على مدى يومي 2 و3 مارس 2007 نظم الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بالتعاون مع قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي ندوة هامة حول الجباية : دوافعها وتطورها وآفاقها، حضرها عدد هام من الاطارات النقابية الجهوية وحاضرخلالها جامعيون ومختصون حول التحولات الاقتصادية وتأثيراتها على توازن المالية العمومية للاستاذ حسني الديماسي والنظام الجبائي والاجراء للاستاذ سمير بالطيب والوضعية الحالية للنظام الجبائي للاستاذ فتحي السلاوتي الى جانب مداخلات من حين لآخر للاستاذ عبيد البريكي الأمين العام المساعد المكلف بالتكوين النقابي للتوضيح او للإثراء وخاصة حرص الاتحاد على ضرورة اعتماد الشفافية في التعامل مع هذا الملف باعتبار ان الأجراءهم الشريحة الاكثر عددا والمساهمة في تمويل خزينة الدولة... الندوة كانت مناسبة دشن خلالها الأخ الأمين العام موقع الواب للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي يعمل جاهدا على تطوير أدائه وعلى استغلال كل الامكانات والآليات لابلاغ صوت العمال والنقابيين في هذه الجهة المناضلة والتي تعتبر بحق جوهرة ... ولمزيد الاستفادة من هذه الندوة يمكن دخول موقع الواب للاتحاد الجهوي كما يمكن الحصول على C. D لكل فعاليات هذه الندوة الهامة التي تابعها المشاركون باهتمام بالغ وبتركيز كبير ترجمته المداخلات وتعلق النقابيين بالاطلاع على ملف هام مثل ملف الجباية لان العمال معنيون بها بصورة مباشرة . ومن خلال محاضرات الاساتذة المختصين تتبين لنا المساهمة الكبيرة للعمال في تغذيةالميزانية العمومية فهم الشريحة الأكثر عددا مما يحتم ضرورة ضبط كل مساهمات الاطراف المعنية وإحاطتها بالشفافية والضمانات والتبسيط والعدالة الجبائية هذا الى جانب إبراز اهمية مساهمة الاجراء في الضريبة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وغيره وبالتالي لا يجب الوقوف عند المساهمة المالية فقط... من جهة أخرى سجلت المحاضرات دخول عديد التنقيحات والإعفاءآت على الشركات في اتجاه خدمة مصالحها في حين لم يقع ولو مرة واحدة تحسين الضريبة على أجور الأجراء. من جهة أخرى تم رصد انعكاسات التفكيك القمرقي الكلي الذي سيدخل حيز التطبيق بداية من سنة 2008 وتراجع مداخيل النفط وتفشي ظاهرة التشغيل الهش بالاضافة الى تهرب البعض من الاستحقاقات الجبائية ومدى انعكاس هذه العوامل على الاجراء وعلى خزينة الدولة عموما. المدوة حققت اهدافها وغايتها لأنها اعتقدت لغة التبسيط وتفكيك رموز ملف هام وخطير هو ملف الجباية الذي اسال حوله كثيرا من الحبر .. النقاش كان ثريا ومسؤولا وعميقا وكانت الدعوة خلاله صريحة الى ضرورة ان ينجز الاتحاد العام التونسي للشغل دراسة معمقة حول الجباية (الاتحاد انجز دراسة لكنها غيركافية...) والنظر في مدى تأثيرها على الاجراء في الاتجاهين السلبي والايجابي هذا الى جانب دعوة الاتحاد الى خوض مفاوضات حول هذا الملف والتمحيص في مختلف جوانبه على غرار العناية التي اولاها الاتحاد لملف التأمين على المرض هذا الى جانب سياسة جبائية عادلة وشفافة لا يكتنفها الغموض.. واجب وطني في مستهل كلمته حيّا الأخ عبد السلام جراد المكتب التنفيذي الجهوي يتقدمهم الأخ محمد الجدي الكاتب العام