سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهمية تعزيز التضامن النقابي الافريقي من اجل ابرام ميثاق اجتماعي مغاربي يضمن حقوق العمال في البيان الختامي للمجلس المركزي للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي :
عقب اجتماعه في طرابلس يومي 7 و 8 جويلية اصدر المجلس المركزي للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي المجتمع في دورته العادية برئاسة الاخ عبد المجيد سيدي سعيد رئيس الاتحاد ومشاركة الاخوة الأمين العام واعضاء الامانة العامة للاتحاد والامناء العامين وامناء العلاقات الخارجية بالمنظمات النقابية القطرية الاعضاء وحضور الاخ حسن جمام الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بيانا جاء فيه انه يعتبرأن العولمة المتوحشة التي تفرضها المؤسسات النقدية الدولية والمنظمة العالمية للتجارة والشركات متعددة الجنسيات على جميع بلدان العالم ادت الى تعميق الهوة بين البلدان المتقدمة و البلدان النامية وخلق حالة من عدم التكافؤ بين شمال العالم وجنوبه تهدد بتهميش الاقتصاديات الوطنية النامية واقصاء قارات باكملها من مسار التنمية العالمية وفي مقدمتها القارة الافريقية التي تواجه معضلات تنموية حادة بسبب سياسات النهب الراسمالي العالمي والاملاءات الليبرالية المجحفة المفروضة عليها والتي تهدد بتقويض اسس الدولة الوطنية وبرامج التنمية بالبلدان الافريقية وتحويل القارة الى سوق للمنتوجات العالمية وضرب كل مقومات الاستثمار الوطني والتشغيل القار و الاستقرار الاجتماعي بها. واذ يحيي المجلس المركزي الجهود المبذولة لتوحيد القارة الافريقية لمجابهة التكتلات الاقتصادية العالمية فانه يؤكد على اهمية تعزيز التضامن النقابي الافريقي للتصدي للسياسات الليبرالية الجديدة وفرض احترام الحقوق والحريات النقابية ومكافحة الفساد بجميع اشكاله بما يعيد الاعتبار لقارتنا ولشعوبها اسباب الكرامة والرفاه. ويدعو المجلس المركزي الى خلق تكتل نقابي افريقي قوي صلب الحركة النقابية الدولية لحفزها على مزيد الاهتمام بقضايا افريقيا والبلدان النامية وتكوين جبهة عالمية مناهضة لسياسات الهيمنة ومؤيدة لحق الجنوب في التنمية والازدهار. على الصعيد المغاربي وعيا منه بجسامة التحديات التي تحف بالمنطقة المغاربية في ظل تسارع نسق العولمة ومسار الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ، فان المجلس المركزي ، وبعد انقضاء 18 سنة على تاسيس اتحاد المغرب العربي ،واذ يحمل الحكومات المغاربية مسؤولية هذا الاخفاق ، ويدعو النقابات وكافة القوى الحية باقطارنا الى التحرك السريع لحمل الدول المغاربية على تغليب لغة التضامن الاقليمي على الانعزالية القطرية ، والفصل التام بين مقتضيات الاندماج وعوارض السياسة وتوخي اسلوب عقلاني في البناء المغاربي على غرار التمشي الاوروبي والتجارب الآسيوية الموفقة، ويؤكد المجلس على ضرورة الاسراع بعقد مجلس رئاسة دول المغرب العربي واحترام دورية اجتماعاته وتفعيل مؤسسات الاتحاد وتنشيط اللجان القطاعية وتحيين الاتفاقيات المغاربية وتطبيقها وتوسيع تمثيلية المؤسسات المغاربية لتشمل كافة مكونات المجتمع المدني وبعث مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي بوصفه الاطار الملائم لخوض حوار اجتماعي ثلاثي اقليمي يمهد الطريق لابرام ميثاق اجتماعي مغاربي يضمن حقوق العمال في مناخ من الوفاق والسلم الاجتماعية . واذ يسجل المجلس المركزي بارتياح بعث منظمة مغاربية لاصحاب الاعمال فانه يتوجه بنداء الى المنظمة للتعاون المشترك من اجل اقامة شراكة اجتماعية مغاربية لحماية النسيج الصناعي المغاربي من مخاطر الاندماج السريع في منطقة التبادل الحر الاورومتوسطية ومواجهة تحديات الاستثمار والتشغيل و نحت نموذج تنموي مغاربي متكامل ومتوازن.