بسبب مطالبة أهالي سليانة بالتنمية العادلة وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية أحداث 26 افريل 2011 وتعيين وال جديد على أساس الكفاءة والنزاهة وتفعيل الحوار الاجتماعي، حشدت الحكومة المؤقتة كل وسائل القمع لتصيب أكثر من 250 شخصا سيفقد عدد منهم نور البصر بسبب الاستعمال المفرط والموجه للرصاص المحشو بالرش. ففي الوقت الذي اجمعت فيه كل وسائل الإعلام من محطات إذاعية وقنوات تلفزية وصحف ومواقع الكترونية، على وحشية القمع الذي تعرض له أهالي سليانة يومي الثلاثاء والأربعاء، والإفراط غير المسبوق في استعمال القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي ورصاص مخصص لاصطياد الحيوانات محشو بالرش، وفي الوقت الذي أدانت فيه اغلب قوى المجتمع المدني والسياسي وفي مقدمتهم الاتحاد العام التونسي للشغل والجبهة الشعبية والحزب الجمهوري السياسة القمعية للاحتجاجات السلمية والمشروعة ودخول النائب إياد الدهماني في إضراب جوع مفتوح، وامتناع رجال الأمن العاملين بسليانة من قمع المتظاهرين وتنديدهم في بيان اصدروه بوحشية قمع قوات التعزيز (وكأنهم يتبرؤون من هذا الجسم الغريب عليهم)، أمام كل هذا لم تجد الحكومة المؤقتة سوى لغة التصعيد فعلا في سليانة وقولا من طرف وزير الداخلية علي العريض الذي اتهم كالعادة الاتحاد العام التونسي للشغل وما يسميه «أحزاب معروفة تقف وراءه بهدف إفشال أعمال الحكومة منها حزب سياسي يتكلم باسم النقابة يتزعمه شكري بالعيد الذي يدعو للفوضى والتخريب ولا يعترف بالدولة ولا بالسلطة» وكان لخالد طروش الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ذات الموقف حيث كان يصرح بعدم وجود إصابات على ذات القناة التلفزية التي كانت تبث الصور الحية لسيارات الإسعاف التي تنقل المصابين خاصة بالرش ! وفي ذات السياق صرح رئيس الحكومة حمادي الجبالي قائلا «ليكن في علم الجميع انه لم يعد لدينا ديقاج وهذا الوالي سأخرج أنا قبله إن شاء الله»، واعتبر والي سليانة أحمد الزين المحجوبي أن احتجاجات أهالي سليانة بمثابة الأعمال الإجرامية! أما حركة النهضة فقد أصدرت بيانا اتهمت فيه الاتحاد الجهوي بسليانة بفرض الإضراب العام على الأهالي وتدين في البيان «الطابع العنيف للتحركات واستهدافها رموز الدولة»! وقد شهدت مدينة سليانة خاصة بعد إيهام كاتب الدولة لدى وزير الداخلية سعيد المشيشي بحرص السلطة على الحوار وتعطله بسبب ما أسماه «تعنت الأهالي»، شهدت تعزيزات أمنية كبيرة لعل أهمها تلك المدرعات التي «وهبتها» قطر للحكومة المؤقتة إلى جانب مختلف الوسائل القمعية التي وقفت في وجه متساكني المدينة ومختلف مدن الولاية مثل مكثر وبورويس وبوعرادة وقعفور وبرقو، مما جعل المواجهات عنيفة وغير مسبوقة مخلفة أكثر من 250 إصابة متفاوتة الخطورة مثلما صرح بذلك عدد من الإطارات الطبية وشبة الطبية بالمستشفى الجهوي بسليانة، كما تم نقل عدد من المصابين بالرش إلى مستشفى الهادي الرايس بلغ عددهم 15 وقد أكد الدكتور وليد محجوب المختص في طب العيون أن نسبة كبيرة من المصابين سيفقدون نعمة البصر بسبب ما لحقهم من «الرش»!