يكاد يحصل الاجماع على كون محمد عشاب الرئيس الحالي للملعب التونسي اخذ وقته ووقت غيره في ادارة أمور الملعب التونسي حسب رؤى شخصية ضمن سياق الاكتفاء بما هو موجود لتكون بالتالي الطموحات واضحة وضوح اوضاع الملعب التونسي الذي ظل على امتداد عشرية من الزمن اما يعاني غياب الوضوح بما ان الذين اداروا اموره حسب منطقهم ومزاجهم وعلاقاتهم ومصالحهم، وبالتالي كان الاكتفاء بما هو موجود وهي عوامل اثرت على اركانه الداخلية بالرغم من كونه احتضن الكثير من اللاعبين الممتازين او يعاني نهشا في اركانه من ابنائه المخلصين وبما ان الملعب التونسي ظلت تحكمه المزاجية فان الذين جاء بهم محمد عشاب بعد ان الزموه على العودة لتحمل المسؤولية بعد تركة جلال بن عيسى عادوا ومعهم ربما اهدافا عديدة فيها الواضح وفيها غير المعلن، لكن الذي حصل ان كان التصدع بين عشاب واحمد الصالحي رغم ان الرجلين يجمعهما حب جنوني للملعب التونسي، هذه الانتفاضة الاولى جعلت عشاب يعمل في غير مأمن من القادم، بما انه سقط في ادارة البحث عن ارضاء بعضهم مع تحقيق طموحات فريق كان يبحث عن مكان بارز تحت الاضواء، اللافت للانتباه ان عشاب وحين احس بالخطر الداهم من احمد الصالحي وجماعته غيّر من التكتيك بأن عمل على استقطاب بعض رموز والوجوه الفاعلة والمساندة لأحمد الصالحي بأن جاء معه وهذا لوحده كاف انور الحداد، لكن ارادة الدفع الى الامام لم تتواصل خاصة امام الاختلاف في الخيارات وخاصة في ملف مجيء المدرب مراد محجوب الذي كان تعرض لعملية نهش من الداخل انتهت بإسقاطه وبالتالي اعلان طلاق التراضي معه ليذهب بعد ذلك انور الحداد (؟!). رحل مراد محجوب وعاد البرازيلي روبارتينهو ومعه عاد احمد المغيربي ليتحمل مسؤولية ادارية لكن المغيربي سرعان ما اعلن الانسحاب رغم انه كان على علاقة متميزة بمحمد عشاب الذي ساند ودفع من ماله لكنه كان في صف روبارتينهو على حساب رؤى المغيربي بعد نتائج الموسم الماضي وما انتهت عليه الاوضاع ذهب البرازيلي روبارتينهو الى الكاظمة الكويتي وتعاقدت الهيئة مع البرتغالي جوزي دي مواريس لكن يبدو ان الامور معه لا تسير بشكل ايجابي رغم انه فني من الطراز الرفيع لان المشكلة تكمن في من قادر على حل مشاكل اللاعبين وهي العديدة والمتعددة بالتوازي مع ذلك اعلن عشاب ومن بقي معه عن موعد الجلسة العامة دون ان يكون استعد لها، من ذلك انه حدد سقفا ب 50 دينار لبطاقات الاشتراك، كما سعى لتجنيد مجموعة من المناصرين من الاحباء لمساعدته يوم الجلسة العامة لكنه نسي ان لتحركات احمد الصالحي والمنذر عباس وانور الحداد صداها في الشارع الرياضي بباردو، رغم ان امتياز عشاب على كل هؤلاء انه يحظى بدعم السلط الوطنية والجهوية، لكن هذا المعطى لم يندفع وراءه الاحباء الذين قاطعوا النادي وبالتالي غابوا عن حضور مباراة جندوبة الرياضية بملعب المنزه، كما ان الاصوات التي طالبت برحيل عشاب تكاثرت في الايام الاخيرة خاصة بعد ان تبين ان للمنذر عباس ومن معه مساهمة في صفقة انتداب نعيم بالربط، بعيدا عن كل الاراء المتشنجة والمصلحية نقول ان في اختيار تأجيل الجلسة العامة مصلحة للملعب التونسي اولا وهو المهدد بالانهيار بين موسم يمضي واخر على الابواب، كما ان من مصلحة عشاب اما اعلان التنحي او القيام بمساع صلحية مع عباس والصالحي والحداد لان في عملهم معا تكمن مصلحة الملعب التونسي الحقيقية بعيدا عن نوايا الاقصاء. كما ان المرحلة وخاصة من الناحية المالية تقتضي تجاوز كل الخلافات والكرة الان عند كبار الملعب التونسي الذين عليهم ان يسعوا لإذابة جليد الخلافات وكذلك تصفية القلوب حتى لا يبقى «الستاد بتاريخه العريق في مهب الاهواء والانواء» مع دعم طبعا الاطار الفني واللاعبين لانه من غير المعقول ان لا يتوج جيل القربي وزيدان والزعيري والجديدي والسليتي بما انه في حاجة الى دعم وكفى حتى بعد ذهاب الحارس النوالي ومتوسط الميدان بلقاسم طونيش.