس الثامنة.. (هكذا...) وتمّ تعليق هذا القرار التاريخي في سبورة المعهد (هكذا)، أمّا عن تنفيذ هذا القرار فاسأل ولا حرج: تعطلت الدروس يوم السبت 23 جانفي من الساعة العاشرة الى الساعة الحادية عشر بسبب تحوّل المعهد الى ساحة وغى دارت بها حرب ضروس بين جحافل عصابتين دون تعليق... ترى هل ستخصم الإدارة أجرة يوم من رواتبنا؟ اجتهدت الإدارة بحزم، بعد معاناة دامت سنوات، لمعالجة مشكل الكهرباء فهل يمكن ان نجزم أنّ مشكلة الانارة وقع حلها نهائيا؟ أرسلت إدارة التجهيز مجموعة من الكراسي والطاولات إذ أغلب القاعات غير مجهزة بما يكفي (في هذا الإطار قرّرت الإدارة هذا الأسبوع تغيير جداول القاعات.... فأسندت مثلا بصفة دائمة القاعة عدد 7 المجهزة للسنة الثالثة إعلامية التي تضمّ 35 تلميذا... هكذا..). نعبّر عن استغرابها من سلوك ممثلي الإدارة الذين يعترفون لنا، في حضورنا، بوجاهة سلوكنا وصعوبة ظروفنا.. ثمّ يعمدون الى معاقبتنا في الظهر بعقلية بيروقراطية عقيمة وعديمة الجدوى ولا تثمر إلا الشعور بالغبن وانعدام الثقة بين المربي والادارة وتؤكد مرّة أخرى لمن لا يزال له شكّ أنّ الإدارة هي المتسببة في تدهور الأوضاع بمؤسساتنا التربوية والمسؤولة أوّلا وآخر عمّا آلت إليه الأوضاع. ندّد بما أقدمت عليه الإدارة من خصم لأجرة يوم. نطالب بإرجاع ما خصم ظلما من أجورنا الضعيفة والهزيلة والبعيدة عن معدّلات المقدرة الشرائية في أقرب الآجال وأسرعها. نعلن عن استعدادنا التام للنضال بكل الوسائل المشروعة لاسترجاع حقنا المغتصب وعن المؤسسة التربوية وعن أبناء الشعب، أبنائنا. لقد تمّ توجيه نسخة من هذه العريضة، ممضاة من أغلبية الأساتذة، إلى إدارة المعهد والإدارة الجهوية وإلى النقابة الجهوية وكذلك النقابة العامة.