سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قول في الوزارة والوزير خبر : «أشارت فضائية الجزيرة الى ان وزير خارجية حكومة الجبالي يدعو الى ارسال قوة عربية الى سورية او هو لا يستبعد ارسال تلك القوة» انتهى الخبر.
هذا الخبر وبما ان دولة الوزير لم ينفه فانه يستوجب طرح تساؤلات عديدة : بما ان الناقل للخبر والمنقول عنه هما قناة الجزيرة والوزير عبد السلام والعلاقة بينهما غير خفية فاننا سنقصي فرضية المؤامرة لأن كل الفرضيات واردة الا واحدة وهي ان تكون الجزيرة تريد توريط الوزير. السيد الوزير، يجب عليه ان يعي انه واقعا وزير خارجية الجمهورية التونسية وبعد ثورة الكرامة والحرية وانه بأي حال من الاحوال لا يمكن ان يكون رجع صدى لما تريده امارة قطر رغم اقرارنا بالعشرة بين الوزير والامارة. أكيد انه أكل ماء وملحا مع القطريين الا ان واجب الوزير يتجاوز الماء والملح. نعود إلى الخبر: أيها الوزير ارسال القوات العسكرية الى خارج الوطن ليس فسحة ولا هو من صلاحيات وزير الخارجية كائنا من كان يدخل ضمن قرارات الحرب والسلم كما لا يمكن لأمر بحجم هذا الثقل ان يدخل ضمن اجتهاد ولا مزاج وزير متدرب او نزولا عند رغبة التماهي مع أمير لإمارة تؤوي قاعدة عسكرية امريكية افضالها على أمتنا معلومة بئس التماهي. أيها الوزير، نساء ورجال تونس العسكريون الذين نضع إكليل الغار على جباههم لانهم رفضوا ان يلطخوا شرف رتبهم العسكرية بدماء ابناء شعبنا، لا نريد لهم مثل هذه الهنة للانخراط في المشروع القطري الاطلسي لبلاد الشام وهؤلاء العسكريون هم الذين حموا حياض المدن والقرى والاحياء في تونس ايام الثورة لا يمكن ان يكونوا وقودا لحرب بين الجماعات السلفية الوهابية او غيرها والجيش السوري. أيها الوزير نحن في تونس مع انعتاق الشعب السوري وطوقه للحرية والكرامة أسوة بنا وبغيرنا كما نعلم ان الحال الراهن في الشام ليس ورديا وليست سورية جنة النعيم ولا هي واحة الحريات الا اننا لا يمكن ان نقبل بزجِّ جيشنا في هذه البوتقة. أيها الوزير عندما يكلف احدهم بالقيام بعمل جديد عليه فانه يمر بفترة تربص «استكشاف وتموقع باللغة العسكرية» وهي فترة قد تطول او تقصر حسب القدرات الذاتية للمكلف بالعمل خلالها يتحاشى المبادرة حتى لا يسقط في غير المحسوبة عواقبه وعندما يضطر إلى التصرف يستشير وحذار من المشورة السيئة التي ترمي الى توريط المتدرب الغر، أرجو ان لا تفوتك هذه القاعدة والا اصبحت ممن يقال فيهم يخبطون خبط عشواء. هناك مثل يعرفه العلماء، يقول «لترى البعد الرابع يجب ان تصاب بالحمى «وصورة الحال شبيهة، أمير مدعو يعلن من تونس ويوم احتفاء جماهيرنا المناضلة بذكرى ثورتها الاول ثورة الحرية والكرامة يعلن دعوته إلى تدخل عسكري في سورية، فرئيس للجمهورية يصدر بيانا تعقيبا على ضيفه يتفصى فيه من هذه الدعوة ولا يساندها ووزير خارجيته او بالاحرى وزير حكومة الجبالي يساند ارسال قوات عسكرية لسورية. اي لوحة سريالية؟ او ربما تلزمنا بعض الحمى لنفهم. معالي الوزير ليس لنا جيش نرسله إلى سورية وعسكريونا «عزاز علينا» اما الوضع في سورية فيتطلب المساندة السياسية من اجل ايقاف حمام الدم لا صب الزيت على النار بإرسال العسكر.