لقد توجهت الى سيادة وزير التعليم العالي بمراسلة أودعتها بمكتب الضبط المركزي التابع لوزارة التعليم العالي في 21 سبتمبر 2006 ، طلبت فيها اطلاعي على اسباب عدم انتدابي للتدريس بالجامعات التونسية والحال أني شاركت في مناظرات الانتداب منذ دورة 1999 والى غاية 2006 ، شاركت في 7 دورات للمساعد وواحدة للاستاذ المساعد سنة 2005 ، والمجموع 8 مشاركات، ومثلت أمام 5 لجان انتداب . ووجدت أن عدم انتدابي منذ دورة 2003 يعد أمرا غير طبيعي وكأن ثمّ تعمدا لإقصائي بكل السبل وانتظار تقاعدي أو انسحابي من المشاركة في هدوء، بينما الأوامر المعمول بها في مجال الانتداب لخطتي مساعد واستاذ مساعد تمنحني حتى الانتداب، باعتباري حاملا لشهادة الدكتورا المنصوص عليها بالامر عدد 1823 لسنة 1993 المؤرخ في 6 سبتمبر 1993 بملاحظة مشرف جدا منذ 1 مارس 2003 ، وموضوع الاطروحة جديد يقدم إضافة بشهادة اللجنة العلمية التي ناقشته ويتعلق موضوعها بتونس، وعنوانه «المسألة الاقتصادية في الفكر التونسي الحديث، خلال الثلث الأول من القرن العشرين»، وهو بحث انجز في اختصاص الحضارة الحديثة في شعبة العربية، ونوقش في كلية الاداب بمنوبة. وما هو جدير بالملاحظة أن الأمر عدد 1825 لسنة 1993 المؤرخ في 6 سبتمبر 1993 المنظم لمناظرة الاستاذ المساعد، ينص الفصل 25 منه على أن الاساتذة المساعدين ينتدبون من بين الحاملين لشهادة الدكتورا التي حصلت عليها، بل هو يعطي حملة هذه الشهادة الأولوية في الانتداب، لأن الفصل 26 من الامر المذكور يقول : «يمكن كذلك أن يتقدم الى رتبة استاذ مساعد ...» والفصل 25 أعفى الحاصل على شهادة الدكتورا التي أحرزتها من أن يكون له ملف بيداغوجي أو منشورات بينما اشترط الفصل 26 هذا الأمر علي البعض من حملة الشهادات الأخرى. ومع ذلك لم انتداب في هذه الخطة في دورة 2005 التي تقدم اليها ثلاثة مترشحين لخمس خطط فتحتها الوزارة ، ولم ينتدب أي من المترشحين الثلاثة، وهذا أمر غريب بكل المقاييس. فالشهادة العلمية المطلوبة متوفرة في ملفّي، أما التجربة البيداغوجية فهي وافرة أيضا، وتتمثل في ما يزيد على ربع قرن من التدريس بحساب سنة 2005 ، منها أربع سنوات تدريس بالجامعة مع أقسام أختصاص، حيث درست في كلية الأداب والعلوم الانسانية بصفاقس مادة الحضارة ومادة التعريب من سنة 1996 الى سنة 1999 . وقد منحني مدير القسم في الكلية المذكورة، شهادة في حسن الخدمة. المجموع 3 سنوات، تضاف اليها سنة تعاون مع كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس حيث درست أيضا مادة الحضارة لطلبة شعبة العربية، هذا بالنسبة الى مناظرة الاستاذ المساعد. أما بالنسبة الى المساعد، فقد لاحظت أن اللجان غالبا ما تنتدب من هو دوني في الشهادة العلمية وأقل مني تجربة بيداغوجية والشواهد على ذلك متنوعة... ومثولي أمام لجان انتداب المساعدين عادة ما يتخذ طابعا شكليا، مما يدفع الى الاعتقاد أن أمر الانتداب بالنسبة الي قد حسم سلفا باتخاذ اللجنة قرار الرفض ، والحال مداخلة المترشح أمام اللجنة حسب التراتيب الجاري بها العمل هي عنصر يدخل في تقييم الملف الى جانب عناصر أخرى بالطبع. لست المتضرر الوحيد من