وبالنظر الى عدم ايفاء مسار برشلونة بوعوده ،فان المجلس المركزي واذ يحمل الطرف الاوروبي مسؤولية تعثر هذا المسار لتاكيده على اولويات الامن على حساب التنمية ، فانه يدعو الحكومات المغاربية الى اجراء تقييم شامل لاتفاقيات الشراكة من منظور مغاربي بمشاركة منظمات العمل واصحاب الاعمال لاثراء المضامين الاجتماعية والثقافية والانسانية لهذه الاتفاقيات عبر التركيز على قضايا التكوين والتشغيل ومعايير العمل وحقوق المهاجرين وتطوير الموارد البشرية ، بما يحمي الشباب المغاربي من مآسي الهجرة السرية ومخاطر العنصرية والتطرف ، ويرسي فضاء اوورمتوسطيا قوامه التسامح والتعاون المتكافئ وحسن الجوار. على الصعيد العربي يعرب المجلس المركزي عن عميق انشغاله لتدهور الاوضاع بمنطقة الشرق الاوسط بسبب الاحتلال وسياسات الهيمنة ، ويدعو القوى الوطنية العربية الى الوعي بخطورة المرحلة وحشد طاقاتها للتصدي للهجمة الامبريالية ودحر الاحتلال وافشال المخططات الاستعمارية الراميةالى تمزيق وحدة اوطاننا وجر المنطقة الى دوامة العنف و التناحر الطائفي والعقائدي لاضعاف قدرة شعوبنا على مقاومة الاحتلال و الهيمنة الاجنبية. واذ ينبه المجلس من مغبة هذا المنزلق الخطير الذي يهدد باجهاض القضايا العربية العادلة ويولد مشاعر الياس ةالاحباط فانه يناشد كافة الاشقاء نبذ العنف والصراعات الطائفية والمذهبية العقيمة و تغليب المصالح الوطنية والقومية العليا على الانتماءات الضيقة وتوجيه سلاح المقاومة نحو الاحتلال الصهيوني بفلسطين والجولان والاحتلال الامريكي بالعراق في اطار جبهة تحررية تضع قضايا التحرر الوطني في صدارة اولوياتها على غرار النضالات المجيدة التي خاضتها شعوبنا ضد الاستعمار. ويؤكد المجلس ان وحدة شعوبنا ومقاومتها الوطنية هي السبيل لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير اراضي سوريا ولبنان وتخليص العراق من الاحتلال والحفاظ على سمعة المقاومة العربية ومشروعيتها ضد كل المؤامرات التي يحيكها دعاة الصراع بين الحضارات للاساءة للعرب و المسلمين وتشويه قضاياهم العادلة. كمايؤكد المجلس على اهمية النضال من اجل نشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وترسيخ الحقوق و الحريات النقابية وتعزيز حقوق المراة بكامل المنطقة العربية ، بما يتيح لشعوبنا الاسهام في تعميق مسار الحداثة وتحقيق التكامل بين اقطارنا عبر اقامة تكتلات اقليمية تكون روافد للوحدة العربية الشاملة. ويؤكد الملجس على اهمية الدور الموكول للحركة النقابية العربية المنضوية ضمن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في تعزيز التحولات الاجتماعية والديمقراطية باقطارنا ، واشاعة ثقافة الحوار والمشاركة ونبذ كافة اشكال التطرف وبناء تنمية عادلة ومتوازنة تكون سندا لشعوبنا لتامين مناعتها وامنها القومي. وكان المجلس قد وجه برقية الى قادة دول المغرب العربي جاء فيها بالخصوص انه: -يعرب لكم عن بالغ انشغاله لتواصل تعثر المسيرة المغاربية و يناشدكم الاسراع بعقد مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي لاعادة الثقة وروح الوفاق بين الاشقاء المغاربيين في كنف التضامن والتشاور الاقليمي بما يعيد الامل لشعوبنا في انجاز هذا المشروع الحضاري الكبير كلبنة اساسية من لبنات الوحدة العربية والاتحاد الافريقي وركن اساسي في الفضاء الاورومتوسطي. - يشدد على اهمية التكامل الاقتصادي المغاربي لمجابهة تاثيرات العولمة المجحفة واستيعاب ما يفرزه الثقل الديمغرافي للشباب من ضغط على سوق الشغل واستفحال البطالة ومظاهر التهميش الاحتماعي وتنامي الهجرة بمختلف اشكالها. - يؤكد على ضرورة تعزيز مناخ الحوار الاجتماعي وترسيخ الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان واحترام الحقوق والحريات النقابية ومعايير العمل وتعزيز مشاركة المجتمع المدني واشاعة قيم الحداثة والتسامح كاساس لاقامة مجتمع مغاربي مزدهر و متوازن وديمقراطي.