نعتقد أن الحاجة صارت ملحة اليوم إلى أن تلتفت وزارة التربية ووزارة الصحة ببرامج الرعاية الصحية والتربوية النفسية لكثير من نوابنا في المجلس التأسيسي منذ الحادثة المؤسفة التي جمعت بين والتي فتحت أعيننا على أشياء كنا نجهلها أو نتجاهلها . لا مفر اليوم من الإحاطة النفسية لنوابنا إذ يبدو إن الكثير منهم يشكون من اضطرابات وعلل تركت فيهم آثارا بدأت تظهر عند الكثير منهم مثل هوس السرقة الذي لوحظ أخيرا عند عمر في علاقته بزميلته صالحة و يعرف هذا الهوس في الطب النفسي باسم «الكلبتومانيا», وهو أحد أشكال اضطرابات السيطرة على الدوافع, وفي هذه الحالة تحدث السرقة عندما يعاني السارق من توتر شديد, يمارس بعدها السرقة لتخفيف حدة التوتر وتكون السرقة عادة لأشياء تافهة كسرقة قلم أو كراسة أو شيء آخر من الأشياء عديمة القيمة . ومثل السلوك العدواني الذي برز بجلاء عند صلوحة وهي تهجم على عمر لتفتك منه كراسا فيبدو أنها تعاني من نكوص إلى مرحلة العدوانية الوظيفية الصبيانية فعندما يرغب الطفل في شيء ما بشدة، يصرخ أو يدفع أو يعتدي على أي إنسان أو شيء يقف في طريقه.. هاتان الحالتان اللتان لوحظتا لدى عمر وصلوحة قد لا تكونان الوحيدتين لدى نوابنا فلا شك أن كثيرا منهم يشكون من حالات نفسية أخرى مثل الكذب المرضي وجنون العظمة عند البعض أو الانطواء النفسي و حالات الانهيار العصبي عند البعض الأخر مما يجعلهم يعتصمون بالصمت أحيانا او ينهارون باكين أحيانا أخرى وربما تكون أكثر العلل النفسية التي يشكو منها اغلب نوابنا هو المرض المعروف عند علماء النفس بالكلوستروفوبيا أي الخوف من الأماكن المغلقة وهو الشيىء الذي يفسر تغيبهم عن حصص المجلس . من حسن الحظ أن المسافة التي تفصل بين باردو و منوبة صغيرة نسبيا وهو ما يسمح للأخصائيين بزيارات يومية للقبة قبل فوات الأوان. لأن اخشي ما نخشاه أن تصيب العدوى بقية النواب فلا يبقى تحتها غير السارق والعدواني والكذاب والمنطوي أو المنهار عصبيا. إلى إن يفرج الله كربتهم وكربتنا . فيتركوا القصر لغيرهم أو يجبرهم غيرهم على ترك القبة .