بعد مفاوضات ماراطونية ومضنية تم إمضاء اتفاق حول مطالب النقابة العامة للتعليم الثانوي فجر يوم الاربعاء الماضي بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية بحضور السادة علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والصادق القربي وزير التربية والتكوين وعبد السلام الديماسي مستشار وزير التربية، من الجانب الحكومي ووفد نقابي تركب من الأخوة عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد وعبيد البريكي ومسعود ناجي عضو المكتب التنفيذي والشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي. فعلى الساعة الواحدة والربع من صباح يوم الاربعاء اتفق الجانبان على الصياغة النهائية لمحضر الاتفاق بعد مفاوضات تواصلت على مدى أيام وساعات طويلة . فقد كانت المفاوضات منذ انطلاقتها صعبة ومرت بمراحل عديدة اقتربت من الاضراب لكن تحلي كافة الاطراف بالرصانة وتمسكها بمبدأ الحوار أفضى الى هذا الاتفاق المرضي حسب الأوساط النقابية . وفي هذا الاطار ارتأينا نشر مشروع الاتفاق المقدم للهيئة الإدارية القطاعية التي انعقدت يوم 11 أكتوبر الجاري وكذلك التعديلات التي طرحتها الهيئة الادارية تم محضر الاتفاق النهائي. وفي لقاء مع الأخ عبيد البريكي الذي ترأس الهيئة الإدارية الأخيرة قدم لنا قراءته لهذا الاتفاق ومسار التفاوض موضحا ما يلي: الاتفاق إيجابي والقادم يستدعي جبهة عمل مشتركة لا بدّ من الاشارة في البداية الى أن ما أدركه قطاع الثانوي من مكاسب تضمنها الاتفاق لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة نضالات خاضها مدرسو التعليم الثانوي منذ السنة الفارطة وما قبلها، حيث بالاضافة الى الاضراب الاحتجاجي على زيارة شارون نفذ المدرسون إضرابين متتاليين من أجل المطالب التي يعود بعضها الى وقت بعيد منها القانون الاساسي والمعاونون والتقاعد ومكافأة المراقبة ... الخ ... لقد كنت أشرفت على هيئة إدارية السنة المنقضية تقرر فيها الاضراب عن العمل ثم فلسطين أما قرار هذه السنة ورغم ما تخلل الأولى من بعض الاشكالات تم تطويقها لاحقا، فإن وحدة الممارسة داخل المنظمة كانت عاملا هاما من عوامل إدراك الاتفاق الذي تم إمضاؤه يوم 17 أكتوبر 2006. الصعوبات والعوائق لم يكن من السهل التوصل الى تلك الحصيلة لاسباب متعددة منها أولا نوعية المطالب المرفوعة ومنها ما تعلق ببعض التطورات التي لم ترتق الى الفهم السليم الذي يجب أن تلعبه النقابة في علاقة بمنخرطيها. أما عن المطالب فليس من السهل الاقناع بزيادتين بعد اتفاق الوظيفة العمومية الذي ينص على ايقاف المطالب ذات الانعكاس المالي، بينما طالبت الهيئة الإدارية بمنحة مراقبة الامتحانات وبإحداث منحة عودة مدرسية بالاضافة الى أنه ليس من السهل إدماج أساتذة وقتيين وترسيمهم في ظل تمش عالمي سمته الاساسية التشغيل الهش، فضلا عن مطلب التقاعد في ظل الأوضاع الحالية للصناديق الاجتماعية ولوضع الحماية الاجتماعية في العالم . ذلك مصدر من مصادر الصعوبات التي اعترضت النقابة العامة والتي أدت الى اعتماد النضالات المتكررة والى تجميع الحجج لاقناع الجميع بأهمية تلك المطالب