حلت في الخامس عشر من أيار/ مايو، هذا العام، الذكرى السنوية التاسعة والخمسون للنكبة، حيث جرى اغتصاب فلسطين، وشرد شعبها، وأقيم الكيان الصهيوني، في قلب المنطقة العربية، في إطار المشاريع الرامية للحفاظ على واقع التجزئة والهيمنة، وإحكام السيطرة الامبريالية على المنطقة العربية. إن إحياء هذه الذكرى في كل عام يطرح علينا تساؤلات كبيرة ومتعددة بشأن استمرار واقع النكبة، حيث الشعب الفلسطيني يعاني الأمرين، ففي الأراضي الفلسطينية المغتصبة (1948) يكافح العنصرية الصهيونية، ويتشبث بحقه في أرضه، ويدافع عن هويته العربية وانتمائه الوطني. وفي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة (1967) هاهو الشعب الفلسطيني بانتفاضاته ومقاومته يعبر عن رفضه للاحتلال وعن حقه بالحرية والاستقلال، مقدما النفس والنفيس، في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية والوحشية والتجويعية، متحديا الاغلاقات والحصارات والاغتيالات والمعتقلات، مناضلا ضد سياسة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ومشاريع تهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري. أما في مناطق اللجوء والشتات فإن الفلسطينيين مازالوا يكابدون المعاناة جراء الحرمان من الوطن والهوية، والتشتت الاجتماعي، مؤكدين باستمرار على حقهم التاريخي بالعودة إلى أرض الوطن والديار مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات. وبهذه المناسبة تؤكد الأمانة العامة بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، لأن الوجود الصهيوني السرطاني العدواني لا يستهدف أرضها وشعبها فحسب وإنما يستهدف أيضا إضعاف الأمة العربية وتكريس تجزئتها واستنزاف مواردها وإخضاعها للهيمنة الإمبريالية. وتطالب الأمانة العامة الحكومات العربية والاتحادات والمنظمات النقابية والشعبية باستنهاض قواها وطاقاتها وتوحيدها لمواجهة التحدي الصهيوني في مختلف المجالات. وفي هذا الإطار ترى الأمانة العامة بأن مواجهة التحدي الصهيوني يتطلب تحرير الإرادة العربية، لأن ضعف الاستعداد لهذه المواجهة لا يتعلق بالإمكانيات المادية والعسكرية، وإنما بتشتت الإرادة والقدرات وبغياب إرادة المواجهة، في الإطار الرسمي..كما تؤكد الأمانة العامة بأن النجاح في هذه المواجهة لا يقتصر على البعد العسكري وإنما يجب أن يشمل تحديث وتطوير البني والمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العربية. وعلى الصعيد الدولي تطالب الأمانة العامة ببذل الجهود من أجل الضغط على الإدارة الأميركية لدفعها نحو وقف تغطيتها للممارسات العدوانية والإرهابية الإسرائيلية ووقف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني ولسياساته الاحتلالية والعنصرية كما تطالب دول العالم والمنظمات الدولية والشعبية والنقابية، على المستوى الدولي، بممارسة كل أشكال الضغط والإدانة والمقاطعة ضد الكيان الصهيوني لإجباره على وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه وفرض الحماية الدولية عليه وصولا لإجبار هذا الكيان على الانصياع للقرارات الدولية بشأن الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتمثلة بحقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وتطالب الأمانة العامة بدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته بمختلف الوسائل السياسية والمادية لتمكينه من الصمود في أرضه واستعادة حقوقه. عاشت فلسطين حرة عربية