هل يعود محمد الغرياني إلى السياسة من بابها الكبير كما يؤكد البعض بعد أن اعتقدنا أن المخلوع ذهب هو وحزبه ورجالاته ؟ ذكرني هذا السؤال بما قاله لي زميل من الصيادلة يوما عن مبدأ التحلل وهو تفكك وتحلل المواد إلى عناصرها الطبيعية الأولية بالطرق الفيزيوكيميائية والحيوية. وتتحلل المواد العضوية في الماء بسرعة أكبر من المواد المصنعة مثل تحلل السكر في الماء. ففي عملية تحلل السكر تختفي حبيباته لكي تنقسم في شكل هِبات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا تكتشف إلا بالأثر الذي تتركه مثل اللون والرائحة. تختلط المادة حينها بالماء وتخترقه وتلقّحه... وبطبيعة الحال يحسب الناظر في الماء أن السكر قد انعدم ويحسب انه لا يمكن استرجاعه في حين يمكن بعملية بسيطة يتعلمها تلاميذ المدارس أن يعود السكر إلى شكله الأصلي الطبيعي. ذكرني حديث الكيميا هذا بكيميا السياسة وبالأخص بالتجمع الدستوري الديمقراطي الابن الشرعي للحزب الاشتراكي الدستوري (الله ينصرمن جاء بيه) وريث شعبه وانتهازييه وسرّاقه. لقد وقع حل التجمع في قضية مشهورة عرفت كل الأطوار من الابتدائي الى التعقيب. ولكن أين يا ترى ذهبت حباته المسمومة التي لوثت مياهنا وبحارنا وأوديتنا حتى كادت تحكم علينا بالموت عطشا ؟...لا تعتقدوا سادتي أنها انعدمت بل هي مثل حبيبات السكر مازالت موجودة غير أننا لا نراها وإن كنا نشتم رائحتها في بعض الخطب والمبادرات والوجوه القديمة تلك جاءت من العهد الفاسد بعد أن وضعت يدها مع الطاغية وترأست حزبه المزيف.. إن هؤلاء الذين يحدثوننا اليوم عن مبادرات للعودة لا حاجة لنا بهم فما كان لهم يوما حلاوة السكر بل فيهم كل مصائبه أما يكفينا ما فينا من ارتفاع نسبة السكر وضغط الدم ؟