عقد الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم السبت 11 نوفمبر 2006 بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة ندوة صحفية حضرها بالخصوص الاخوان محمد الطرابلسي مسؤول العلاقات الخارجية والهجرة بالاتحاد ومحمد شندول مسؤول الاعلام والاتصال ومدير تحرير جريدة الشعب، كما حضرها الاخ عبد المجيد الصحراوي عضو الامانة العامة للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي هذا الى جانب الوفد النسائي الذي شارك في مؤتمر فيانا. في هذه الندوة الصحفية سلط الاخ عبد السلام جراد الاضواء على مختلف فعاليات مؤتمر الاتحاد النقابي العالمي الذي احتضنته فيانا عاصمة النمسا ايام 1 و 2 و 3 نوفمبر 2006. الاخ الامين العام رحب بممثلي وسائل الاعلام الحاضرين مؤكدا على المكانة التي يحظى بها الاعلاميون صلب الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبارهم صوت المجتمع والمرآة العاكسة لهمومه ومشاغله واغتنم الفرصة ليوجه دعوة للاعلاميين لمواكبة اشغال المؤتمر 21 للاتحاد المنتظرة عقده ايام 14 و 15 و 16 ديسمبر 2006 بمدينة المنستير مؤكدا ان كل فعاليات المؤتمر ستكون مفتوحة للصحافيين لمتابعتها مباشرة وعن كثب بعيدا عن اللقاءات الاعلامية التي يُعمل بها عادة في مثل هذه المناسبات. الاخ عبد السلام جراد اكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية عتيدة انخرطت في المنظمات النقابية الدولية عن اقتناع وبعد ان احست بأن المبادئ والاهداف التي انبنت عليها وتأسست من اجلها محترمة في قوانين هذه المنظمات وخاصة الجامعة العالمية للنقابات الحرة «سيزل». الاخ الامين العام للاتحاد اعلن انه تم انتخابه عضوا بهيئة رئاسة المؤتمر وعضوا في المجلس العام وعضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد النقابي العالمي الذي تأسس نتيجة مؤتمر توحيدي بين السيزل والاتحاد العالمي للعمل وهي مواقع في هيئات قيادية في الاتحاد الجديدة وفي شخص الاخ عبد السلام جراد الذي ناله ايضا قبل ذلك شرف انتخابه عضوا في مجلس رئاسة المؤتمر. ويضم المجلس العام 60 عضوا اما عدد اعضاء المكتب التنفيذي فيبلغ عددهم 25 وهي هيئات قرار في الكنفدرالية النقابية العالمية مما جعل الاتحاد العام التونسي للشغل يحتل مواقع مؤثرة في القرار النقابي العالمي. واضاف الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل هو المنظمة النقابية العربية الوحيدة التي تحتل موقعا في المكتب التنفيذي واضاف الاخ الامين العام ان الاتحاد نجح في اكتساب هذه المواقع التي لم يكن الوصول اليها سهلا بفضل المكانة التي يحتلها ودوره التاريخي المؤثر في الحركة النقابية العالمية. واكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل ليس له اي انحياز لأي منظمة نقابية عالمية الا على اساس الثوابت التي نناضل من اجلها والاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية تعمل وتناضل من اجل مصلحة الوطن وتتمسك بالاتفاقيات الدولية التي اقرتها منظمة العمل الدولية. وبين الاخ الامين العام للاتحاد ان مسؤولية الاتحاد في المنظمة النقابية الدولية هي الدفاع عن حقوق العمال وحق الشعوب في الحياة بكرامة مبرزا ان انتخاب تونس في الكنفدرالية النقابية الدولية هو اعتراف واضح وصريح بدورها وبمصداقيتها وبتاريخها. واكد الاخ الامين العام للاتحاد قائلا: «اننا نرفض هيمنة منظمات كبيرة وقوية على اخرى صغيرة وضعيفة ولا نريد توحيدا من اجل التوحيد إنما أردناه توحيدا يهدف الى تقوية النقابات حتى تتمكن من مواجهة التحديات وكسب الرهانات ونتصدى للعولمة الشرسة التي لا تحترم البعد الاجتماعي وتحرص على تهميش دور النقابات وحق العمال في التنظم»، وبالمناسبة اشاد الاخ عبد السلام جراد بمواقف الزعيمين احمد التليلي والحبيب عاشور لتمسكهما بالمبادئ والاهداف النقابية النبيلة والدفاع عن مصالح العمال اينما كانوا مذكرا بالقرارات التي اتخذاها في السيزل لمّا أحسا بانحيازها وعدم احترام رغبة باقي الاعضاء. واكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل ومن موقع مسؤولياته صلب التنظيم النقابي العالمي الجديد سيعمل على دعم مكانة المنظمات النقابية الافريقية والعربية بالخصوص وعلى حسن أداء هذه المنظمات والتنسيق بينها حتى تكون قوة خير لصالح القارتين وايضا حتى تكون رافدا من روافد الحركة النقابية العالمية ومؤثرة في قراراتها وفاعلة في أدائها بما يخدم مصالح العمال اينما كانوا ويحافظ على حقوقهم ويدعم مكاسبهم في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم وفي ظل التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية. الاخ عبد السلام جراد شكر قسم العلاقات الخارجية على المجهود الذي بذله الاخ محمد الطرابلسي مسؤول القسم، كما شكر الجامعات والنقابات العامة التي لها ارتباط