تواصل قاعات السينما بتونس وهي «المونديال» بوسط العاصمة و «أميلكار» بضاحية المنار و «الهمبرا» بالمرسى، للأسبوع الرابع على التّوالي عرض الشريط السينمائي التونسي الجديد «كلمة رجال» للمخرج معز كمّون. وسط إقبال جماهيري كبير يعد بالآلاف، شجّع منتج الفيلم حسن دلدول على أن تستمر عروضه خلال الأسبوع القادم. ويحكي الفيلم قصة ثلاثة أطفال: عبّاس وساسي وسعد تجمع بينهم صداقة عميقة ومعطّرة ببراءة الطفولة يعيشون في قرية نائية بالجنوب.. تفرّق بينهم أقدار الحياة، ليلتقوا من جديد بعد 30 سنة في المدينة. ويصبح سعد الذي كان إماما في جامع صغير أحد أكبر تجّار الملابس القديمة «الرّوبافيكا» بعد فوزه في لعبة «البروموسبور»، وساسي ناشر مفلس، وسعد أستاذ جامعي أطرد من عمله بتهمة التحرّش الجنسي بإحدى طالباته. ويثير الفيلم بجرأة كبيرة عدّة مواضيع اجتماعية هامّة وخطيرة لم يتطرّق إليها في السينما التونسية من قبل، وشبه مسكوت عنها في المجتمع التونسي منها انتشار ظاهرة الزّواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكّك الاجتماعي. كما يتعمّق في إبراز بعض التغيّرات الاجتماعية السلبية التي تمس القيم الإنسانية الإيجابية التي كانت سائدة من قبل. إضافة إلى أنّ الفيلم يكشف بصراحة عن أسباب تردّي الوضع الثقافي ويقدّم صورة واقعية عن الممارسات اللاّإبداعية التي تسوده. ويعري الفيلم بعض الممارسات الخطيرة التي تحدث في الجامعات ومنها تقديم الأطروحات المشكوك فيها.. علما أنّ شريط «كلمة رجال» مقتبس عن رواية «بروموسبور» المتوّج بجائزة «الكومار الذهبي» للرّوائي التونسي المتميّز حسن بن عثمان. وأنجز الموسيقى التصويرية وأدّى أغنية جنريك النهاية للفيلم الفنّان القدير لطفي بوشناق. ويشارك في الفيلم نخبة من أبرز نجوم التمثيل في تونس منهم جمال ساسي وفتحي المسلماني وجميلة الشيحي ورمزي عزيز ولطفي الدزيري ونجوى زهير وهاجر حناشي وسوسن معالج وعبد المجيد الأكحل وسفيان الشعري. ويحسب للمخرج الشاب معز كمّون في تجربته السينمائية الأولى مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطّابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهى الواقعية والجدّية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيها الكثير من الابتكار والإبداع.