وبتأثيراتها على عطاء المدرس، أما السبب الذاتي الذي يعطل الدفع نحو البحث عن مكاسب تمتن علاقة المنخرطين بهياكلهم النقابية ... فهو سوء فهم دور النقابة أوالتعامل بمنطلق ضيق جدّا يتضارب وما يتطلبه الوضع الحالي من ضرورة البحث عن أرضية تعامل واسعة بين الجميع تستند الى الحدّ الأدنى الذي يضمن بتشكيل جبهة عمل تكون في مستوى التحديات المطروحة. تقييم الاتفاق بعيدا عن منطلق التضخيم الذي لا يمكن أن يؤدي إلا الى تزييف الحقائق وعن منطق التقويم الذي لن يعزز سوى التشكيك في الطاقات النضالية للقطاع وفي أهمية المكاسب المنجزة في ظرف يعرف خصائصه القاصي والداني، فإن التقييم الموضوعي للاتفاق يقضي الوقوف عند مسلمات ثلاثة. 1 في الاتفاق مكاسب آليّة منها مكافآة المراقبة وإدماج المعاونين واتفاق الانتداب في صيغة المعاون وهو معطى مهما تجنيبْا عليه وحاولنا تقزيمه يظل ذا أهمية باعتباره يمثل انعكاسا ماليا في ظل التنصيص على عدم طرح مطالب مهنية ذات انعكاس مالي . 2 يعد فتح باب التفاوض في المنحة البيداغوجية خطوة الى الامام باعتبار الرفض المطلق لهذا المطلب سابقا فضلا عن آفاق التفاوض في القانون الاساسي ومعالجة ملفات المدرسين الذين تعترضهم صعوبات في مهنتهم فضلا عن آفاق مدارس المهن . 3 الحكم النهائي على هذه المسائل (المنحة البيداغوجية، القانون الاساسي ... ) يظل مؤجلا وخاضعا الى موازين قوى في التفاوض، وهو ما يستدعي توحيد الجهود ، ووحدة الممارسة على قاعدة الاختلاف في وجهات النظر من أجل مواكبة فاعلة للمسار التفاوضي ، لأن التشكيك المغرض أو الدفاع عن الاتفاق في صيغته الحالية دون نظرة استشرافية سبيلان سيؤثران سلبا على القطاع في آفاق عمله . مقبلون على مفاوضات أصعب من ناحيته أوضح الأخ الشاذلي قاري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي أن الاتفاق جاء في اطار مسار نضالي ووحدة مارسها القطاع في متابعة المفاوضات واتخاذ القرارات الحاسمة إزاءها. وأكد الأخ الكاتب العام على أن القطاع مقبل على مفاوضات صعبة فيما يتعلق بالترفيع في المنحة البيداغوجية وفيما يتعلق بالقانون الاساسي ومدارس المهن لذا يستوجب المحافظة على نفس الروح من النضالية والوحدة. وحيّى الهياكل النقابية والاطارات النقابية التي تعرضت الى مضايقات كبيرة خلال التحركات الأخيرة بالجهات وجدد الأخ الشاذلي قاري تأكيده على تمسك النقابة العامة بالحق النقابي مهما كانت التعلات مؤكدا تصميم النقابة علي ممارسته وتقنينه ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالنضال مهما كانت الضغوطات. مشروع محضر الاتفاق الأولي: الاتفاق في صيغته الأولى على 1 إسناد مكافأة للأساتذة المراقبين في الامتحانات الوطنية على النحو التالي : أ مكافأة قدرها 40 دينار (أربعون دينار) غير خاضعة للأداء للأساتذة المراقبين في شهادة الباكالوريا. ب مكافأة قدرها 30 د غير خاضعة للأداء (ثلاثون دينارا) للأساتذة المراقبين في شهادة ختم التعليم الاساسي. ج يمكن الجمع بين المكافأتين للأساتذة المدعوين لمراقبة الشهادتين. د التوزيع العادل لحصص المراقبة في الامتحانين علي المدرسين المراقبين. ه يتم تطبيق هذه المكافأة بداية من الدورة المقبلة للامتحانات الوطنية جوان 2007. 