10 أيّام فقط تفصلنا عن موعد المؤتمر الرابع عشر للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الذي سينعقد يومي 21 و 22 نوفمبر بقصر المعارض بالكرم. ولهذا الغرض عقد السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد قبل أيّام مؤتمرا صحفيا تحدّث فيه عن كل الجوانب المتّصلة بالاعداد المادي والتنظيمي وقائمة المدعوين من ممثلي المنظمات الوطنية والهيئات النقابية العربية والعالمية وفي مقدّمتهم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي.
وقدّم رئيس المنظمة التوزيع الزمني لجدول أعمال المؤتمر الذي سيقتصر على يومين حيث تتركز الجلسة الصباحية على الافتتاح الرسمي من قبل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ثمّ يتواصل خلال جلسة مسائية للاستماع لكلمات الضيوف وتتوزّع الجلسة العامة الى ثلاث لجان لمناقشة ثلاثة محاور مرتبطة بشعار المؤتمر «نحو مؤسّسة أكثر تنافسية». ولاحظ السيد الهادي الجيلاني أنّ النقاش العام سيتجاوز لأوّل مرّة الشواغل المهنية والنقابية حيث سيتم توزيع دراسات تولّى إنجازها جامعيون حول هذه المحاور كما سيتم تدوين مناقشات اللجان لإثراء هذه المواضيع. وفي الجانب الانتخابي أوضح السيد الهادي الجيلاني أنّه سيتم عرض تنقيح القانون الداخلي والقانون الأساسي على مصادقة المؤتمر. وتجدر الإشارة إلى أنّه في صورة إقرار هذه التنقيحات ستصبح تركيبة المكتب التنفيذي مؤلّفة من 18 عضوا. ولاحظ السيد الهادي الجيلاني أنّ المؤتمر يختتم بالجزء الانتخابي بين المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي الوطني حيث سيفوق عدد نوّاب المؤتمر ألفي نائب. وإجابة على سؤال حول ترشّحه للمكتب التنفيذي القادم قال رئيس الاتحاد «نعم سأترشّح لعضوية المكتب التنفيذي القادم». وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس يتم اختياره عن طريق أعضاء المكتب التنفيذي الجديد. وتأكيدا على دقّة المرحلة الاقتصادية وترابطها مع الشعار العام للمؤتمر ذكّر رئيس المنظمة أنّ الظرف الاقتصادي العالمي وتحدياته لا يسمح بإضعاف المؤسّسة التونسية التي ليست في الواقع ملكا لرب العمل فحسب بل هي اليوم مؤسّسة مواطنة Entreprise citoyenne تتقاسم فيها كل الأطراف المسؤولية، صاحب المؤسسة من جهة في حرصه على التأهيل والتأقلم مع السوق العالمية وتحسين الجودة والبحث عن مواقع أسواق جديدة والعامل بتفانيه وتطوير الانتاجية ودعم موقع المؤسسة التي يعمل بها والدولة باعتبارها الطرف الدافع للمؤسسة عبر الهياكل والإدارة فإذا ما اختلّت هذه المعادلة لم يعد للمؤسسة من أمل في الاستمرار وتحقيق توازناتها المالية وهذه خسارة للمجموعة الوطنية ككل. وإجابة على سؤال حول حصيلة السنوات الخمس الماضية وما حقّقه الاتحاد وما ينتظر فريق العمل خلال الفترة 2006 2011 قال السيد الهادي الجيلاني «أنجزنا الكثير إذ أنّ المؤسسات التونسية كانت تمر بمرحلة انتقالية تولّدت عن تأثيرات انفتاح السوق وقد لعب الاتحاد دورا طلائعيا على مستوى تهيئة العقليات ودفع المؤسسات التونسية نحو الانخراط في برنامج التأهيل ونحن نرى اليوم أنّ المؤسسات التونسية لم تواجه الصدمة خلال فترة انفتاح السوق بل واكبت المستجدات وتأقلمت أكثر مع حركية الأسواق الخارجية. أمّا على الصعيد التنظيمي والهيكلي للمنظمة فقد حقّق الاتحاد الكثير على مستوى إشعاعه وانفتاحه على المحيط واستقطابه لمختلف الأجيال، والقطاعات من خلال هياكله منها مركز المسيرين الشبّان، والغرفة الوطنية لصاحبات الأعمال، وهيئة القدماء علاوة على مواكبة الاتحاد لحركية الاقتصاد وبروز قطاعات جديدة حرص على استقطابها وتمثيلها على غرار ما تمّ منذ أيّام وهو بعث جامعة لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات. وعلاوة عن العمل الميداني المتمثل في تمثيل القطاعات وهيكلتها والدفاع عن مصالحها فقد كانت حصيلة السنوات الخمس الماضية إيجابية على مستوى تطوير وسائل عمل الاتحاد المركزي وهياكله الجهوية. حيث دخلت كل هياكل الاتحاد مرحلة المعلوماتية كما تمكّن الاتحاد من تمكين الاتحادات الجهوية من مقرّات عصرية وهناك حاليا 24 مقرّا على ملك الاتحاد و 10 معارض و 17 شركة خدمات للنقل البرّي. وعلى الصعيد الدولي حرص الاتحاد على توطيد علاقاته مع كل المنظمات الدولية ومنظمات أصحاب الأعمال من ذلك انخراطه في منظمة أصحاب الأعمال لدول البحر الأبيض المتوسط، وسعى الاتحاد منذ أشهر لبعث منظمة أصحاب الأعمال المغاربيين والتي سيجتمع أعضاؤها في تونس على هامش المؤتمر للنظر في عدّة مواضيع منها المقر والكتابة العامّة وميزانية هذه المنظمة، هذا علاوة عن النشاط الحثيث الذي يضطلع به الاتحاد في إطار الغرف المشتركة وبعثات وفود الأعمال والمشاركة في عدّة هياكل عربية وإقليمية ودولية.