للمرّة 21 في تاريخ مؤتمرات المنظمة الشغيلة يكتفي الجنس اللطيف الكادح في كل المواقع بالفكر والساعد بالمشاركة الرمزية من حيث العدد في فعاليات هذه المناسبات الانتخابية الهامة وذلك بالرغم من ثقل التواصل النسائي في عديد القطاعات الانتاجية والأسلاك المهنية التي اقتحمتها تاء التأنيث بقوّة واقتدار، ولسنا بحاجة لتقديم الأمثلة إلى جانب تمثيلية نون النسوة البارزة صلب الاتحاد باعتبارها تمثل نصف المنخرطين.. ومع ذلك لم نسمع قط عن صعود المرأة الى إحدى المركزيات المتعاقبة على ساحة محمد علي بالعاصمة.. حتّى المؤتمر الأخير الذي ضمّ 7 ترشحات لعضوية المكتب التنفيذي لم تتمكّن أي منهنّ من كسب ثقة أو صوت أي من الرجال المتحصلين على صفة نائب في المؤتمر إذ لم يكن تفاوت ميزان القوى ليلعب لصالح صعود أحد الأسماء المؤنثة الست المدرجة ضمن قائمة الترشحات.. وهكذا يسدل الستار مرّة أخرى على عملية تجديد المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل دون حضور ولو وجه نسائي واحد ضمن تركيبته الرجالية الصرفة منذ عقود لتستفيق المرأة العاملة عامة والنقابية خاصة على نتيجة عذراء.. نتيجة تستفز حتما معشر المتابعات عن بعد لفاعليات المؤتمر، حيث عجزت المرأة عن اقتحام قلعة العمل النقابي للمرّة الواحدة والعشرين خلافا لنظيراتها في منظمات وطنية أخرى مثل اتحاد الفلاحين واتحاد الصناعة والتجارة.. طبعا الاستفهامات كثيرة والتساؤلات عديدة عن سبب هذا الغياب وخلفياته ووقعه على صورة المرأة في معترك النشاط النقابي.. إلاّ أنّ الجواب ومهما اختلف مضمونه بين المرأة ذاتها أو الرجل تبقى حقيقة جلية للعيان احتكاما الى ما يفرزه صندوق الاقتراع الذي مازالت أوراقه ترفض ترشح نون النسوة.. فهل يكون الحل في إقرار نظام الحصة الضابط لعدد معيّن أو نسبة محدّدة من القاعدة لفائدة المرأة لضمان تمثيليتها مثل هذه الموانع؟.. سؤال مطروح ونحن نعتقد أنّ المواقف بشأنه ستكون متباينة ومتضاربة.. منية اليوسفي الصباح