قامت قناة ونس 7 التلفزية يوم الاحد 8 أفريل 2007 ببث حديث مطوّل للسيد الصادق القربي وزير التربية والتكوين أعيد بثّه ثانية يوم الاثنين 9 أفريل 2007 ، في ركن برنامج «بكل وضوح» تحدث فيه عن الوضع الاجتماعي بالمؤسسات التربوية على ضوء إعلان النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي، شنّ الاضراب المقرر ليوم الاربعاء 11 أفريل 2007 ، من أجل عدد من المطالب المهنية. والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بعد إطلاعه على الحديث المذكور وما ورد فيه من معطيات. أولا: يعبّر عن أسفه الشديد لتواصل سياسة الإعلام الأحادي التي ما انفكت تنتهجه مؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية، حيث لم تقع دعوة الطرف النقابي لإبداء رأيه في الأزمة الحالية والرّد على ما ورد في كلام السيد وزير التربية والتكوين، بما يؤكد انحياز هذه المؤسسة العمومية لطرف دون آخر وعدم التزامها مرّة أخرى بالموضوعية ومواصلتها صدّ الأبواب أمام وجهة النظر النقابية وهي السياسة التي انتهجتها منذ سنوات عديدة. ثانيا: إن هذا التصرف يدل مرة أخرى على الحاجة الضرورية للحوار الحرّ والجدّي بين كافة مكوّنات مجتمعنا في القضايا المطروحة عليه من أجل إيجاد الحلول والقواسم المشتركة لدفع جهود التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع مجال الحرّيات والمشاركة. وفي هذا المجال فإن دور وسائل الإعلام وبخاصة العمومية منها لا يمكن أن يركن للتحريض ضدّ أحد أطراف هذا الحوار أو اقصائه، بل بفسح المجال أمام الجميع والاحتكام للرأي العام. ثالثا: لم يشر السيد وزير التربية والتكوين الى الاتفاقيات التي حصلت في الايام الاخيرة بين الوزارة ونقابتي التأطير والارشاد التربوي وعملة التربية بما أدى الى إلغاء الاضراب الذي أعلنت عنه هاتان النقابتان ليوم 11 أفريل 2007 . إن نجاح التفاوض مع هاتين النقابتين يقيم الدليل على أن الحوار الجدّي والمسؤول وتوفر الإرادة الصادقة هو الكفيل بتنقية المناخ الاجتماعي وتوفير الحلول الملائمة حتى يتفرغ الجميع لإنجاح العملية التربوية وتكوين الناشئة. وقد كان الاتحاد يأمل بأن تستجيب الوزارة لمطالب كافة أسرة التربية والتعليم خاصة بعد أن أظهر الاتحاد مرونة كبيرة متقدما بعديد المقترحات لتجاوز الوضع الحالي، إلا أن الوزارة لم تظهر نفس المرونة ولم تتفاعل إيجابيا مع هذه المقترحات، وقد كان الاتحاد يأمل لو أتاحت مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرصة لممثلي الطرف النقابي لتوضيح موقفه وتقديم مقترحاته لإبراز الحقيقة وتقريب وجهات النظر. رابعا: لقد كرّر السيد وزير التربية والتكوين خلال حديثه التلفزي على استعداد الوزارة للحوار، لكن نقله للحوار الى فضاءات أخرى غير جلسات التفاوض مع النقابيين، يتناقض مع مبادئ الحوار التي تكلّم عنها خاصة عندما تكون فضاءات أحادية يمنع عنها الطرف المقابل وهو ما يؤدي الى الاستعاضة عن لغة الحوار بلغة التصعيد والتشهير وإخفاء الحقائق وفي هذا المجال، فإنه لا بدّ من التذكير بأن جلسات التفاوض مع الوزارة حول مطالب نقابتي التعليم الاساسي والثانوي والتي شرع فيها منذ السنة الدراسية الماضية جرت بصفة غير منتظمة مع المصالح الإدارية للوزارة، حيث لم يسجل حضور السيد الوزير إلا في مناسبتين إثنتين فقط. بل أن السيد الوزير امتنع على الرّد حتّى عن المكالمات الهاتفية التي وردت عليه من قبل قيادة الاتحاد في محاولتها دفع التفاوض والبحث عن الحلول. خامسا: يؤكد المكتب التنفيذي للاتحاد مرة أخرى دعمه لمطالب أسرتي التعليم الاساسي والثانوي ولحقّهما في النضال من أجل تحقيقها بكل الوسائل القانونية ... كما يؤكد كذلك تشبثه بالحوار والتفاوض الحرّ والجدّي كخيار إستراتيجي من أجل فضّ كل المشاكل المطروحة وتنقية المناخ الاجتماعي وإرساء قواعد مجتمع متضامن وتنمية مستديمة وعادلة. ويدعو في هذا الاطار وزارة التربية والتكوين الى استئناف الحوار فورا وبكل جدّية وموضوعية لإيجاد الحلول الملائمة لمطالب قطاعي التعليم الأساسي والثانوي، كما يدعو وسائل الاعلام وبخاصة مؤسّسة الاذاعة والتلفزة الى احترام رسالتها في التزام الموضوعية وحرّية الكلمة والتعبير للجميع وبخاصة للشغالين الذين يمثلون أوسع الشرائح استماعا ومشاهدة وتمويلا لهذه المؤسسة . عن المكتب التنفيذي الأمين العام المساعد المسؤول عن الإعلام والاتصال الداخلي والنشر محمد شندول