وانت الوفي وانت العتيد وانت سيد الكلمات الخالدة لماذا تركتنا؟ نلعق أحزاننا النازفة وهاجرت بعيدا تطارد قبسا من الأنوار الشاردة لماذا؟ أهو القلب خر صريعا؟ وقد أرهقه الركض فهدأت دقاته المدوية فكيف ياسيد الكلمات؟ يكون القلب مريضا ونبضه من نبضات الأرض الثائرة كيف يكون الفؤاد عليلا كالزهرة الشاحبة وأريجها من الشعر المجيد والقصائد المنتفضة لقد انتصرت على ملك الموت في جولتين رغم التاج والصولجان وضرباته القاتلة لماذا؟ لماذا؟ لماذا سلمت في الجولة الثالثة أهي الصدفة كما قلت اا «يا لاعب النرد» أم القدر أحصى وراءك الأيام...... والسنوات وحتى اللحظات العابرة فسكت الطائر الحاكي وجفت السحابة المثقلة لماذا مررت كالغفوة الحالمة وتركت القصيد وحيدا وآثرت الموت لماذا لم تترقب قليلا؟ لماذا لم تترقب كثيرا؟ لترسم كالوشم انتصاراتنا الباهرة وتنفخ من روحك في القصيد فاستوى كلمات مشرقة بزغاريد الثكالى وبسمات الشهيد وذكرى انتفاضاتنا الباسلة امنحنا ياسيد الكلمات المعلقة الثامنة لتتدلى كالقمر على أسوار قدسنا الحالمة لماذا رحلت بعيدا؟ وحملتنا وزر موتك وحملتنا وزر القصيد وقد شحّ من بعدك الصدى وحاصروا كما حاصروا فيك الكلمات الحارقة وانت الغريب تحمل جرحك كحمل المسيح للصليب وقد هّدك وزر القضية العادلة وأنت الطائر بلا أجنحة تحلم بمكان أمين فتلقفك المذبحة ياسيد الكلمات حفظنا الأناشيد وقصائدك الملهمة وقلنا كما قلت وجراحنا نازفة «إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار من جوعي ومن غضبي» حذار... حذار من عيوننا الغاضبة وذبنا شوقا وذبت حنينا لخبز أمّك وقهوة أمّك وخجلت من دموعها المستعصية وتدافعنا كالأمواج العارمة وقلنا كما قلت ارحلوا عن أرضننا أيّها المارون بين الكلمات العابرة لماذا اذن؟ انسحبت كاللحظة المسافرة وقد صهرتنا معا عذاباتنا الواحدة اا وترشفنا معا عناد الرياح العاتية 11 وانت يوسف تفسّر الأحلام فكيف غفلت عن الرؤيا الواضحة؟! وتركت الموت يتسلّل كاللص الثقيل إلى قلبك العليل وينتزع منك روحك الطاهرة لماذا؟ وأنت نبضة الأمل في النفوس الرافضة وأنت رسول الأرض الثائرة وأنت سيد الشعر مرسوم كالوشم السرمدي بالخليل وبجنين... وعلى الحجارة القديمة لقدسنا العاشقة هل هزمك الموت فعلا؟! يا صاحب «الجداريّة» الخالدة نورالدين الصولي بنزرت 15 أوت 2008