لا شك ان شعارات العدالة الاجتماعية والرخاء العام وتطور مستوى المعيشة تمرّ من معبر أساسي ومحك موضوعي يقترنان بتحسن مؤشرات القدرة الشرائية للمواطن وأول هذه المؤشرات قفته اليومية المعروفة بمقومات حياته الاساسية وحقوقه الطبيعية في العيش. وانطلاقا من تشخيص الظرف الاقتصادي لشهر جانفي المنصرم من حيث مؤشرات الاسعار ومستوى تزوّد السوق، يمكن الاجابة ضمنيا عن حالة قفة المواطن بماذا يقع ملؤها وبأي ثمن؟ تشخيص تقول المصادر الرسمية ان مؤشر الاسعار قد سجل خلال شهر جانفي الغائب استقرارا مقابل ارتفاع بنسبة 6 خلال نفس الشهر من سنة 2006. وتؤكد نفس المصادر على وجود انخفاض في اسعار مجموعة التغذية مثل زيت الزيتون صبة (6.2 ) والخضر الطازجة (1.7 ) والدواجن ب (102 ) والغلال الطازجة ب (0.3 ) ولحم الضأن (0.4 ) واللحم البقري (0.1 )... مقابل ذلك سجلت المواد التالية ارتفاعا واضحا في الاسعار الارز (5.7 + ) البيض (+ 1.7 ) والتوابل (+ 0.7 ) إضافة الى ما سجلته مجموعة النظافة والصيانة والمعالجة ب (0.6 +) والملابس والترفيه والثقافة (ب + 0.5 ) أما على مستوى التزويد، فقد سجلت الكميات الجملية الواردة على السوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة خلال شهر جانفي 2007 مقارنة بشهر ديسمبر 2006 انخفاضا بنسبة (15 ) أي ان الخضر قد سجلت انخفاضا ب (14 ) والغلال ب (19 ) والاسماك ب (1 ) . وحسب القراءة الرسمية، فإن الاسعار المتداولة للخضر والغلال قد تراجعت خلال شهر جانفي 2007 مقارنة بنهاية السنة الماضية (ديسمبر 2006) بنسبة تراوحت بين (2 ) و (26 ) باستثناء اسعار الطماطم والبصل الاخضر والجاف والمعدنوس والجلبانة.. وتبقى اسعار الدواجن متراوحة كالعادة بين 2,990 كلغ و 3,450كلغ، لكن الاسعار الاكثر تداولا هي 3.290 كلغ ونفس المقاييس يمكن ان تنطبق على أسعار البيض التي تراوحت بين 380 مليم و410 الأربع بيضات. ملاحظات أساسية وما يمكن ملاحظته في منظومة الاسعار التي قدمتها الجهات الرسمية والمتعلقة بشهر جانفي تحديدا من السنة الجارية. ان هذا الفصل الشتوي الذي يمثل المناخ الاكثر خصوبة لبلد فلاحي بالاساس، لم يقدم مؤشرات ايجابية على مستوى التزويد لا سيما على صعيد الأسواق ذات المصلحة الوطنية وهذا ما يفسّر ارتفاع أسعار المواد الاساسية لقفة المواطن والمرتبطة أساسا بالطماطم والبصل الاخضر والجاف والمعدنوس والجلبانة حيث لم تنخفض نسبيا سوى اسعار زيت الزيتون الصبة والغلال الطازجة ولحم الضأن مقابل ارتفاع أسعار الموز المورد حسب سعر «الأورو» و الدولار الآخذين في التصاعد بدون اذن الجميع..واذ ما ارتفعت اسعار الطماطم والبصل والمعدنوس والجلبانة وكذلك اسعار البيض والدواجن واذا ما ارتفعت اسعار الارز والتوابل والصيانة والنظافة والمعالجة فكيف السبيل لملء القفة وبأية مواد وبأي ثمن، وكيف السبيل الى الثقافة والترفيه واللباس التي شهدت بدورها ارتفاعا واضحا !! وعلى هذا الاساس من الارتفاع المسجل في المواد الاستهلاكية الاساسية من خضر ودواجن وملابس وترفيه اضافة الى الارتفاع المتواصل في اسعار المحروقات والاكرية والساعات الاضافية للابناء الدارسين وكلفة العلاج في موسم تقلب الطقس وما يعززه من أمراض وخروج المواطن من عبء عيد الاضحى ونهاية السنة كلها تساؤلات مشروعة يمكن ان يجيب عنها المواطن من خلال دخله الشهري أو السنوي ومستوى مستلزماته الحيوية .. من نقل وعلاج وتعليم وتغذية وترفيه ان استطاع اليه سبيلا!! حقائق اعتقد حقيقة ان قفة المواطن مثقلة بالديون التي تترجمها مؤشرات المعهد الاعلى للاحصاء في علاقة بالمديونية العائلية، هذا المواطن المثقل بدوره بصبر جميل وبأمل كبير في الشغل القار والدخل القار والقدرة الشرائية المعقولة حتى تتغذّى مشاعره بالعزة والكرامة. ولاسيما لدى «السميقار» وذوي الحاجيات الخصوصية.. وتعتبر دائرة الضوء وأشعة الأمل المطلة على المواطن هي ما تقوم مصالح المراقبة الاقتصادية من دور بالغ لحماية حقوقه كمستهلك متعرض لكل اشكال الغش.