تعيش مدينة جبنيانة ركودا ثقافيا طال أمده رغم أنّ المدينة تحتوي على دار للشباب واخرى للثقافة وقد حاول بعض الشباب أخيرا بعث نادي سينما بدار الثقافة تحت إشراف الجامعة التونسية لنوادي السينما... لكن هذه المحاولة الجادّة لإحياء ثقافة السينما بالمدينة أوصدت في وجهها الابواب وقبرت قبل ان ترى النور. راسل هؤلاء الشباب الجامعة منذ ديسمبر 2003 فرحّبت مشكورة بالفكرة وراسلت بدورها من يهمّهم الامر من سلط ومسؤولين لكن والى حدّ هذه الساعة مازال المسؤولون يتشاورون. إذن سادتي هذا بالنسبة لنادي سينما يعرض افلاما للمشاهدة مشفوعة بالنقاش فما بالك بأنشطة اخرى؟!! فإلى ماذا سيضطرّ هؤلاء الشباب قطعا الى طريق واحدة وخيمة العواقب طريق الخمر ولعب الورق والتسكّع ونتائج الرّكود بدأت تطلّ علينا كل يوم تقريبا فانتشر الفساد بين الجنسين بطريقة مرعبة، وسادت الثقافة المائعة وتفشت ظاهرة السرقة فأصبحنا في المدينة نسجّل أرقاما قياسية تفاخر بها غيرنا من شباب المدن والقرى المجاورة. هذا الوضع بكل تأكيد يبعث على التشاؤم لكن ويحكم معرفتي لمدينتي العريقة وشباب مدينتي المثقف وأهل مدينتي الشرفاء فإنّ التشاؤم لا يأخذ مأخذه منّي لانّ شبابنا يريد ان يفعل في التاريخ، يريد أن يسجّل إسما على دفاتر التاريخ يريد العمل والنشاط الهادف ما يطلبه شبابنا هو هامش من الحرية ليصنع الحرية ويحلّق في أرجائها.
* طارق بن صالح رئيس الهيئة المديرة المؤقتة لنادي السينما بجبنيانة