في اليوم الثاني ذكرناك... في اليوم الثالث اخترناك زعيما... هل مات شكري أم شُبّه لهم... تونس قالت يوم الجنازة إن الذي حرّض وموّل وشحن وقتل شكري قد سقط نهائيا وإن الشهيد انبعث حيّا في قلوب الملايين الذين هبّوا في كامل أرجاء الوطن... رجالا ونساءً رغم احتجاج وزير الدين القطري... جنازة الرفيق كذّبت صناديق التصويت... اهتزت الأرض غضبا وصاح الأحياء والأموات في الجلاّز بصوت واحد : لا للقتل ولا للقتلة... وأجابت كل جهات البلاد في لحظة واحدة حاملة صور الشهيد العزيز... قليلون ماتوا في أعلى درجات العظمة... قليلون ماتوا وصنعوا وضعا وطنيا جديدا... وشكري أهدانا يوم 6 فيفري شهيدا بحجم الوطن والخريطة. ندى ضحكت في وجه القتلة... ونيروز غنّت لوالدها ولكل أطياف الشعب رغم الجرح... وبسمة قمعت دموعها وأثبتت أنها المرأة الحق... تحية لك يا رفيقي... وكما اتفقنا يوما ما : لهم المال والجاه والحكم... ولنا الفقر والفرعنة...