نظم قسم القطاع الخاص أيام 5، 6، و7 أفريل الجاري بنزل أميلكار ندوته الدستورية بحضور ممثلين عن القطاعات والجهات ونظرت في واقع القطاع الخاص: المهام والرهانات، ورسمت الندوة الخطة التي سيضعها القسم خلال الفترة القادمة لتعزيز الانتساب النقابي خصوصا أن النسبة الحالية للمنخرطين بالقطاع الخاص تعتبر ضعيفة ولا تتماشى مع واقع الشغل ومع مايطمح اليه الاتحاد. وشهدت الندوة عملا نقابيا جدّيا بين كافة المسؤولين النقابيين الذين ابدوا استعدادا تاما لتنفيذ خطة القسم ولتكثيف الانتساب النقابي. وقد قدم الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المسؤول عن القسم ورقة علمية أعدّها القسم من أجل إنجاح تنفيذ الاهداف المرسومة. وبين الاخ العياري أن القطاع الخاص اصبح مقوّما أساسيا في المنظومة الاقتصادية العالمية الجديدة بسبب تفشي ظاهرة العولمة وهيمنة السياسات النيوليبيرالية بما انعكس على اقتصاديات الدول النامية واثر على نسيجها الاجتماعي، حيث مسّ مكاسب العمال والطبقات الفقيرة وأخلّ بمنظومة القوانين والتشريعات والقيم فتفاقمت البطالة وتهمّشت قطاعات واسعة مثلت لفترة طويلة صمام امان الاقتصاد الوطني وتماسك البنيان الاجتماعي. والاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره عنصرا رئيسيا في الحراك الاجتماعي والمدني ببلادنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا مدعو الى ان يكون في طليعة القوى الفاعلة والمؤثرة لفضّ المشاكل المطروحة وتجاوز الصعوبات العالقة من اجل تحقيق الرهانات المطلوبة في اعادة هيكلة القطاع من خلال تعصير عمل القسم بما يتماشى ونسق التحديث المتسارع في كل ميادين الحياة ومنها النقابات. وأوضح ان واقع القطاع الخاص اليوم ببلادنا يعيش حالة من الفوضى والتهميش والهشاشة، لاسباب شتى: اقتصادية واجتماعية وتشريعية الخ.. وهو بذلك في حاجة الى مزيد العناية وتعميق الاهتمام كونه يمثل مستقبل الحركة العمالية بحكم سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات على الاقتصاد العالمي وانحسار دور الدولة لفائدة المؤسسات الخاصة وبلادنا ليست في منأى عن هذه المتغيّرات الدولية. لذلك ينبغي اعادة النظر في هذا القطاع بحسن تنظيمه وهيكلته وتطوير التشريعات وتحيينها وفق المعايير العالمية. وقدم الاخ الامين العام المساعد ملامح استراتيجية عمل القسم وأهم الملفات التي ستطرح على المحكّ ومن أهم هذه الملفات بعث المرصد الوطني لانتهاك الحريات النقابية واوضح الاخ العياري ان المرصد سيسجل ما يتم رصده من قبل الاتحادات الجهوية والجامعات وشبكة الاتصالات المزمع انجازها لتحديد الانتهاكات التي يتعرض لها النقابيون. وبيّن الاخ الامين العام المساعد ان عملية الرصد ستكون في غاية من الاهمية باعتبارها ستمتدّ على كافة البلاد، مما يجعل المرصد يمسّ كل الجهات وكل النقابيين الذين سيساهمون فيه بالمعلومات التي سيمدون بها القسم. الانتساب وسيضع القسم على كاهله خلال المدة القادمة مسألة تدعيم الانتساب بالقطاع الخاص. وهنا أكد الاخ بلقاسم العياري على ضرورة أن يكون العمل جماعيا بين مختلف النقابيين جهويا وقطاعيا مع أهمية الوعي بان القطاع الخاص يمثل مستقبل الاتحاد ولا يمكن أن نتحدث عن ترفيع في الانخراطات دون العناية والدعم الكاملين للقطاع الخاص، وفي هذا الجانب أعلن الاخ العياري عن عزم القسم إعادة النظر في طرق التعاطي مع هذا القطاع الحيوي وتفعيل اليات الانتساب لحماية مكاسب العمال والدفاع عن حقهم في استقرار الشغل ضمن أطر وهياكل نقابية فاعلة وقوية. اولويات وطرح الاخ بلقاسم العياري ملفات اخرى ستكون من ضمن أولويات القسم كالبحث في طرق مواجهة الأشكال الهشّة للتشغيل عبر خطة عمل نقابية تضمن استقرار الشغل وتطوير منظومته المهنية والتشريعية. وسيهتم القسم بملف المؤسسات التي تعاني من صعوبات إقتصادية من خلال تشخيص واقعها بأسلوب علمي دقيق بهدف رسم خطة علاجية تدافع عن مؤسسة قوية تضمن ديمومة مواطن الشغل وتوفر ظروف العمل اللائق بما يحفز العمال على مزيد البذل لمؤسسة قادرة على المنافسة. وسيعتني القسم بالمفاوضين قبل انطلاق الجولة السابعة للمفاوضات الاجتماعية عن