على امتداد أسبوع ومنذ أن طالت يد الغدر والجبن الشهيد محمد البراهمي النائب بالمجلس الوطني التأسيسي والمنسق العام للتيار الشعبي لترديه جثة هامدة ولكن أفكاره التقدمية المتأصلة في هويته العربية الإسلامية ستظل باقية على الدوام حيث أن الرصاصة تقتل الجسد و لا تستطيع قتل الأفكار على حد تعبير ماكسيم غوركي لم تهدأ بجهة صفاقس الحركة الاحتجاجية الصاخبة و اللاعنة كبقية ولايات الجمهورية لعمليات الاغتيال المتتالية في بلادنا. رغم اشتداد الحرارة وصيام رمضان مطالبة برحيل الحكومة و حل المجلس التأسيسي و طرد والي الجهة . و كانت مدينة صفاقس قد عاشت شللا تاما على حميع المستويات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية بعد أن استجابت كل القطاعات لقرار المكتب التنفيذي الوطني الذي دعا للإضراب العام بكافة جهات البلاد . و ذلك يوم الجمعة 26/7/2013 وقد انطلقت في ذات اليوم مسيرة حاشدة من مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يتقدمها أعضاء المكتب التنفيذي و الكاتب العام السابق للإتحاد الجهوي للشغل الأخ محمد شعبان الذي أبى إلا أن يكون من بين المنتفضين و المنددين بالجريمة الشنيعة و النكراء و قد رفعت خلال المسيرة شعارات عديدة تطالب برحيل الحكومة و حل المجلس التأسيسي و جعل حد لمهام والي الجهة. وفي الأثناء شهدت التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بصفاقس نشاطا غزيرا لم يعرف التوقف منذ الإعلان عن إغتيال الشهيد محمد البراهمي حيث عقدت عديد الجلسات و الاجتماعات الطارئة لترتيب المسيرات و تنظيم الاحتجاجات بتنسيق مع الأطياف الحزبية و السياسية و مكونات المجتمع المدني بالجهة . و قد قررت التنسيقية يوم الجمعة 26/7/2013 الدخول في اعتصام مفتوح تحت شعار اعتصام الرحيل أمام مقر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بباب البحر صفاقس و قد أعدت له كل الظروف المادية و اللوجستية و السياسية لإنجاحه و قد تجمع عدد غفير من المواطنين أمام مقر حزب الوطد الموحد يوم السبت 27/7/2013 حيث انطلقت مسيرة حاشدة تعد بالآلاف نحو حزب مقر التيار الشعبي أين تم الخروج بالجنازة الرمزية لشهيد الجمهورية محمد البراهمي جابت شوارع و أنهج مدينة صفاقس : يا براهمي يا شهيد على دربك لن نحيد – يا براهمي يا بلعيد على دربك لن نحيد – شهداء شهداء أحنا ليكم أوفياء - لتتوقف أمام مقر الولاية مطالبة برحيل الوالي و رحيل حكومة الترويكا : تونس تونس موش للبيع يا عصابة التطبيع – الشوارع و الصدام حتى يسقط النظام . و الجدير بالذكر أن « الأمن العمومي » كان حاضرا في كل المسيرات و الاحتجاجات مدججا بقنابله المسيلة للدموع و التي ألحقت الضرر بعديد المتظاهرين و إلقاء القبض على البعض منهم.