نظّمت لجنة المرأة العاملة يوم السبت 18 ديسمبر 2010 بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة ندوة حول الفكر الحداثي للطاهر الحدّاد من خلال كتاب »امرأتنا في الشريعة والمجتمع« تندرج في اطار نشاط منتدى الطاهر الحداد التابع لهذه اللجنة التي برمجت عدّة أنشطة وتظاهرات لقادم الأسابيع. هذه الندوة التي افتتح أشغالها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وممثلات عن جمعيات المجتمع المدني: رابطة حقوق الانسان والنساء الديمقراطيات والجمعية النسائية من أجل البحث والتنمية وفرع منظمة العفو الدولية بالاضافة إلى منسقات المرأة العاملة في كل الجهات وجمع من النقابيات والنقابيين من القطاعات والجهات. الندوة حاضر خلالها الدكتور علي المحجوب وتخلّلتها نقاشات حرّة ومعمّقة ودسمة. وبعد كلمات الترحيب لمنسقة اللجنة الأخت نجوى مخلوف والأخ المنصف اليعقوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن المرأة والشباب العامل والعلاقة مع الجمعيات وكذلك كلمة الأخت آمنة العوادي عضو اللجنة التي وضعت هذه التظاهرة ضمن منتدى الطاهر الحدّاد مبرزة خصال هذا المفكّر الكبير. الأخ عبد السلام جراد وبعد أن حيّى الحاضرين واللجنة وكذلك القسم باشراف الأخ المنصف اليعقوبي رحّب بالحاضرات خصوصًا بممثلي المجتمع المدني مبرزا العلاقة المهمّة القائمة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وباقي مكوّنات المجتمع المدني وهي علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والاستقلالية التي تعني استقلالية القرار. الأخ عبد السلام جراد تحدّث عن مكانة الطاهر الحدّاد وفكره النيّر في ظلّ ما كانت تعيشه تونس من هيمنة استعمارية ومحاولة لطمس هويتها واستغلال خيراتها والتصرّف في إرثها بطرق أساءت لكيان تونس. كما أبرز الأخ الأمين العام أهميّة فكر الطاهر الحدّاد والارث الذي تركه بعد موته مبيّنا أنّ قيمة الحداد المفكّر العظيم تكمن في نظرته الثاقبة إلى واقع الأمور ومواقفه الثابتة من أمهات المسائل التي كانت سائدة آنذاك في المجتمع التونسي. وقد دعا الأخ الأمين العام إلى ضرورة التعمّق في فكر الحداد الذي يبقى منارة اضاءت الحياة في تونس وساهمت في رفع الغشاوة عن بعض الممارسات التي كان يراها الحداد من عدّة زوايا كالحرية والديمقراطية والدفاع في حقوق العمّال. من جهة أخرى تطرّق الأخ عبد السلام جراد إلى وضعية المرأة العاملة داخل الاتحاد وخاصة في مستوى وجودها في مختلف الهياكل النقابية معبّرا عن عدم الرّضى عن هذه المكانة مشدّدا على ضرورة أن تعمل المرأة العاملة من أجل أن تفتك مواقعها بما يتماشى وحجمها داخل الاتحاد حين تسجّل أعلى نسب الانتماء والانتساب للاتحاد. الأخ الأمين العام أكّد أنّ الاتحاد فضاء رحب يتسّع لكل أبنائه بالفكر والساعد فيه تكرّس الديمقراطية والشفافية والتعايش بين مختلف مكوّنات الاتحاد الفكرية والانتماءات السياسية، داخل الاتحاد هناك غطاء واحد ولون واحد هو الغطاء النقابي وبيّن انّ الاتحاد منظمة وطنية يهمّها الشأن العام لكنّها لا تحترف السياسية ولا تهدف إلى الوصول إلى الحكم. كما بيّن الأخ الأمين العام للاتحاد أنّ ما يحدث هو من صلب تركيبته الاتحاد ودونه لا يمكن اعتبار الاتحاد اتحادا، فالتنوّع داخل الاتحاد ووجود كل الحساسيات السياسية والفكر يجعل من غير الطبيعي أن ينعدم الاختلاف في الرأي والتحليل لكن يلتقي الجميع حول الخيارات والثوابت والمبادئ والأهداف التي تأسّس عليها الاتحاد وتواصلت عليها مسيرته على مرّ الأجيال. كانت هذه التظاهرة مناسبة تطرّق فيها الأخ عبد السلام جراد إلى علاقة الاتحاد بالمجتمع المدني مبرزا أنّها علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والاستقلالية في القرار وعلى التعاون لما فيه مصلحة الوطن كما أكّد أنّ العلاقة مع باقي الأطراف الاجتماعية يجب أن تميّزها المصداقية والثقة مشيرا إلى أنّ المفاوضات إذا لم تأت بنتائج فإنّها تصبح مضيعة للوقت وتفقد الأطراف المعنية مصداقيتها داعيا الوزارات المعنية وذات العلاقة إلى فتح باب التفاوض مع النقابات المعنية ومع الاتحاد العام التونسي للشغل عموما لتجنّب التوتّرات التي نحن في غنًى عنها.