تشهد مدينة المنستير منذ أكتوبر الماضي تنوعا و تفردا في مستوى الأنشطة الثقافية من خلال الاهتمام بجميع القطاعات و استقطاب جميع الفئات و الاستجابة لشتى الأذواق فتميزت برمجة الثلاثية الأولى من الموسم الثقافي بعديد المحطات انطلقت بعروض مسرحية أبرزها مسرحية »خويا ليبر« إخراج منير العرقي وتمثيل جمال المداني و»حكاية تونسية« إنتاج شركة فينوس ومسرحية »رجاء« لشركة نسرين للإنتاج ومسرحية »مرّ يوم بعد يوم« للمركز الوطني لفن العرائس. أما الجانب الفني الموسيقي فقد خصصت له ثلاثة محطات رائقة من خلال سهرات فنية مع كل من الفنان الشعبي سمير لوصيف وفرقة »فولو ذات صاوند« ومجموعة »رفنس« الموسيقية وتناغما مع التوجه الثقافي العام خلال هذه المرحلة و لمصالحة الشباب التونسي خاصة مع الشاشة الكبيرة ومواكبة لأحدث الأفلام انتظمت تظاهرة أيام السينما الأوروبية التي أشرف على افتتاحها سفير الاتحاد الأوروبي بتونس والمندوب الجهوي للثقافة بالمنستير السيد علي المرموري وتمتد هذه التظاهرة من 23 نوفمبر إلى غاية 3 ديسمبر 2011و قد تضمنت عديد العروض السينمائية الحديثة و من أبرزها فيلم »اكسبولسادوس« أو »المطرودون« الاسباني و »المتجولون في الليل« للمخرج الألماني باند زالينق والفيلم الفرنسي »بوتيش« هذا و قد تضمنت هذه الأيام ثلاثة عروض للأطفال وهي »التين الصغير« و»شاون الخروف« و»حكايات بولونية«، ولم تقتصر أيام السينما الأوروبية على العروض الأجنبية فحسب بل تضمنت عروض سينمائية تونسية قصيرة لكل من ممدوح بن عبد الغفار بعنوان »سويعة آذان« و»قانون 76« للمخرج محمد بن عطية و»الحيرة« للمخرجة نجوى سلامة، لتتواصل البرمجة السينمائية من خلال أيام سينما الطفل التي تنتظم من 20 الى 25 ديسمبر 2011 في نسخة جديدة لأفلام ثلاثية الأبعاد. أما على المستوى الأدبي و التشكيلي فقد اتسمت البرمجة بالتنوع والتعدد في الفقرات صمن لفاء أدبي حول »رواية الثورة« للدكتور نزار شقرون وندوة فكرية حول »ثقافة المقاومة« مع الدكتور أحمد الكحلاوي ولقاءات فكرية مع الكاتب محمد بوزقرو الذي قدم كتابه »الأنظمة السياسية والدساتير التونسية« والناقدة فوزية حمّاد من خلال تقديمها لكتاب »حيرة في الذاكرة« يوم 9 ديسمبر 2011 ، إضافة إلى احتضان عديد المعارض التشكيلية على غرار معرض من انتاجات ورشات الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي و الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الذي تصمن لقاء فكريا حول »الصورة الفوتوغرافية في المشهد التشكيلي التونسي« و يمكن القول أن برمجة الثلاثية الأولى للموسم الثقافي بالمركب الثقافي بالمنستير على هذه الشاكلة في المرحلة الانتقالية في تونس التي تعيش حركة مطلبية على المستوى الاجتماعي وما ينجر عن ذلك من ظروف أمنية استثنائية فيه شجاعة كبيرة من إدارة المركب الثقافي بالمنستير بإشراف الأستاذ محمد جقيريم و لعله يكون حافزا لمزيد تنظيم الأنشطة الثقافية على درب الثورة التونسية.