دولي بمنظمات مهنية معتبرا اياها سندا هاما للاتحاد في دعمه مواقعه في المحافل النقابية الاقليمية والدولية، كما شكر اعضاء الوفد الى مؤتمر فيانا والى التحركات التي قاموا بها من اجل تتويج الاتحاد العام التونسي للشغل بما توج به من مسؤوليات مؤثرة صلب الاتحاد النقابي العالمي الجديد. من جهة اخرى شكر الاخ الامين العام الوفود العربية التي منحت ثقتها للاتحاد العام التونسي للشغل ودعمته في هذا المؤتمر التوحيدي الذي نتج عنه ميلاد منظمة نقابية دولية جديدة تضم 312 منظمة قطرية تمثل اكثر من 166 مليون منخرط من القارات الخمس. كما اغتنم الفرصة ليتحدث للصحافيين عن المؤتمر القادم للاتحاد فأكد انه لن يكون رئيسا لهذا المؤتمر باعتباره مترشحا، واضاف ان المؤتمر سيكون مفتوحا للمترشحين الذين تتوفر فيهم الشروط سيكون مؤتمرا تحكمه الشفافية والديمقراطية وصندوق الاقترع بعيدا عن الاملاءات والضغوطات مهما كان مصدرها. من جهة اخرى أكد على ان الاتحاد يتعامل مع الاحزاب على اساس الاحترام المتبادل وليس على اساس التدخل في شؤونها بل على اساس مساعدتها حتى تقوم بمهامها وتكرس برامجها قائلا: «اننا لسنا منحازين لأي طرف ونحن مع ارادة سياسية تحترم المنظمة وتقف معنا وتناصر قضايا العمال ونرفض تلقي التعليمات مهما كان نوعها ونتعاون مع الجميع من اجل مصلحة البلاد». وبين الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد وجد كل الدعم من الارادة السياسية العليا في كل الملفات الكبرى وقال: «إننا نكبر مشاعر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي تجاه العمال وتجاه الاتحاد العام التونسي للشغل معلنا ان سيادته قدم لنا التهنئة بالنجاح الذي حققه الاتحاد في مؤتمر فيانا مؤخرا مضيفا ان تهنئة رئيس الدولة هي لكل تونس وللاتحاد على الانجازات التي حققها واكد الاخ الامين العام للاتحاد ان سيادة الرئيس كان دائما الى جانب الشغالين والنقابيين مثمنا وقوف سيادته الى جانب مطالب ابنائه الشغالين وملفاتهم المهنية. من جهة اخرى تطرق الاخ الامين العام للاتحاد في خاتمة كلمته الى السلم الاجتماعي فأكد ان الاستقرار الاجتماعي مسؤولية الجميع مضيفا ان الاستقرار الاجتماعي يتحقق باحترام مصالح كل الاطراف وتمكين النقابات من أداء مهامها النبيلة وفسح المجال للعمل النقابي في القطاع الخاص مضيفا اننا احرص الناس على صيانة المؤسسات ودعم مردودها ومردوديتها حتى تستمر في أداء وظيفتها الاقتصادية والاجتماعية وتتمكن من النجاح في منافسة اكبر المؤسسات الخارجية وتضمن بذلك بقاءها وبقاء مواطن الشغل. لمحة تاريخية وكان الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد للاتحاد المكلف بالعلاقات الدولية والهجرة قدم بسطة ضافية وشاملة عن تاريخ الحركة النقابية العالمية سنة 1902 مرورا ب 1920 تاريخ تكوين الاتحاد العالمي للنقابات المسيحية الى ان تكون السيزل سنة 1949 وقبله وفي سنة 1945 تكون اتحاد النقابات العالمي. وذكر الاخ الطرابلسي ان الحركة النقابية العالمية اصبحت مهددة بتنامي التيارات خارج الحركة النقابية اي المجتمع المدني والعولمة مما حتم التفكير في عملية التوحيد للدفاع عن قيم العمل والمعايير الدولية للعمل مستعرضا مراحل عملية التوحيد التي انطلقت سنة 2003 باجتماع السكرتيريتين: السيزل والاتحاد العالمي للعمل للنقاش من اجل توحيد الحركة النقابية. الاخ الطرابلسي تطرق الى مؤتمر فيانا وتأسيس الاتحاد النقابي العالمي الذي انضم اليه 90 نقابة من «C.M.T» بعشر مليون منخرط و 217 نقابة من السيزل و 148 مليون منخرط ينضاف الى ذلك 12 مليون منخرط من 12 نقابة منتسبة وأفاد الاخ الطرابلسي ان اي ريدر هو الامين العام الجديد للتنظيم النقابي الجديد لمدة 5 سنوات. مداخلة محمد الطرابلسي كانت شاملة وتطرق فيها الى اعضاء المجلس العام والمكتب التنفيذي والى رئيس السيزل ونواب الرئيس الذين سيصبحون رؤساء المنظمات الجهوية في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية وأوروبا. كما قدم خلالها تفاصيل ضافية عن جلسات اعداد القانون الاساسي للتنظيم النقابي الجديد معلنا انه لم تصدر عن المؤتمر لوائح وتوصيات. هذا وكان الاخ محمد شندول مسؤول الاعلام بالاتحاد قد افتتح الندوة الصحفية بكلمة لطيفة رحب فيها بالحاضرين معتبرا المؤتمر التوحيدي بين السيزل والاتحاد العالمي للعمل محطة هامة ونقلة نوعية في تاريخ الحركة النقابية العالمية مشيدا بما حققه الاتحاد من نجاحات في هذا المؤتمر الهام الذي احتضنت فعالياته فيانا عاصمة النمسا ايام 1 و 2 و 3 نوفمبر 2006. وقد حضر فعاليات هذه الندوة الصحفية الوفد الذي مثّل الاتحاد في هذا المؤتمر الى جانب الاخ عبد السلام جراد الامين العام كل من الاخوات والاخوة: سامية اللطيف وفريدة الرياحي وسعاد موسى وايمان الشاوش ومحمد الطرابلسي والهادي الغضباني ومحمد شندول.