لافت جدا ذاك العطاء المتميز والمسترسل للاتحاد المنستيري خلال السنوات الاخيرة والتي شهد فيها أداء الفريق كمّا ونوعا تطورا جعل منه طودا رياضيا شامخا تخشاه كل الفرق بمن فيها تلك التي لو سقطت أرضا «لوقتها ملياراتها» شرّ الكدمات. الاتحاد على امكانياته المادية المتواضعة اثبت ان المسألة كل المسألة تتعلق بمخزون «الركايب» والقلوب وليس بالحسابات بالدينار القابل للتحويل!! اي نعم يا سيدي فهذا الفريق الذي قصّر البعض في حقه الاعلامي جدير بالمتابعة وجدير بأن نتقصى اخباره واخبار لاعبيه خاصة في هذه السنوات الاخيرة التي لم يعد فيها مجال للنجومية وحب الذات هذه الميزة الساقطة التي اصبحت طاغية في جل الفرق التي يتطاول بعض نجومها الورقية ويتطاوسون ويسردكون ويفيّشون ويتعالون ولا يعلمون اي منقلب ينقلبون شأنهم شأن رؤسائهم وباقي المرؤوسين. الاتحاد شذّ عن القاعدة فتماسك أولاده بلا تقاعس وتحابوا بلا بغائض... وأبدعوا فما اغتروا وفجعوا وما تباهوا... وفشلوا فلم يتناكبوا وأخطاؤا ولم يتاهموا... بكل ذلك اصبح الموج الازرق كتسونامي يضرب شرقا وغربا قرب «المازري» وخارج الديار... وحتى لا نذهب بعيدا كي لا ننسى النجاحات التي حققها نتوقف قليلا عند هذا الموسم والذي لولا ذاك الحظ المقلوب والذي جعل الاتحادين يكبون تلك الكبوة العابرة امام الافريقي لكان ابناء الرباط في الريادة يتزاحم الشيوخ للقرب منهم ولكن الحظ قال لا وما زال «النّعَمْ» قائمة خاصة بعد هذا الترشح الجميل على حساب «الصفصاف» في سباق الكأس وهو ما من شأنه ان يجعل العودة للشوط الثاني من البطولة بمعنويات جد مرتفعة وخاصة ايضا في الرضوض التي لحقت بالمتصدر على اثر «الواقعة السوداء» امام الترجي الجرجيسي في انتظار احلى تعادل قد يحدث عشية السبت في دربي العاصمة امام ترجي باب سويقة. في الانتظار أكمل الفريق مرحلة الذهاب ب 25 نقطة محتلا المرتبة الثانية صحبة النجم والترجي على بعد 3 نقاط فقط من الافريقي المتصدر ويحدث ذلك لأول مرة في تاريخ الفريق ولم يكن ذلك بفعل صدفة او ضربة حظ وانما كان بكثير من العرق والجهد وتضحيات الجمهور الذي ساند ودعم بكل ما لديه على معشب المنستير وخارجه وهو ما شجع اللاعبين على مزيد البذل حيث انتصروا في 7 مقابلات منها أربعة خارج القواعد، وتعادل في أربع ولم يسجل الا هزيمة واحدة على أرضه وأخرى خارج ميدانه، سجل هجومه 14 هدفا منها 6 خارج ميدانه وقبل 9 أهداف 4 منها على أرضه و 5 في ميادين المنافس. ... والقطار يسير المدرب الشاب سمير الجويلي ينبئ بنهاية موسم سعيدة وهو الذي يسير بالفريق على درب ثابت رغم انه تسلم مقاليد الفريق في الجولة التاسعة بعد مغادرة سلفه قيس اليعقوبي وقد تتحرك الامور نحو الافضل بعد تعزيز تشكيلته بلاعبين يقال انهما محترمان وهما قلب هجوم نادي قربة فخر الدين لبي وقلب دفاعها الزرلي الى جانب تجديد عقد المدافع فرناندو ونيفاز مع وعود ناجي السمطمبولي بمواصلة الدعم.