محسن الجندوبي واحد من الاسماء اللامعة في تاريخ كرة القدم التونسية وهو من اللاعبين القدامى الذين تألقوا في الملاعب التونسية مسيرته حافلة بالعطاء وهو مثال يحتذى به في الأخلاق واللعب، تاريخه الكروي داخل وخارج تونس شاهد على انضباطه بما انه كان أعطى للكرة كل شيء فاعطته حبّ الناس وإحترام الجميع. إلتقيناه فكان هذا الحوار: * لماذا خيّر الجندوبي الابتعاد عن الساحة الرياضية؟ أنا موجود لكن كمتفرج فقط لقد كان في برنامجي ان اعود الى التدريب بعد تجربة في تونس من خلال تدريب نادي الجديدة ونادي جبّة في مدينة حائل بالسعودية في 1992 لكن في الاخير خيّرت الابتعاد لاني اعاني من مرض ساهم في ابتعادي وهو مرض تآكل العظام. (؟) * قيل لنا انك توجهت الى ميدان جديد وهو قريب من الكرة فهل من توضيح؟ هذا صحيح فهو ميدان قريب جدا من كرة القدم فاللاعب القديم له عدة خيارات إمّا التدريب او التسيير شخصيا خيّرت اقتحام ميدان وكلاء اللاعبين وقد اجتزت امتحانا لوكلاء اللاعبين وأنا في انتظار نتيجة هذا الامتحان. * ما تفسيرك لعزوف وابتعاد اللاعبين القدامى عن التدريب والتسيير؟ الاجواء الموجودة حاليا ليست كما كانت سابقا، اجواء اليوم يطغى عليها الجانب المادي كذلك تغير المسيّر فالاحتراف في كرة القدم التونسية يجب ان يغير العقلية على مستوى المسؤولين، المصالح الشخصية طغت على التسيير حيث لم يعد المسؤول يؤدي واجبه حبا في الجمعية بل خدمة لمصالحه الشخصية لذلك ترى أنّ جل اللاعبين القدامى انقطعوا عن التدريب والتسيير. * هل ترى انّ اللاعبين القدامى بإمكانهم تقديم الاضافة في مختلف المسؤوليات الرياضية؟ اللاعب السابق قادر على النجاح وتقديم الاضافة شريطة ان تتوفر كل ممهدات النجاح، فاللاعب القديم صاحب خبرة وتجربة وهو قادر على إفادة لاعبي اليوم من الناحية الاخلاقية والتربوية، أنا أرى ان دور اللاعب السابق يدخل ضمن عملية توجيهية بالاساس مع الاحاطة والعناية باللاعب داخل وخارج الملعب، الحقيقة انه في الماضي كانت الروح الرياضية طاغية والتعامل بشفافية بين المسؤول واللاعب لكن اليوم لم يعد هناك احترام بين كل الاطراف. فتجربة اللاعب السابق لها وزنها لضمان النجاح بما أنّها تساهم في تكوين اللاعب على المستوى الذهني والاخلاقي لذلك لابدّ من الاستعانة بأصحاب الخبرة ومن الصالح ادماج اللاعب القديم في صلب الجمعيات للاستفادة منه. * كيف تقيّم مسيرة الملعب التونسي خلال هذا الموسم؟ الملعب التونسي فريق كبير، المرحلة الثانية من البطولة كانت جدّ طيبة بالنسبة له مقارنة ببداية الموسم، الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الشبان الذين بامكانهم تقديم الاضافة واعادة الفريق الى التتويجات، لكن يجب الاشارة إلى أنّ غياب الدعم المادي من أبرز الاسباب التي لم تساهم في تواصل نتائجه الوردية خلال المواسم الفارطة لذلك لابدّ ان تلتف جميع الاطراف حول النادي لتدعمه ماديا ومعنويا فالفريق الذي يطمح للعب على المستوى العربي والافريقي لابدّ ان ينتدب لاعبين قادرين على تقديم الاضافة وتعزيز الزاد البشري للفريق، في كلمة يجب توفير الظروف الملائمة لانجاح الفريق. * كيف ترى بطولة هذا الموسم وماذا عن فرق التتويج والنزول؟ بطولة هذا الموسم لها نكهة خاصة عن المواسم الماضية والتي كنا نعرف فيها من المتوج ومن الذي سينزل منذ بداية الموسم لكن على عكس المواسم الفارطة بطولة هذا الموسم لم تبح باسرارها ولا يمكن للواحد منا التكهن بالتتويج أو النزول، التكهن صعب فمن جولة الى أخرى تتغيّر المعطيات بحكم اقتراب النقاط بين الافريقي والنجم والاتحاد المنستيري هذا الثالوث بامكانه الفوز بلقب البطولة امّا في مؤخرة الترتيب فالنزول منحصر في 4 او 5 فرق لذلك اتمنى ان تتواصل البطولة في كنف الروح الرياضية وأن يفوز بالبطولة من هو جدير بها وان يبقى في الرابطة المحترفة الأولى من هو جدير بالبقاء. فالمستوى الطيب للبطولة يخدم بطريقة مباشرة مصلحة المنتخب الوطني لكرة القدم ويطرح عديد الاختيارات أمام الإطار الفني في عملية انتقاء اللاعبين. * ظاهرة العنف في الملاعب التونسية بماذا تفسرها؟ ظاهرة العنف ظاهرة غريبة عن ملاعبنا إلاّ انها اصبحت عادية فالعنف يتجاوز اللاعب والمسؤول وكل الاطراف مشاركة في هذه الظاهرة. فالمسؤول مطالب بإحاطة اللاعب وأعطاء صورة طيبة عن رياضة كرة القدم لذلك لابدّ من وقفة حازمة وجدية حتى لا تتفشى هذه الظاهرة في مختلف الاقسام ولابدّ من تفاديها بكل الوسائل ويجب توعية اللاعب والجمهور بعيدا عن منطق الفوز بكل الطرق. * هل هناك نيّة للعودة للتسيير في قادم المواسم؟ من الممكن العودة الى التسيير في ظل توفّر ظروف ملائمة تساعد المسيّر على العمل بكل أريحية وشفافية وتقديم جملة من التصوّرات والافكار التي تساهم في تطوّر الفريق وتدعم مكانته، أنا شخصيا أريد أن أوظف تجربة عشرين سنة في الميادين لأجل خدمة الاجيال الشابة. * كلمة الختام؟ أشكر جريدة «الشعب» على هذه الفرصة التي أتاحتها لي لأعبّر عن وجهة نظري لإيمانها العميق بدور اللاعبين القدامى على تقديم الاضافة وتأطير الشبّان. وأتمنى تتويج الفريق الذي يستحق التتويج وان تتطوّر كرة القدم التونسية لما فيه فائدة للمنتخب الوطني التونسي وأرجو ان يعود الملعب التونسي إلى سالف اشعاعه ليتمكن من العودة إلى التتويجات.