2 إدماج الاساتذة المعاونين وإنهاء العمل بهذه الصيغة من الانتداب. أ يتم إدماج الاساتذة المعاونين صنف (أ) المنتدبين بعد صدور الأمر عدد 2844 لسنة 2002 في رتبة أستاذ تعليم ثانوي وذلك على امتداد 4 سنوات على أقصى تقدير. ب يتم النظر لاحقا بين الطرفين في الاجراءات التطبيقية لعملية الإدماج أعلاه. ج إنهاء العمل بهذه الصيغة تدريجيا وتتخذ الوزارة مستقبلا الإجراءات المناسبة لسدّ الشغورات المحتملة خلال السنة الدراسية دون اللجوء الى هذه الصيغة في الانتداب. 3 تم الاتفاق علي تحسين منحة التكاليف البيداغوجية لمدرسي الاعدادية والمعاهد ومدارس المهن بداية من سبتمبر 2007 ويقع التفاوض لاحقا المقادير المالية لهذه الزيادة . 4 اتفق الطرفان على تكوين لجنة مشتركة تتركب من : ممثلين عن وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الثانوي ممثلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلين عن الادارة العامة للوظيفة العمومية ومهمة هذه اللجنة: دراسة ملفات المدرسين الذين يتعرضون لصعوبات مهنية ناتجة عن التقدم في السنّ أو لأسباب الصحية الخ ... قصد إيجاد الحلول الملائمة. تقديم مقترحاتها واستنتاجاتها من خلال الملفات التي تم درسها ترفع الى وزير التربية والتكوين والدوائر المعنية بملف التقاعد. 5 اتفق الطرفان على عقد جلسات عمل حول مشروع النظام الاساسي لمدرسي التعليم الثانوي المقدم من قبل وزارة التربية والتكوين إثر تقديم النقابة العامة لمقترحاتها. 6 تم الاتفاق على عرض مشاريع البرامج التعليمية للمرحلة الإعدادية والثانوية على النقابة العامة للتعليم الثانوي لإبداء الرأي وتقديم المقترحات في شأنها في جلسات تعقد للغرض. التنقيحات النقابية لمشروع الاتفاق على التنقيحات التي اقترحتها الهيئة الإدارية للنقابة العامة نصت على ما يلي: إمكانية توزيع منحتي الامتحانات كالآتي : خمسون (50) دينارا في شهادة الباكالوريا وعشرون (20) دينارا في شهادة ختم التعليم الاساسي. تعديل النقطة د من 1 كالآتي : «يتم النظر لاحقا بين الطرفين في الاجراءات التطبيقية التي تضمن التوزيع ... « تعديل النقطة ج من 2 كالآتي : «الى هذه الصيغة في الانتداب والى صيغ الانتداب الوقتية في مواطن العمل القار». تعديل النقطة 3 بإضافة : «الزيادة على أن ينتهي التفاوض في أجل أقصاه 31 جانفي 2007. فصل «ممثلين عن وزارة التربية والتكوين» عن ممثلين للنقابة العامة للتعليم الثانوي». إضافة نقطة : «تجتمع اللجنة مرتين في السنة: شهر جانفي وشهر جوان بداية من سنة 2007. إضافة نقطة سابعة كالآتي : «اتفق الطرفان على عقد جلسات لتطوير مقاييس وآليات حركة نقل مدرسي التعليم الثانوي». إضافة نقطة ثامنة كالآتي : «اتفق الطرفان على عقد جلسات عمل للتفاوض في وضعية مدارس المهن»