على تنظيم مثل هذه الندوة الهامة كما حيّا بالمناسبة النقابيين في جهة سوسة التي تعتبر احدى قلاع العمل النقابي الصحيح والملتزم بمبادئ واهداف الاتحاد العام التونسي للشغل كما شكر قسم التكوين النقابي على المساعدة في تنظيم عديد الندوات التي مست عددا هاما من النقابيين وتناولت مواضيع ومحاور متنوعة ومتعددة عبر عن تقديره لمحتوى المحاضرات التي يقدمها جامعيون ومختصون على المنابر التي ينظمها الاتحاد جهويا وقطاعيا ووطنيا . وتطرق الأخ الأمين العام بعد ذلك الى ملف الجباية معلنا انه يمثل أحد الملفات التي تحظى بالأولوية خلال سنة 2007 الى جانب ملفات اخرى حرص الاتحاد على ان تعطى الاضافة وتدعم مكاسب الشغالين وتحفظ كرامتهم. وأكد الأخ الأمين العام للاتحاد اننا عند ما نتحدث عن الجباية فلا بد من استعراض الوضع الاقتصادي العالمي وانعكاساته على اقتصادنا الوطني وتفكك الاادء القمرقي واتفاق الشراكة والعولمة بصفة عامة وفي ظل هذه العوامل يتساءل المرء عن الخلط والبرامج التعويضية مؤكدا ان الجباية واجب وطني على كل المعنيين به لا يمكن التهرب منه منبها الى بعض المخاطر ومدى تأثيرها على هذا الواجب كالتصريح غير الصحيح بعدد العمال والتحيل على القانون واعتماد التهرب والمراوغة.. وابرز الأخ عبد السلام جراد المساهمة الفعالة للاجراء في دفع الضريبة الجبائية في شفافية تامة على عكس البعض الذين يحاولون بشتى الطرق ايجاد التعلات الواهية للتمتع بالاعفاءات المتكررة وبالتالي التخلي عن واجب وطني لا بد من احترامه لانه يغذي خزينة الدولة ويساهم في عملية التنمية . ودعا الأخ عبد السلام جراد الى ضرورة فتح حوار وطني حول اصلاح السياسة الجبائية تكون سمتها الشفافية والعدالة، بعيدة كل البعد عن الحيف والانحياز لطرف على حساب طرف آخر مضيفا اننا نريد جباية تعدل بين الجميع ونحن منظمة وطنية وطرف فاعل لا بد من ان يكون لنا رأي في ضبط الآليات الكفيلة بالاحاطة بكل جوانب هذا الملف الهام الذي اسال كثيرا من الحبرحوله كما اعلن الأخ عبد السلام جراد ان الاتحاد سيعد دراسة ضافية وشاملة حول الجباية تقوم على اسس علمية تأخذ بعين الاعتبار كل العناصر المتداخلة من أجل ارساء نظام جبائي واضح وصريح وشفاف وعادل.. دعم الاستثمار وأكد الأخ عبد السلام جراد ان الاتحاد يدعم الاستثمار لأنه يوفر مواطن الشغل ويجعل المؤسسة تقوم بمهامها الاقتصادية والاجتماعية مبرزا العلاقة المتينة القائمة بين العامل والمؤسسة لأن مستقبلهما ومصيرهما واحد. من جهة اخرى أكد الأخ الأمين العام للاتحاد ان المنظمة الشغيلة فضاء لحرية الرأي واحترام الرأي المخالف، تتعايش فيها كل السياسات بعيدا عن التوظيف والتدخل في الشأن الداخلي للاتحاد الذي يتعامل مع مكونات المجتمع المدني باعتباره أحد هذه المكونات لكن على اساس الاحترام المتبادل والتفاعل الايجابي دون ان يعوض طرف الطرف الآخر واضاف نحن من دعاة الاصلاح ووجودنا ليس للردع لكن اذا لم تكن للاصلاح نتيجة تصبح قوانين الاتحاد هي الفيصل وهي المرجع والمصدر وقال الأخ عبد السلام جراد اننا منظمة وطنية وايادينا ممدودة لكل الاطراف ايادنما ان نكون شركاء بالفعل وشعارنا الحوار والتفاوض والاضراب ليس غاية بل هو اصرار على شرعية مطالبنا وهو لا يعني القطيعة.