وسط الأنشطة الإرهابية للاحتلال الأمريكي ضد الشعب العراقي وفي قلب الأوصال المقطوعة لفئاته والحروب الطائفية والقتل وسرقة الحضارة العراقية بنفطها واثارها وعلمائها، تنشط تجارة رخيصة لا تقلّ خطورة عن الاحتلال وهي تجارة الرقيق الأبيض وتصدير فتيات العراق اللاتي ينحدرن من فئات عمرية مختلفة تصل أحيانا الى مستوى 14 سنة الى الأسواق العالمية للجنس وخصوصا السوق الخليجية. وبسبب البؤس والفقر المدقع وتحت عديد الأغطية، يقع تهريب الفتيات عن طواعية أو قسرا الى خارج العراق، حيث يتم إجبارهن أو إغراؤهن على بيع أجسادهن في المقاهي والملاهي والفنادق. الظاهرة خطيرة وتبعث على القلق خصوصا إذا علمنا أن مؤمني هذه التجارة لهم علاقات وطيدة مع الاحتلال والحكومات المتتالية والمنصبة. البداية من هناك تفيد التقارير أنه يتم تهريب فتيات عراقيات تحت ستار تأمين وظائف في المنازل الى دول الخليج الثرية ويتم إجبارهن على بيع أجسادهن في عديد الأماكن كالمطاعم الضخمة والملاهي الخ... ويؤكد الملاحظون أن آلاف الفتيات العراقيات المهربات بينهن ثلاثة آلاف وخمسمائة فتات سجلن كمفقودات في العراق ويشتبه أنهن يخضعن لعبودية جنسية في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط. وتنشط هذه التجارة عبر عصابات تكون في عديد الأحيان عصابات مسلحة إما أنها تخطف الفتيات اللاتي يقع اقتيادهن الى خارج البلاد أو أنها تغريهن بوظائف في منازل الخليجيين وهناك ... تنكشف الحقائق . وعرض وطلب أكدت شبكة «عراقنا» الإخبارية والتي تهتم بالموضوع أن الفتيات المخطوفات أو اللاتي وقع تهريبهن على أساس العمل في الخارج يقع اختيارهن وتحديد أسعارهن حسب مقاييس مختلفة مثل السن ومستوى الجمال والعذرية وطبيعي، فالفتاة المطلوبة خصوصا لدى الخليجيين هي تلك المكتنزة والعذراءوالتي يرتفع ثمنها، وقد يصل الى 200 دولار للفتاة العذراء والذي يعتبر ضعف ثمن الفتاة غير العذراء... وقز نشرت الشبكة الإخبارية حكاية (رنا) كمثال على حجم العنف الجنسي وتجارة الفتيات بالعراق. فبعد أن خرجت (رنا) ذات الخمسة عشر ربيعا من منزلها، هاجمها مسلحون ليختطفوها الى جهة مجهولة ومازال البحث جاريا عنها دون سماع خبر أو معرفة معلومة، أو قصة (مريم) ذات الست عشرة سنة التي أجبر الفقر والدها على تسليمها مقابل ستة آلاف دولار الى أشخاص وعدوه أنهم سيرسلونها الى مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعمل في تنظيف البيوت على أن يعيدوها اليه بعد عام ووافقت (مريم) على الذهاب لتعين والدها في تربية إخوتها خاصة بعد ان حصدت قذيفة حياة والدتها أثناء دخول قوات الاحتلال الى بغداد عام 2003، لكنها وجدت نفسها في أحد فنادق دبي رفقة رجل عجوز عمد الى مجامعتها مستخدما الشدة والعنف بعد أن دفع ثمنا إضافيا ثمنا لعذريتها !! وقبعت (مريم) لفترة في شقة بدبي رفقة أكثر من 20 فتاة يتم استغلالهن جنسيا كل يوم لمصلحة عصابات الرقيق الأبيض التي كانت تهددهن بالقتل في حال رفضهن الاستمرار بالعمل غير أن (مريم) تمكنت من الفرار والعودة الى بغداد حيث تقوم جمعية حرية المرأة العراقية برعايتها... من جهة أخرى، تنشط هذه التجارة كثيرا في اتجاه سوريا فطبقا لمندوب الأممالمتحدة في دمشق فإن عدد اللاجئين العراقيين تجاوز 1,2 مليون لاجئ وأغلبهم يعيشون حالة اجتماعية متدهورة ولأن البنات في حاجة ماسة الى أشياء كثيرةفي حياتهن، يلجأن الى الدعارة بعلم العائلة أو دونها. وقد يجلب رب العائلة الزبائن بنفسه الى بيته وفي حالات عديدة حسب مسؤولي الإغاثة أن كثيرا من النساء جئن دون مرافقة من أحد ويمارسن الجنس كمهنة في سوريا وأغلب الحالات تتأسس على فقدان ربّ العائلة قتلا جراء العنف الطائفي. كما يؤكد مسؤولو الإغاثة أن بعض اللواتي يمارسن الدعارة يحصلن على أجر 50 دولارا في اليوم أو أكثر وبعض الراقصات يحلصن على أجور أعلى، أما المومسات الرخيصات فيمارسن دعارتهن عن طريق محلات التسجيلات وبيع الشوارما والذهاب في شكل سفرات الى المنتجعات السورية رفقة السياح... سرقة ونهب المافيا الجنسية في العراق، كغيرها في العالم، لها ثلاثة أعمدة، المهرب، القواد، والداعرة وهذا المثلث هو الذي يسيطر على سوق الدعارة في المنطقة أمام أنظار الحكومة والاحتلال اللذين يسعيان متكالبين على سرقة ونهب خيرات وثروات العراق . أما الفتاة العراقية المسكينة فهي تجد نفسها في نهاية المطاف أمام خيارأوحد وهو تسليم أمرها خوفا من القتل وهربا من الطائفية والاحتلال وبحثا عن مورد لإعالة العائلة.