مجلة «مرافئ الرأس الطيب» لمن لا يعلم مجلة ثقافية فصلية جامعة تصدر عن اللجنة الثقافية الجهوية بنابل. وهي تسعى جاهدة الى ان تكون منبرا ثقافيا ومنارة فكرية لمثقفي الجهة ومبدعيها الحقيقيين. وقد طلع علينا عددها الثاني أبهى ما تكون الطلعة، هذه اذا مصافحة ثانية في عدد جديد من مجلتكم «مرافئ الرأس الطيب» التي كانت في منطلقها فكرة، سرعان ما تحولت الى انجاز وحلما سرعان ما تحول الى حقيقة كما كتب الاستاذ محمد العابد. هذه مصافحة صيف 2006 الذي كان ساخنا جدا على جميع الاصعدة، غني بالمواكبات الثقافية وبالبحوث والدراسات والمقاربات النقدية والابداعات القصصية والشعرية. من محتويات هذا العدد: I البحوث والدراسات: تعددت مشاربها وتنوعت اتجاهاتها ومجالتها، فالتاريخي (موجز مساهمة الوطن القبلي في الحركة الوطنية للجامعي يحي الغول) يرسو بك على (لمحات عن تطور الكتابة والخط في تونس للاستاذ محمد الصادق عبد اللطيف) ومنها الى (التخميرة: ماهيتها ورصد بعض العوامل المؤدية اليها الاستاذ محمد الاسعد قريعة مدير المعهد الوطني للموسيقى بتونس) ومن الماضي يلقي بنا الناقد والروائي كمال الرياحي في الراهن والآتي بسرعة البرق (النشر الالكتروني ورواية الواقعية الرقمية: أسئلة لولادة شرعية). وهو من أجود المواد الفكرية التي زخرت بها «مرافئ الرأس الطيب» في عددها الثاني انتهى فيه الباحث الى سؤال إنكاري رهيب: «هل تترك البطون الجائعة مجالا للعقول حتى تركض في حقل ما بعد الحداثة والعصر الرقمي؟». II المقاربات النقدية: تناولت شاعرين مهمين وكاتبا مسرحيا. 1) الشعر، الشاعر، الحياة: قراءة في تجربة محمد الغزي الشعرية (محجوب العياري رئيس تحرير المجلة) وهي مقاربة تروم الاجابة على جملة أسئلة منهجية: كيف ينظر محمد الغزي للشعر؟ كيف يفهمه؟ كيف يعرّفه؟ كيف يعرّف الشاعر؟ كيف يعرّف الحياة؟ 2) الأنا والآخر وحتمية التشاؤم عند منور صمادح: «فجر الحياة» نموذجا (الاستاذ صلاح داود) وهو مقال يرصد تجربة شاعر تونسي كبير عاش تجربة مريرة زمن الاحتلال وزمن الاستقلال، وعاني الغبن النقدي ولا يزال الى يومنا هذا. 3) هل يعيد التاريخ نفسه: قراءة في نص: «وقائع حرب لم تقع» لمحمود الماجري (بلهوان الحمدي) بحث في مكونات هذا النص المسرحي: تناول «راهنية التاريخ» القائم على «جدلية المؤامرة والمهزلة» التي تجسمت نصيا في العدوان الخارجي وجور السلطان. III المتابعات: ترصد ثراء وتنوع الحركة الثقافية في جهة الوطن القبلي. 1) الصالون العاشر للأشرطة المصورة: الذي احتضنته مدينة تازركة ونظمته جمعية احباء الكتاب بتازركة تحت اشراف وزارة السياحة. وقد جاءت هذه الدورة حافلة بجملة من الانشطة والتظاهرات جمعت بين العروض الموسيقية والمسرحية والشعرية، اضافة الى ورشات في الرسم والحكاية المصورة. 2) ندوة «الايام العربية للكتاب»: النشر الالكتروني في خدمة الكتاب العربي. وهي ندوة جمعت خيرة المتخصصين العرب في المجال: (د. محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الانترنيت العرب من الاردن والشاعر أحمد فضل شبلول من الاسكندرية وسواهم كثر...). أسئلة نابل كانت جادة في سبيل ارساء ثقافة افتراضية عربية تخدم الكتب العربية والفكر المستقبلي، ندوة مؤسسة ولا شك ورائدة في محيطها. IV إبداعات: واعدة وأخرى مترسخة في مجالي القص والشعر، فتقرأ قصة «وعود كاذبة» للقاص المخضرم علي بن مصطفى والقصتين الفائزتين في مهرجان الادباء الهواة هذا العام: «عصفورة المطر» لسمية بالرجب و «الجدار الاحمر» لفيصل الزوايدي. شعريا نقرأ لسويلمي بوجمعة «اخر البدايات» ومن ديوان «ازهار قمر بعيد» للشاعر الراحل هشام المحمدي تطالعنا قصيدة «تراث الوردة». كما تضمن ديوان «مرافئ الرأس الطيب» قصائد «فتنة الكون» للشاعر لطفي عبد الواحد و «السماء مشوبة بعينيك» للشاعر نزار الحميدي و «انتفاضة الهباء» للشاعر مبروك السياري. V رجع الصدى: مجلة فتية هي المرافئ أسست على اثر نزوة جميلة منطلقها عشق الفكر والجمال في شتى تجلياته الثقافية (فلسفة اداب نقد علوم اجتماعية فنون جميلة...) وتحتاج بالتأكيد الى أقلام جادة وعاشقة من اجل ترسيخها في الزمان والمكان. «مرفئ الرأس الطيب» ينبغي ان تمثل منارة دائمة لولاية تحتضن عشر مهرجانات البلاد وأهمها على الاطلاق تاريخا وقيمة (المهرجان الدولي بالحمامات مهرجان مسرح الهواة بقربة ومهرجان سينما الهواة بقليبية ومهرجان موسيقى الهواة بمنزل تميم). فإلى الامام يا «لطفي العياري» و «محجوب المسعدي».