عقدت النقابة العامة للتعليم الثانوي ندوة صحفيّة يوم الاربعاء 20 جوان 2012 بدار الاتحاد – تونس العاصمة . الندوة حضرها الاخوة أعضاء النقابة العامة للتعليم الثانوي وممثلون عن نقابة المتفقدين وتطرقت الى العديد من القضايا التي تهم الشأن التربوي وبالخصوص قضيّة التسريبات التي عرفها امتحان العربية للباكالوريا آداب مما استوجب اعادة الامتحان وتعطيل الامتحانات ليومين ، كما تناولت الندوة الصحفية مسألة الانتدابات في الوظيفة العمومية وخاصة في التعليم . الأخ لسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي أكد في مستهل حديثة أن سبب اختيار النقابة عقد مؤتمرها الصحافي اثر انتهاء الامتحانات حرصها على ضمان اجراء التلاميذ امتحانهم في ظروف ملائمة اثر ما سببه حادث التسريب من تأثير على معنوياتهم وتركيزهم ومسؤوليتها التربوية وهمها الوطني، كما اعتبر أن مهمة النقابة الرئيسية والأساسية انقاذ مصير أبناء الشعب لذلك سخرت جميع امكانياتها ووضعتها على ذمة وزارة التربية ونأت بنفسها عن الجدالات والسجالات. وأشار الأخ اليعقوبي الى أن التسريبات تعود إلى الفساد الذي لا يزال موجودا في وزارة التربية وبأن النقابة تنبهت لذلك وطالبت بالإسراع في الكشف عن الجهات التي كانت وراءها لكنها لم تستبعد وجود تنسيق بين رموز الفساد من داخل وزارة التربية وخارجها باعتبار أن الفساد لا يزال ينخر الوزارة. وأكدّ أنّه «رغم نداءات النقابة المتكررة لتطهير الوزارة من رموز الفساد فقد تمت اعادة الكثير من الوجوه التي تم طردها عبر المناظرات مثل رؤساء المصالح والمديرين الجهويين وترقية بعضهم والسماح لآخرين بالتواجد في مواقع حساسة كإدارة الامتحانات». وفي ما يتعلق بالانتدابات أكد الأخ لسعد اليعقوبي أنه تم السطو على القانون المقدم للمجلس التأسيسي مرتين: في مرّة أولى على شرط الأقدميّة في التخرج والسنّ حيث ربط بإجراء مناظرة وفي المرّة الثانية من خلال عملية «مبتذلة» تتمثل في اعتماد التعيينات الخاصة في الوظيفة العمومية والحديث بكلمة حق أريد به باطل عن انتداب جرحى الثورة وهو ولئن كان مطلبا شرعيا اعترافا بما قدموه من تضحيات للوطن وقد ثمنا اقتراح وزارة الاصلاح الاداري في إعطاء الأولوية لأبناء شهداء وجرحى الثورة ولكن وددنا لو كان ذلك على قاعدة ضبط قائمة نهائية لهم . كما أن الربط بين الانتداب والعفو التشريعي العام وبأن التوظيف سيكون للمتمتعين به ولفروعهم وأصولهم يحول الأمر إلى ما يشبه التوريث وسيضعنا أمام سجال لتحديد مقاييس النضالية ومن قدّم أكثر لتونس مما يضعنا أمام عقلية الغنيمة السياسية والتموقع وارضاء الداخل الحزبي على حساب أهداف الثورة . أسئلة الصحافيين الحاضرين تمحورت حول موقف النقابة العامة للتعليم الثانوي من الحديث عن تكرر التسريبات في مواد أخرى ومدى صحة هذه المعلومات والجهة التي تتحمل المسؤولية في ذلك والسبل الوقائية التي تفكر فيها لضمان عدم تكرارها، وقد جاء رد الأخ لسعد اليعقوبي بأنه لا تتوفر معطيات دقيقة للنقابة حول تسريبات جديدة في امتحان الباكالوريا، وأن تحميل النقابة المسؤولية لوزارة التربية لا يعني اتهامها، بل هو تأكيد على أنها لا تستغرب حصول هذا التسريب بما أن الوزارة أجرت الامتحانات في هذه الأرضيّة الملغومة واعتبر أن الوزارة اذا لم تعجل في فتح تحقيق جدي وكشف الفاعلين الحقيقيين أمام الرأي العام فإن النقابة العامة ستعتبر الوزارة ليست متورطة فقط أدبيا وأخلاقيا وإنما بشكل مباشر في الإخلال بمصير أبنائنا ونحن ننتظر وزارة التربية ونرجو ألا تتأخر كما تأخرت وزارات وجهات أخرى في التحقيق في عديد القضايا . أما في علاقة بالسبل للوقاية من التسريبات فاعتبر الأخ اليعقوبي أن التعاون والحوار بين النقابة العامة للتعليم الثانوي ونقابة متفقدي التعليم الثانوي ووزارة التربية وكافة المؤسسات ذات الصلة بالعملية التربوية وتفعيل التطهير ومحاربة الفساد داخل الوزارة تبقى السبيل الانجع لعدم تكرر هذه العمليات التي تعتبر جريمة في حق الوطن .