لجان الانتداب، فأمثالي كثيرون، ويعلم القاصي والداني أن العديد منهم قد يئسوا من إنصاف اللجان، فمبنهم من لجأ الى مقاضاة وزارة التعليم العالي، ومنهم من انسحب في هدوء.. لقد توجهت اليك يا سيادة الوزير بصفتك المسؤول الأول عن هذه الانتدابات لتوضح لي بكل شفافية الاسباب الحقيقية لعدم انتدابي حتى الآن، لأن الأسباب العلمية والبيداغوجية مستبعدة في قضية الحال. ويبدو أنه توجد مقاييس أخرى، غير المصرح بها للعموم ، يعتمدها الراسخون في علوم الانتداب من أعضاء اللجان وبمباركة الوزارة. ولهذه الاسباب، ما كنت أنتظر في الواقع إجابة من السيد مدير الامتحانات بالوزارة، هي من قبيل المألوف الذي لا يقدم ولا يؤخر، وكأني بالوزارة تجاهلت تماما جوهر القضية التي اثرتها في مراسلة 21 سبتمبر 2006 . وأغتنم هذه المناسبة لطرح عدد الأسئلة التي تؤرقني شخصيا : 1) لماذا تفتح الوزارة مناظرة خارجية لانتداب إساتذة مساعدين في اختصاص العربية سنة 2005 ، ويتقدم مترشحون تتوفر فيهم شروط الانتداب ويقل عددهم عن عدد الخطط المفتوحة، ولا تنتداب منهم أحدا؟ فهل ندمت الوزارة على فتح المناظرة؟ ثم لماذا يعمل قانون العرض والطلب في كل بلاد الدنيا ولا يعمل في انتدابات وزارة التعليم العالي لفائدة شعبة العربية؟ وأقول في هذا الشأن، اذا كانت الوزارة تحترم فعلا القوانين الجاري بها العمل في عمليات الانتداب وتحترم الشهادات العلمية التي تمنحها المؤسسات الجامعية التونسية، فمن واجبها أن تبادر باتخاذ قرار انتدابي في رتبة استاذ مساعد للتعليم العالي بمفعول رجعي يمتد الى سنة 2005 ، وأن تسحب هذا القرار على المترشحين الآخرين المشاركين في تلك الدورة. 2) لماذا تحتاج إلينا الوزارة للتدريس بالمؤسسات الجامعية في وضعية أساتذة تعليم ثانوي ملحقين، وتستكثر علينا الانتداب حين نكون من أصحاب الشهادات العلمية المرفوقة والتجربة البيداغوجية الطويلة؟ 3) هل حقا أن المترشحين لمناظرات انتداب مدرسي التعليم العالي في اختصاص العربية، الذين أعدوا أطروحاتهم تحت اشراف الاستاذ كمال عمران وأنا واحدهم لا تنظر لجان الانتداب اصلا في ملفاته، هذا الكلام تناهى الى سمعي في دورة انتداب المساعدين بالقيروان في صائفة 2006 ، والمعروف أنه حيث تغيب الشفافية تنتعش الإشاعة...؟ وفي كلمة أودّ أن أعرف هل الخلل كامن فيّ أنا، أم في اللجنة التي وافقت على موضوع الأطروحة، أم في اللجنة العلمية التي ناقشتها، أم في المكاييل التي تكيل بها لجان الانتداب ؟ إذا تبيّن لي أن الخلل كامن في أنا، التونسي أبا عن جدّ ، فسوف آخذ شهائدي العلمية التونسية الى بنغلاداش أو الى الصومال أو الى أى بلاد أخرى من بلاد الأرض القصيّة لأتقدم الى مناظرات الانتداب بها، فترتاح الوزارة من أمري .. وأختم بالاعتذار عمّا شاب خطابي من انفعال، لم أقصده، ولكن إذا كان الظلم مؤذنا بخراب العمران في نظر الحكماء، فهو أيضا محبط لغزائم الرجال، ذاهب بآمالهم واعتبر أنه مع كل حالة انتداب لمترشح من حملة التبريز أو شهادة البحوث المعمقة منذ دورة 2006 تكون وزارة التعليم العالي ولجان الانتداب بها،قد ارتكبتا مظلمة في حقّي. الحسين فالحي استاذ تعليم ثانوي