يرنّ منبه الفراش بجوارها على الساعة السادسة والنصف... متثاقلة تنهض من فراشها تاركة وراءها ساعات نوم متقلبة... تتوجه مباشرة لسرير رضيعها تقبله وتداعبه علّه يفيق من تلقاء نفسه بدل ان يقوم مرغما فلا ينقطع صراخه، تنادي من الرواق ابنتها الكبرى هيا يا صغيرتي لقد أزفت ساعة المدرسة، تفتح نافذة غرفتها ثم تفتح جهاز الراديو لبعث الحركية في البيت، تعدّ بعد ان تغتسل حليب ابنها الرضيع وتتركه ليبرد تلح في مداعبته ليستقظ وتكرر النداء على ابنتها، تنزع ثياب الصغير وتحممه ثم تلبسه ثيابه وتتركه مع رضاعته وتساعد ابنتها في انتقاء ملابسها وحثها على الافطار، ترتب معها محفظة أدواتها المدرسية، وتهدهد زوجها حتى يستيقظ لإيصال ابنته الى المدرسة فلا يجيبها تعاود الهدهدة والنداء وتنظر الى الساعة. تلبس ثيابا مرتجلة وتحمل مفاتيح السيارة وهي تضع الرضيع جنب والده في الفراش ثم تلبس ابنتها «الميدعة» وهي تنبهها لعدم نسيان لمجتها، توصلها المدرسة وتعود لتجد ان زوجها قد استيقظ متوترا من صراخ طفله وهو يطالبها بإعداد ثيابه ريثما يغتسل، تجد ان القميص يحتاج الى ان يُكوى تتركه وتذهب لإرتداء ملابسها واعداد نفسها للعمل ولا تنسى ان ترتب الطاولة من اثار فطور الصغيرة وتعد ايضا حقيبة ابنها الرضيع وتضع فيها حفظاته وحليبه وقطعة جبن صغيرة. يصرخ الزوج من غرفة نومه قميصي غير مكوي تطلب منه ان يكويه بنفسه لانها مشغولة فيصرخ وماذا تفعلين انت طيلة اليوم، والبارحة يوم راحة ثم اني لا أحسن كيّ الثياب، من اجل إسكاته تكوي قمصيه وتلفت انتباهه لضرورة ان يحمل القفة معه ليشتري خضرا في طريقه.. تحثه على الخروج وتلف جيدا صغيرها وتودعه في المحضنة وتتوجه الى عملها... تدخل المؤسسة وسط وجوم وهدوء العاملين تقول صباح الخير لرئيسها في العمل فلا يجيب انها التاسعة والنصف والكل يتثاءب على المكتب ثم ينطلق حديث ماذا نطبخ اليوم، تكلم زوجها في الهاتف وتدعوه للعودة بإبنتهما من المدرسة وهي ستتدبر امر عودتها بمفردهاو تعود عند الثالثة والنصف الى البيت بواسطة حافلة مكتظة فتجد ان زوجها لم يعد بالرضيع من المحضنة تطلب منه احضاره فيقول انه سينام قليلا وان عليها ان شاءت ان تذهب بنفسها لاحضاره، تخرج مسرعة وتأتي به لتعهد به الى أخته الكبرى / الصغرى. وتغير ملابسها لتنطلق في رحلة اعداد إفطار رمضان، «لا تنسي السلطة المشوية» يقول زوجها وسط تثاؤبه ثم يعود الى النوم، تشعل كانونا وسط «البركون» وتعدّ السلاطة المشوية، ثم تقطع سلطة خضراء لإبنتها وتعدّ خليط «البريك» وهي تنظف «النارية» من اجل مرقة الجلبان ثم تضع غطاء على آنية «شربة الفريك» وتمني النفس بنصف ساعة من الراحة، خاصة وقد نام الصغير، ما ان تحوّل التلفاز الى قناة تقدم وتعدّ وصفات واطباق أكلات شهية، حتى يستقيظ زوجها ويقول لا تنسي المسفوف للسحور فتقول بتعب سأعدّه بعد الافطار ولكن زوجها يقول وماذا لو تعبت بعد الافطار ولم تستطيعي ان تعدّي المسفوف ماذا سأتسحّر؟ تقوم متثاقلة لتدخل مطبخها من جديد حتى موعد الآذان ثم لا تستطيع ان ترتاح وهي تأكل لأن الرضيع يشاغبها ولا يرتاح الا بعد ان تغير ملابسه وتمنحه قطعة خبز «يلكلكها» تسرع في التهام ما تيسر ثم تهرع لإعداد قهوة زوجها التي يفضلها من صنع يديها ثم تغسل اواني العشاء وترافق ابنتها لإعداد دروسها لأن زوجها يتابع الاخبار... تنام على كرسي ابنتها من شدة الارهاق ولكنها تستيقظ مجددا لتطعم الصغير وتنيمه ثم تدخل فراشها حوالي منتصف الليل بعد ان تطلب من زوجها عدم ايقاضها للسحور ويرن منبهها عند السادسة والنصف.