- يدعو الى تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي وتحيين الاتفاقيات المبرمة وتطبيقها ويجدد مطالبته باحداث مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي وتامين تمثيلية الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي في هذا المجلس وفي سائر المؤسسات الاتحادية ومنها مجلس الشورى المغاربي والتعامل مع المنظمة النقابية المغاربية كشريك اجتماعي فاعل في مسيرة الاندماج بين اقطارنا. -واذ يثمن المجلس المركزي ما يحدوكم من عزيمة صادقة لتذليل العراقيل وتحقيق المصالحة المغاربية فانه يتطلع اليكم بالكثير من الآمال لاتخاذ قرار تاريخي بلم الشمل المغاربي واعادة الحيوية لهياكل اتحاد المغرب العربي وفاء لتضحيات أجيال الاستقلال التي كافحت في سبيل عزة مغربنا العربي واستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة في إقامة تكتل مغاربي موحد يتمتع بأوفر أسباب الرقي و المناعة من قرارات المجلس المركزي - تكثيف برامج التعاون النقابي و الندوات وا لدراسات وتطوير الإعلام و التوثيق و تنمية موارد الاتحاد و العناية بمقره ودعمه بالخبرات والكفاءات. -تفعيل العلاقات مع الاتحادات القطرية وتعزيز التضامن بين القطاعات المتشابهة و الاحاطة بلجنتي الشباب العامل المغاربي والمراة العاملة المغاربية. - توجيه الاهتمام نحو قضايا الاندماج المغاربي باعتبارها من اولويات الحركة النقابية المغاربية وإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع منظمة أصحاب الأعمال المغاربية والأمانة العامة لاتحاد دول المغرب العربي. ولدى تقييمه للوضع النقابي عربيا و إفريقيا ودوليا في ضوء توحيد الحركة النقابية الدولية وتأسيس الكنفدرالية النقابية العالمية الجديدة أوصى المجلس بما يلي: - تكثيف التشاور و التنسيق بين الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي و الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لتعزيز موقع الحركة النقابية المغاربية والعربية في الساحة النقابية الدولية.- تفعيل مساهمة الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي في المؤتمر التأسيسي للمنظمة الجهوية الإفريقية المقرر عقده في نوفمبر 2007 بغانا. و بالنظر لقرب انقضاء الفترة النيابية الحالية قرر المجلس المركزي الدعوة الى عقد المؤتمر الخامس العادي للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي في جويلية 2008 متوجها بالشكر والتقدير الى الأخوة في الاتحاد العام للعمال الجزائرين لتفضلهم باحتضان فعاليات هذا المؤتمر بالجزائر. وشكل المجلس لجنة تحضيرية لإعداد مشاريع اللوائح ومراجعة القانون الأساسي للاتحاد وصياغة نظامه الداخلي مؤكدا حرصه على ان يكون المؤتمر القادم محطة للارتقاء بأداء الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي ووضع استراتيجية ملائمة تتيح تحقيق أهدافه وفي مقدمتها الإسهام الفعلي في بناء مغرب عربي موحد ومزدهر وديمقراطي. وقرر المجلس المركزي عقد دورته القادمة في جانفي 2008 بتونس لمناقشة مشاريع اللوائح ومتابعة الاستعدادات لعقد المؤتمر وتوجه في الختام ببرقية تقدير إلى الأخ معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر ورئيس اتحاد المغرب العربي كما وجه برقية شكر إلى الأخوة في الاتحاد العام للمنتجين لحسن الضيافة و الاستقبال.