كنّ مجموعة من النسوة يصاحبهن البعض من زملائهن الذكور تحولوا من تازركة إلى نابل بحثا عن الأمل بخطوات ثقيلة و بقليل من الحرج و الإحساس بنوع من الغربة عن المكان وبكثير من الجرأة والاندفاع في الدفاع عن الحق .المعاناة كانت واضحة من ملامحهن وملامحهم و رغم أن العمل النقابي هو عمل إنساني بالأساس إن لم يكن من أنبل الأعمال الإنسانية فان الحرقة التي تكلموا أو بالأحرى تكلمن بها- وليعذرني النحويون-قد تركت في نفس كل من سمعهم حرقة كحرقتهم تحول إلى مقر الاتحاد الجهوي بنابل مجموعة من عاملات وعمال مؤسسة المؤسسة الصناعية التونسية الألمانية للبلاستيك بتازركة من معتمدية قربة وطرحوا جملة من مشاكلهم وما يعيشونهم من صعوبات مع إدارة مؤسستهم وتتمثل خاصة في: - رفض الإدارة تطبيق الاتفاقيات المشتركة بما في ذالك الزيادات في الأجور. - عدم احترام توقيت العمل و الضغط على العمال و العاملات على القيام بساعات إضافية دون اجر. - إلغاء منحة الحليب إذ أن المؤسسة مختصة في صناعة تعتمد المواد الكيميائية واقتصار الزي المهني على ملابس عادية وقد كان خلال السنة الحالية من دون حذاء رغم أن السلامة المهنية للعمال تقتضي مدهم بملابس خاصة تحميهم من تأثير المواد الكيميائية المعتمدة في هذه الصناعة و قد أكد العمال و العاملات أن مجموعة من زملائهم و زميلاتهن قد اصيبوا بأمراض مختلفة نتيجة غياب احترام الحدود الدنيا للسلامة المهنية . فهل لنا أثمن من الرأسمال البشري؟ - إقدام المؤجر على الضغط على العاملات و العمال و خاصة من كانت لهم أقدمية تتراوح بين15 و 10 سنوات على إمضاء عقود عمل في محاولة للتخلص منهم و أكد العمال أن المؤجر قد بادر منذ السنوات الفارطة على طرد البعض ممن تجرأ وطالب ببعض الحقوق!!! أما اغرب ما وافونا به فهو أن إدارتهم أصرت على أن يتسلموا جرايتهم من حساب جاري عليهم فتحه بأحد الفروع البنكية بقربة مبشرة العمال بأنه بإمكانهم الحصول على القروض البنكية وعند القيام بالإجراءات البنكية الإدارية للحصول على القروض التي طالما حلموا بها تفاجئوا بان مدير الفرع البنكي الذي اختارته لهم مؤسستهم يشترط عليهم عقد شغل حتى للمرسمين منهم و هو الأمر الذي اختارت مؤسستهم في فرضه عليهم. قد يكون الأمر مجرد مصادفة ...... وقد أكد العمال تمسكهم بالاتحاد مؤكدين أنهم منخرطين بعدد محترم بالمنظمة الشغيلة وقد أكد لهم الأخ عباس الحناشي الذي التقاه بمعية الأخوة كمال البلعي و مختار الكبير ومحمد الهادي العفيف أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي أن الاتحاد لن يتخلى عنهم و أن مشاغلهم هي مشاغل المسؤولين النقابيين واعدا إياهم بتأسيس نقابة بمؤسستهم في اقرب الآجال. غادرن و غادروا مقر الاتحاد الجهوي بعد أن أصررن و أصروا على أن ينخرط جميع عمال المؤسسة البالغ عددهم 300 و تغيرت ملامحهم وعلت الابتسامة شفاهمم، نرجوا أن تبقى دوما مرتسمة.