لعلّ النجاح الذي حققه الاتحاد المنستيري خلال هذا الموسم يعود فيه الفضل بقسط كبير للمدرب الشاب «سمير الجويلي». هذا المدرب الذي نحت لنفسه مسيرة متميّزة مع أبناء الرباط رغم أنّ هذه التجربة تعتبر الأولى له على رأس أكابر الإتحاد. حين جالسناه أحسسنا بطيبته وتواضعه ورصانته في هذا الحوار، تكتشفون جوانب عدّة من شخصية الجويلي الى جانب حديثه عن مسيرة هذا الموسم مع الإتحاد زائد عديد الأشياء الأخرى. في البداية كيف يقيّم سمير الجويلي موسم الإتحاد خلال هذا الموسم؟ لقد كان موسما استثنائيا على جميع المستويات حيث جمعنا بين الإبداع والإقناع، قدمنا لعبا فرجويّا متميّزا اقترن بالعديد من النتائج الإيجابية وكنّا طرفا فاعلا في البطولة التونسية منذ البداية بما أنّ أهدافنا كانت واضحة وهي تحسين ترتيب الموسم الفارط الى أبعد حدّ مع الذهاب في كأس تونس بعيدا غير أنّ التجربة والحظ خاننا في التتويج لكن إجمالا كان موسما متميّزا والحمد للّه. ماذا عن تجربتك الأولى كمدرب أكابر للإتحاد؟ في الحقيقة لست غريبا عن الإتحاد وأجوائه حيث كنت لاعبا في الفريق منذ موسم 73 و74 لأعود إليه سنة 89 كمدرب بعد حصولي على الأستاذية في التدريب من معهد قصر السعيد. دربت جميع الأصناف وعديد اللاعبين الذين يلعبون اليوم في الأكابر سبق لي تدريبهم في الأصناف الشابة. كلّ ذلك جعلني لا أجد صعوبة في العمل معهم خاصة وأنّ الهيئة المديرة وعلى رأسها السيد ناجي السطمبولي وفّرت لنا جميع ظروف العمل الناجح وهو ما ساهم في إنجاح تجربتي الأولى مثلما قلت. لو نعود بك قليلا إلى الوراء، هل كنت تنتظر أن تسند لك الهيئة المديرة مهمّة تدريب الفريق بعد استقالة قيس اليعقوبي؟ لمّا وقع انتدابي كمساعد لقيس اليعقوبي بدأنا العمل سويّا لكن ولظروف عائلية خاصة به انسحب قيس فأوكلت لي الهيئة المديرة مهمّة الاشراف على الفريق لكن النتائج فرضت نفسها فوقع الإتفاق على مواصلة المشوار وحُظيت بثقة رئيس الجمعية والرئيس الشرفي للفريق السيد «عبد الوهاب عبد الله». لنكن أكثر صراحة، ما مدى مسؤوليتك في خروج قيس اليعقوبي؟ لا يمكن لي ذلك فأخلاقي وتربيتي لا يسمحان لي بذلك أنا من طبعي متسامح فقد عملت سابقا مع لطفي رحيّم وأسألوه ان كانت لي مشاكل معه لقد ساندت قيس اليعقوبي ووقفت الى جانبه لكن كانت له مشاكل مع اللاعبين وليس معي أنا. هل واجهت أنت ما واجهه قيس اليعقوبي من مشاكل مع اللاعبين؟ لا طبعا، علاقتي ممتازة مع جميع اللاعبين والحوار كان أساسها، لقد أعانوني بالإنضباط والجديّة وهو أساس نجاح الجمعية في هذا الموسم. وماذا عن اللاعب مكرم معتوق؟ إنّه بمثابة ابني بما أنّني كنت درّبته في الأواسط قبل الأكابر في الحقيقة امكانياته كبيرة لكن لكل مدرب رؤيته الفنية، بالنسبة لي أظنّ أنّ عقوبة أكرم ب 8 مقابلات قد أثرت عليه معنويّا وجعلته يفقد ثقته بنفسه لكن أرى أنّه يبقى دوما من الأوراق الهامة في الفريق. يعيب عليك البعص تساهلك المفرط أحيانا مع اللاعبين وهناك حتى من اتهمك بضعف الشخصية. ما ردّك على ذلك؟ هؤلاء يصطادون في الماء العكر، فسمير الجويلي صاحب شخصيّة قوية لكن بيداغوجية، التدريب تغيّر فلابدّ من الإحترام المتبادل بين اللاعب والمدرب حتى يقع تحقيق النتائج المرجوّة. جماهير الإتحاد عابت عليك تعويلك على فرج البنوني في المباريات الأخيرة؟ فرج البنوني لاعب ممتاز لكن اصابته هي التي أثرت عليه ومنعته من توظيف امكانياته لصالح الفريق ككل. هل لك أن تفسّر الأسباب التي حرمت الاتحاد من التتويج خلال هذا الموسم؟ المجموعة ككل ليست متعودة على اللعب من أجل الألقاب. فالضغط الكبير الذي سلّط على كل اللاعبين جعلهم لا يتمكنون في آخر المشوار من مواصلة اللعب بنفس الروح لنرتكب أخطاء بدائية في بعض المقابلات المصيرية. ما الذي ينقص الفريق ليتوّج؟ لاشيء ما عدا الإستقرار في التشكيلة، فكثيرا ما عانينا خلال هذا الموسم من الإصابات والعقوبات بما أننا لم نلعب بتشكيلة مثالية على امتداد الموسم ما حقيقة ما أُشيع حول عدم مواصلتك المشوار مع الإتحاد المنستيري؟ أنا راضٍ تمامًا على عملي والهيئة كذلك، النتائج أكبر دليل على نجاح تجربة هذا الموسم وهناك اتفاق مبدئي بيننا للمواصلة وهو ما أتمنّاه فعلا. هل ستعيدون نفس السيناريو ان كتب لكم مواصلة المشوار؟ بحول اللّه تعالى مادامت هناك استمراريّة فالنجاح مضمون. لقد كان موسما استثنائيا على جميع المستويات حيث جمعنا بين الإبداع والإقناع، قدمنا لعبا فرجويّا متميّزا اقترن بالعديد من النتائج الإيجابية وكنّا طرفا فاعلا في البطولة التونسية منذ البداية بما أنّ أهدافنا كانت واضحة وهي تحسين ترتيب الموسم الفارط الى أبعد حدّ مع الذهاب في كأس تونس بعيدا غير أنّ التجربة والحظ خاننا في التتويج لكن إجمالا كان موسما متميّزا والحمد للّه. أعفني من الجواب لأنني لا أريد الدخول في مثل هذه المتاهات. هل تلقيت عروضا أخرى؟ أكذب عليك إن قلت لا. فهناك عروض داخليّة وأخرى خارجية لكن الأولوية تبقى دائما للإتحاد. من من اللاعبين الذين شدّ انتباهك خلال هذا الموسم؟ بإستثناء العكروت والخلفاوي لا أحد برز اضافة أيضا للاعبي الاتحاد المنستيري، ماذا عن الفرق الأخرى؟ اضافة للإتحاد أعجبني جدّا الترجي الرياضي التونسي في الاياب وقوافل قفصة التي كان دورها في البطولة فاعلا لو لم تشارك في كأس افريقيا وهو ما أرهق لاعبيها. ماهي أصعب مقابلة؟ قطعا هي مباراة الترجي في نصف النهائي الكأس والتي اقتربنا فيها من الترشح لكن الحظ خاننا رغم ما قدمناه من مردود ممتاز وممتاز جدّا. كلمة الختام؟ ... أشكر جمهورنا العزيز الذي ساندنا والذي يعتبر اللاعب رقم 12 ومن حقّه أن يحلم بالتتويج، إنشاء اللّه ان بقيت في الإتحاد فإنّني سأحاول أن أتوّج بالكأس أو بالبطولة وربّما الاثنين معًا وهذا وعد منّي لأنّ المجموعة الحالية قادرة على النجاح بسهولة.