في اطار التحضير لملتقى القدس الدولي في استنبول ما بين 16 - 18 تشرين الثاني نوفمبر القادم، وبدعوة من اللجنة التحضيرية الرئيسية للملتقى، انعقد في بيروت مؤخرا اجتماع للشخصيات والهيئات العاملة في لبنان حضره واحد وثمانون شخصية وهيئة. استهل الاجتماع رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الاستاذ معن بشور الذي قال لقد انطلقت من لبنان فكرة هذا الملتقى الدولي من اجل القدس، تماما كما انطلقت فكرة مؤسسة القدس من لبنان، وذلك في اطار تسليط الاضواء على هذه القضية تجمع بين الحق والايمان والمقدسات، ومن اجل توفير الطاقات والامكانات لتعزيز صمود اهلنا المقدسيين خصوصاً، وشعبنا الفلسطيني عموماً. وقال بشور للقدس سحرها ووقعها الخاص في القلوب والعقول لما تمثله من مقدسات ومن تعايش ومن صلاة دائمة من اجل السلام القائم على العدل والحق، ولاسطمبول ايضاً سحرها المستمد من عراقتها وتاريخيتها ومكانتها العالمية، كما لكونها مركزاً تتلاقى عبره قارات واديان وحضارات وثقافات، وهو التلاقي الذي يحرص اللبنانيون على تجسيده رغم كل الظروف، بل هو التلاقي الذي يحاربه اعداء لبنان والقدس واسطمبول بكل وسائلهم لأن في نجاحه قضاء على افكارهم العنصرية. بشور أمل ان يكون ملتقى القدس المرتقب اطاراً يتلاقى فيه الاخوة الفلسطينيون من كل الفصائل لكي ينهوا الازمة الراهنة والقطيعة المؤلمة، وما حضور ممثلي كل الفصائل الفلسطينية اجتماع اليوم الا تعبيراً عن هذا التوجه الذي تسعى لتحقيقها جهات عدة بينها المؤتمرات المشاركة في التحضير لهذا الملتقى. بعد ذلك اوضح امين عام مؤسسة القدس الدكتور محمد اكرم العدلوني المراحل التي قطعها التحضير لهذا الملتقى الذي بادرت مؤسسة القدس بالدعوة اليه مع اتحاد وقف المنظمات التطوعيةالاهلية في تركيا، واتحاد المنظمات الاهلية في العالم الاسلامي و27 هيئة عربية وتركية، اسلامية ومسيحية، اقليمية ودولية، تتمتع كلها بانها هيئات عابرة للاقطار والدولة وقادرة على تحريك اوسع قطاعات المجتمع الانساني من اجل القدس. العدلوني اشار الى اجتماعات تحضيرية جرت في العديد من الدول بدءاً من مصر وصولا الى اندونيسيا وماليزيا، وان المؤشرات تشير الى ان عدد المشاركين سيكون بالالاف بينهم عدد كبير من ممثلي هيئات المجتمع المدني في تركيا، وانه سيكون تكراراً لتجربة مؤتمر دوربان في جنوب افريقيا في ايلول/سبتمبر 2001 والذي اطاحت احداث سبتمبر بنتائجه. وقال العدلوني ان اللجنة التحضيرية ستوجه دعوات لشخصيات عالمية امثال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، ونلسون منديلا، ومهاتير محمد، وعمدة لندن، وشخصيات فلسطينية ذات رمزية معينة كالمطران عطا الله حنا، والشيخ رائد صلاح، والمفكر عزمي بشارة ولرموز من الاسرى المحررين بالاضافة الى عدد كبير من اهل القدس، وعرب 48، واهل الضفة وغزة، بينهم شعراء وادباء وفنانين وفرق غنائية من اجل نقل الجو من داخل فلسطين الى خارجها. اما البروفسور التركي الدكتور احمد اغيراقجيا رئيس جمعية الحضارة في تركيا، وعضو اللجنة التنفيذية في تركيا فتحدث عن حماسة الشعب التركي لاحتضان هذا الملتقى، وعن التحضيرات الجارية في اسطمبول لتأمين نجاح الملتقى الذي يتزامن انعقاده ايضا مع معرض كبير لاتحاد وقف المنظمات التطوعية الذي يعتبر حدثاً سنوياً مهماً. وبعد فتح باب النقاش والاستفسار والذي شاركت فيه الاعلامية التونسية كوثر البشراوي اختار المجتمعون الدكتور هشام البساط منسقاً للجنة المتابعة في لبنان، ورئيس جمعية شبيبة الهدى مأمون مكحل مديراً تنفيذياً، فيما تم تشكيل لجنة متابعة مصغرة متكونة من 7 اشخاص.