كلّ الانسانية في العالم تتابع يوميا المشاهد المرعبة والصور الفظيعة التي تتناقلها القنوات الاعلامية عبر الشاشات والصحف المكتوبة ورغم فظاعة هذه المشاهد وما تُوحي به من رعب ودلالة على حدّة وشراسة الآلة الحربيّة الصهيونية المتوحشة التي لا ترتَوي الاّ بالدماء ولا تستلذُّ الاّ لُحوم البشر والأبرياء بقساوة تجاوزت قساوة الحجر، ولكن قد ينهمر الماء من الحجر وتعود الحياة لأمة أعياها الضّجر وتتحرّك كلّ السواكن وينتفض الشجر وتهتزّ الأفئدة ويثور البشر والفضل هنا يعود إلى غزّة المنتظر والمقاومة التي أسقطت كل المشاريع والمخططات الهادفة للقضاء على هوية الأمة والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، ولكن هيهات هيهات هاهي رياح التغيير قد هبّت تحمل في طيّاتها علامات النصر والمجد ذلك لما نُشاهده يوميا في كل أرجاء المعمورة من أمواج بشريّة فاقت التقديرات وتجاوزت كل القيود المفروضة من طرف زُمرةِ الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف الذين إذا قالوا تسمع لقولهم كأنّهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم فهم حقا الأعداء الحقيقيون الذين صادروا ارادات شعوبهم وخالفوا الشرائع الانسانية والأخلاقية وأقاموا علاقات مع الكيان الغاصب الصهيوني. فتحية إلى شعب غزّة رمز العزّة وأهل فلسطين رمز الصمود والنضال والنصر آتٍ لا محالة والخزي والعار لمن ماتت ضمائرهم واصطفّوا وراء العدو فسوف يُهزَم الجمعُ ويولّوْن الدُبر.