وزراء.. ولاة... معتمدون... رؤساء بلديات.. كتاب عامّون... عُمد... كتاب عامون للجان التنسيق.... مديرون ورؤساء مديرون عامون... حجّآب رؤساء شعب... أعضاء شُعب.. إعلاميون... رؤساء جمعيات... قناصل... سفراء... ملحقون اجتماعيون... مرشدون... مديرو فضاءات المرأة والجيل الثاني بالخارج... هؤلاء وغيرهم ممّن تعسفوا على المواطن التونسي في الداخل والخارج هؤلاء الذين ظلموا التونسيين شيبًا وشبابًا رجالا ونساء.. هؤلاء الذين ساهموا في نهب مال الشعب وخيراته وثرواته وقهروه، ولم يعيروا اهتماما لمظالمه وجوعه وخصاصته وكمّموا أفواهه وأجبروه على الصمت ولا غيره طيلة 23 عاما والعمل ب »اشرب وإلا طيّر ڤرنك« هؤلاء الذين ساعدوا وساهموا في الفساد المستشري والثراء الفاحش لعائلتين متغطرستين، وعملوا على تعتيم ظلمهم والسكوت عنه وعلى تهريبهم للثروات، وافتكاك الأرزاق والأراضي وموت الرجال والنساء قهرا وظلما وعدوانا... الى السفير الذي لا هم له سوى تلميع صورة الرئيس الظالم في الخارج عوض تلميع صورة تونس وجلب المستثمرين إلى القنصل الذي لا خدمة ولا مهمة له سوى شراء السيارة الفاخرة وتلقي الهدايا من التونسيين المغتربين وعقد الاجتماعات التي لا محتوى لها سوى التأكيد على الاحاطة الموصولة للتونسيين بالخارج من طرف »الجنرال الجبار« وهم يعرفون ان لا احاطة ولا يحزنون الى الملحقين الاجتماعيين الذين لا يعرفون شيئا عن الوضعيات الاجتماعية للعائلات التونسية بالخارج... ولا يتدخلون لفض مشاكلها الا بعد تلقّي الرشاوي من الحاجب الذي يرفض دائما مقابلة المواطن لرئيسه إلا بعد ان »يمسه« هذا المواطن بدينار أو حتى بثمن قهوة.. الى رئيس الشعبة الذي يتصرف بمنطقته وكأنه يتصرف بمملكة يملكها... إلى العمدة الذي لا يمنح الاعانات والمساعدات إلى العائلات المعوزة، وانما لمن لا يستحقها.. إلى هذا العمدة الذي يختار أجمل نساء الحيّ ليترك الاخلاق والقيم والمبادئ جانبا الى الامام الذي حول خطبه الدينية الى خطب لسياسة »زينيّة«... الى كبار المرتشين من اعوان التراتيب البلدية... الى الوزير الذي يسبح ويهلل ويكبّر ولم يجد الشجاعة الكافية لمواجهة سيده وذكر المظالم والنواقص أو على الاقل يستقيل وهو اضعف الايمان الى الاعلامي الذي يكتب مقالا يوميا تضمّ فقراته جملاً مكرورة دومًا مثل: صانع التحول المبارك، والعهد الجديد، ومنقذ البلاد والانجازات وكلها تمت منذ السابع والسابع فقط... الصحة ومجلة الاحوال الشخصية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة و.. و... وكلها.. كلها انجزت في عهد السابع... والاستشراف! ذاك الاعلامي الذي يعلم ان المستشرف الوحيد والاوحد هو اللّه. الى الوالي الذي يأتمر بالكاتب العام للجنة التنسيق والا فانه »يطير« والذي كان منهم شبه شجاع »طار« بالفعل.. الى المدير الذي وضع الكفاءات في الثلاحة واطرد البعض الاخر بسبب وشاية او خوفًا على منصبه... إلى رئيسة الجمعية التي تتلقى الاموال لتجعل من مقر جمعيتها وكرًا للفساد الى كل هؤلاء وغيرهم أقول: »لا يقلبوا الفيستة« لقد هللتم وكبرتم للرئيس المخلوع وللنظام البائد فلا تتحولوا الى أصوات مناضلة ولا تركبوا على الحدث... لا تسرقوا من الشعب ثورته التي أدهشت العالم وأحزنتكم كثيرا.. من حقكم ان تواصلوا الحياة وتتقاضوا مرتباتكم حتى احالتكم على التقاعد... أطلب منكم شيئا واحدا هو ان تخجلوا من ماضيكم وتختفوا... ولكنكم لن تفعلوا مثلما يقول المصريون »اللّي اختشوا ماتوا« (أقول وأكرر واعيد القول دائما إنّني لا أعمم فلنا في تونس رجال شرفاء ونزهاء والحمد لله) ولكنني اتوجه الى الملكيين أكثر من الملك Les plus royalistes que le roi.