طريق تسليحهم بآليات تمكنهم من تحقيق المزيد من النتائج لصالح العمال انطلاقا من المكاسب التي حققتها الجولات السابقة. وسيهتم القسم بالندوات التكوينية وبتنزيل الاتفاقية الدولية عدد 135 ضمن القانون التونسي. كذلك أكد الاخ الامين العام المساعد امام المشاركين استعداد القسم لتوفير كل الامكانيات المادية والمعنوية لفائدة المسؤولين عن القطاع الخاص بالجهات والقطاعات ومن أجل مضاعفة الجهود لتعزيز الانتساب النقابي. وقد حضر اشغال اليوم الاول من الندوة الاخوة: رضا بوزريبة ومحمد السحيمي والمولدي الجندوبي وأكدوا على ضرورة تعزيز الانتساب النقابي داخل القطاع الخاص باعتباره المفتاح الاساسي لدعم مكانة الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبار المتغيرات الاقتصادية ببلادنا. العمود الفقري واوضح الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية أهمية أن تقدم كل الاقسام الدعم للقطاع الخاص باعتباره العمود الفقري الرئيسي لتنمية الانخراطات. المصارحة أمّا الاخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق فقد أكّد على ضرورة إصغاء القيادة النقابية لقواعدها بالمصارحة وبالوعي بان تكثيف الانتساب النقابي امر لابد منه خصوصا في القطاع الخاص باعتبار ان الاتحاد الذي تأهل من أجل القضية الوطنية، يناضل اليوم من أجل تحسين ظروف العمال وتحقيق مكاسب اضافية مع التفتح على الآخر والدفاع عن الديمقراطية والحرّيات العامة والفردية. آليات جديدة كما بيّن الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمؤسسات العمومية أهمية الوعي بالعمل الكبير الذي يقوم به الاتحاد لفائدة العمال والذي يستدعي أيضا تدعيمه بالتفكير الجدّي في آليات جديدة للانتساب النقابي. ورشات وتمحيص وشهدت الندوة أربع ورشات نشطها كل من الاخوة نورالدين الشمنقي ومحمد المسلمي وفتحي العياري والحبيب الحمدوني. المرصد الوطني مطمح النقابيين واهتمت هذه الورشات بكيفية بعث المرصد الوطني لانتهاك الحريات النقابية وبتعزيز الانتساب النقابي وبوضعية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبالاعلام والتنسيق والاتصال. وشهدت هذه الورشات تحليلا مفصلا لواقع القطاع الخاص وضبط المسؤولين النقابيون استراتيجية عمل القسم لتطوير الاداء النقابي. وقد لاقت فكرة انشاء مرصد وطني للانتهاك الحريات النقابية استحسانا من قبل الحاضرين باعتبارها تجديدا للاداء النقابي ونظرا لوجود ضرب للحقوق النقابية خصوصا بالقطاع الخاص. واكد الحاضرون على ضرورة وعي جميع النقابيين بمختلف مسؤولياتهم بان العمل الجماعي اساس نجاح القطاع الخاص والذي بدوره سيمكّن الاتحاد من اليات واسلحة جديدة للنضال النقابي. العقلية المطلوبة وتم الحديث عن ضرورة ان تكون للنقابيين عقلية متجددة تقتنع بان القطاع الخاص يتطلب جهدا مضاعفا ونضالا دون حسابات خصوصا فيما يعلق ببعث الرصد الوطني الذي يمثل اضافة نوعية في أداء الاتحاد. الرهانات والامكانيات واجمع النقابيون الحاضرون على الرهانات الحقيقية المطروحة اليوم على الاتحاد لتوفير كل الامكانيات لهذا القسم من اجل النجاح في تعزيز الانتساب والقضاء على المناولة والاشكال الهشة للتشغيل. تثمين وثمن المتدخلون البرنامج المعد من قبل اطارات القسم باعتباره يمثل طموحات العمال ويضع الاصبع في موضع الداء بالنسبة لعديد النقاط الرئيسية التي تعتبر هواجس نقابية ملحة .. المستقبل في القطع الخاص واختتم الندوة بورقة عمل تمثل الاستراتيجية المستقبلية للقسم الذي بدأ يرسم ملامح المرحلة القادمة خصوصا ان العمل المطروح يحتاج الى مجهودات كبيرة والى عقلية نقابية تؤمن بان القطع الخاص يمثل مستقبل الاتحاد ولذلك يجب أن تتظافر جهود الجميع لانجاح هذا الرهان الصعب لكنه وغير المستحيل على الاطارات النقابية التي اثبتت في عديد المحطات انها قادرة على صنع المعجزات متى تسلحت بالعزيمة والارادة الصادقة، وهو ما اكد عليه الاخ بلقاسم العياري الذي نوه بعمل كافة المشاركين مبديا استعداد القسم لتقديم كل العون لانجاح هذا البرنامج الذي يحتاج إلى الوحدة وإلى النضال والافكار الجديدة المتجذّرة في تاريخ الاتحاد ونضاليته واستقلاليته.