محضر اتّفاق في إطار الحوار المتواصل والبنّاء بين وزارة التربية والتكوين من ناحية والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والنقابة العامة للتعليم الثانوي من ناحية أخرى وتتويجا لجلسات العمل حول مطالب مدرّسي التعليم الثانوي تمّ الاتّفاق على ما يلي: 1 إسناد مكافأة للأساتذة المراقبين في الامتحانات الوطنية على النحو التالي: أ مكافأة قدرها خمسة وأربعون دينارا (45د) غير خاضعة للأداء للأساتذة المراقبين في شهادة الباكالوريا. ب مكافأة قدرها خمسة وعشرون دينارا (25د) غير خاضعة للأداء للأساتذة المراقبين في شهادة ختم التعليم الأساسي. ج يتمّ الجمع بين المكافأتين للأساتذة المدعويين لمراقبة الشهادتين. د تلتزم الوزارة بالتوزيع العادل لحصص المراقبة في الإمتحانين الوطنيين على المدرّسين المراقبين وللنقابة حقّ التدخّل لدى سلطة الإشراف لمعالجة ما قد يحدث من إشكاليات. ه يتم تطبيق هذه المكافأة بداية من الدورة المقبلة للامتحانات الوطنية جوان 2007. 2 إدماج الأساتذة المعاونين صنف «أ» وإنهاء العمل بهذه الصيغة في الانتداب: أ يتمّ ادماج الأساتذة المعاونين صنف «أ» المنتدبين بعد صدور الأمر عدد 2844 لسنة 2002 في رتبة أستاذ تعليم ثانوي وذلك على امتداد 4 سنوات على أقصى تقدير. ب يتم النظر لاحقا بين الطرفين في الإجراءات التطبيقية لعملية الإدماج أعلاه. ج إنهاء العمل بهذه الصيغة تدريجيا وتتّخذ الوزارة مستقبلا الإجراءات المناسبة لسد الشغورات المحتملة خلال السنة الدراسية دون اللجوء الى هذه الصيغة في الانتداب والإقتصار على المعوّضين لسدّ الشغورات الظرفيّة. 3 تحسين منحة التكاليف البيداغوجية: تمّ الاتّفاق على تحسين منحة التكاليف البيداغوجية لمدرّسي المدارس الإعدادية والمعاهد ومدارس المهن بداية من سبتمبر 2007 ويقع التفاوض لاحقا في المقدار المالي لهذه الزيادة على أن ينتهي في موفّى شهر فيفري 2007. 4 اتّفق الطرفان على تكوين لجنة مشتركة تتركّب من: ممثلين عن وزارة التربية والتكوين. ممثلين عن النقابة العامة للتعليم الثانوي. ممثلين عن وزارة الشؤون الإجتماعية. ممثلين عن الإدارة العامة للوظيفة العمومية ومهمّة هذه اللجنة: أ دراسة ملفات المدرسين الذين يتعرّضون لصعوبات مهنية ناتجة عن التقدم في السن أو لأسباب صحية الخ... قصد إيجاد الحلول الملائمة بما في ذلك التقاعد. ب تقديم مقترحاتها واستنتاجاتها من خلال الملفات التي يتمّ درسها ترفع الى وزير التربية والتكوين وإلى الدوائر المعنية بهذه الوضعيات. ج تجتمع اللجنة مرّتين في السنة مرّة في شهر جانفي وأخرى في شهر جويلية وذلك بداية من 2007. 5 النظام الأساسي: اتّفق الطرفان على عقد جلسات عمل حول مشروع النظام الأساسي لمدرّسي التعليم الثانوي المقدّم من قبل وزارة التربية والتكوين إثر تقديم النقابة العامة لمقترحاتها. 6 تمّ الاتّفاق على تمكين النقابة العامة للتعليم الثانوي من إبداء رأيها في البرامج التعليمية للمدارس الإعدادية والمعاهد ومدارس المهن في صيغتها الحالية والمستقبلية. 7 حركة النقل لمدرّسي التعليم الثانوي: تتقدّم النقابة العامة للتعليم الثانوي باقتراحات لتطوير حركة النقل يتمّ النظر فيها لاحقا في جلسة عمل. 8 يتمّ تعليق الإضراب المقرّر ليوم الخميس 19 أكتوبر 2006 بكافة المدارس الإعدادية والمعاهد ومدارس المهن.
الامضاءات الصادق القربي/مسعود ناجي عبيد البريكي/الشاذلي قاري