رغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية من أجل إرضاء حرفائها وخصوصا مستعملي الخطوط البعيدة، فإن حدوث بعض التجاوزات والاخلالات في حق المسافرين يضع كل هذه المجهودات في مهب الريح وهنا نأمل أن تبادر الادارة العامة للشركة وعلى رأسها الاستاذ عبد العزيز شعبان بفتح تحقيق في هذه الملاحظات حتى نساهم في دعم مكاسب هذه المؤسسة الوطنية العريقة التي احتفلت خلال العام المنقضي بمرور خمسين عاما على تأسيسها. وهذه الملاحظات تهم الخط الرابط بين تونس العاصمة وسوسة ذهابا وإيابا: عديد العربات في قطار سوسةتونس حالتها مزرية على جميع المستويات (كراسي مكسرة، غياب ستائر واقية من أشعة الشمس...) وهذا لا يخدم صورة بلدنا السياحي باعتبار أن هذا الخط يربط بين تونس العاصمة ومدن نابل والحمامات وسوسة وهي مقصد السياح الأجانب ومن أبناء الوطن. مع حلول الصيف تشتغل أجهزة التكييف داخل عربات القطار لكن حصول عطب فني يحول العربة الى حمام ساخن (وهذا ما حدث لقطار الساعة الثانية و دقيقة زوال يوم الاثنين جويلية بين تونسوسوسة مع حصول تأخير في السفرة وصل حدّ دقيقة؟...) على مدار العام يتوقف قطار الساعة الخامسة والنصف مساء (من تونس في اتجاه سوسة) بمحطة القلعة الكبرى لكن خلال شهري جويلية وأوت يشذ عن القاعدة ولا يتوقف إلا في محطته النهائية بمدينة سوسة والسؤال المطروح هو أي فلسفة اتبعها صاحب البرمجة !!؟ فالشركة لابدّ أن تكون في خدمة الحريف والمطلوب هو مراجعة هذا القرار الجائر في حق المسافرين لننهي رحلة عذابهم في البحث عن وسائل نقل أخرى للعودة من مدينة سوسة الى مدن القلعة الكبرى وحمام سوسةوأكودة وكندار وخزامة الشرقية والغربية وسيدي بوعلي ... أيضا لا بد من التذكير بأن إشاعة ترددت في العام الماضي مفادها أنّ الشركة قررت غلق محطة القلعة الكبرى لكن يبدو أن المسألة كانت «بالون اختبار» فبعد الشكايات التي رفضها المسافرون تراجعت الشركة عن «أخطر قرار» وبالمناسبة ندعو مسؤولي الشركة الى إعداد دراسة حقيقية حول جدوى ومردودية محطة القلعة الكبرى ومقارنتها بمحطتي «سوسة» و «القلعة الصغرى» لإيماننا أن مصالح المؤسسة مرتبطة بمصالح حرفائها. ونبقى مرة أخرى مع محطة القلعة الكبرى لنشير الى مهزلة أخرى ترتكبها مصلحة البرمجة بالشركة، وملخص الحكاية أن القطار المتجه من سوسة الى تونس العاصمة لا يتوقف بمحطة القلعة الكبرى إلا في ثلاث مناسبات (الخامسة والسادسة صباحا والسابعة مساء) وبقية فترات اليوم تكون القلعة الكبرى «نقطة عبور فقط» وأي مسافر يريد التنقل الى العاصمة فما عليه إلا الذهاب الى سوسة. ونختم هذه الملاحظات بدعوة مسؤولي الشركة الى مزيد العناية بمحطة القلعة الكبرى على الأقل وتجهيزها بآلة جديدة لطباعة التذاكر، كما نقترح على الادارة العامة لهذه المؤسسة الوطنية العريقة تكليف لجنة مختصة لتقصّي الحقائق المجهولة عن اطاراتهابالادارة المركزية وحتى الجهوية بسوسة. فالمطلوب إذن أن تكون «محطة القلعة الكبرى» نقطة إشعاع على محيطها الجغرافي والشكلي لا أن يقع تقزيمها !!؟!! مع إعادة التذكير مرة أخرى بأن أكبر كثافة سكنية بولايات الساحل الشرقي وتحديدا بولاية سوسة توجد في المسلك الرابط بين مدينتي القلعة الكبرىوسوسة مرورا بمدن أكودة وحمام سوسة وخزامة . أما مسألة مترو الساحل والذي كان مبرمجا أن يربط مدينتي القلعة الكبرىوسوسة أنها لن ترى النور خاصة وأن فكرة إنشاء المشروع ولدت في فترة الستينات لكن مع حلول الألفية الجديدة «ماتت في المهد لأسباب مجهولة.