لقد تيسّر للرئيس زين العابدين بن علي من خلال الزيارات التي أداها لبعض المناطق المنعزلة داخل البلاد، أن يقف على الصعوبات التي يواجهها سكّان هذه المناطق، بسبب فقدان مرافق العيش الأساسية ومحدودية الموارد الاقتصادية ومقوّمات التنمية. وبتاريخ 8 ديسمبر 1992، أعلن الرئيس زين العابدين بن علي عن قراره بإحداث صندوق التضامن الوطني، بهدف تحسين ظروف العيش بهذه المناطق والنهوض بسكانها على ان تمول تدخلات الصندوق باعتمادات من الميزانية، ومن خلال تعبئة مجهود التضامن لكافة مكوّنات المجتمع. وجاء القانون عدد 122 لسنة 1992 الصادر بتاريخ 29 ديسمبر 1992 المتعلق بقانون المالية لسنة 1993 ليجسّم (الفصل 29) مبادرة الريس زين العابدين بن علي بإحداث الصندوق. أمّا المناطق المعنية فهي مناطق ريفية منعزلة مفتقدة للمرافق الجماعية والتجهيزات الاساسية ولا تستجيب لمقاييس الانتفاع بالبرامج والمشاريع الوطنية او الجهوية بسبب تجاوز كلفة التدخل المقاييس المعتمدة في هذه البرامج والمشاريع وتضم هذه المناطق عددا أدنى من العائلات. وقد أوكلت للصندوق منذ إنبعاثه سنة 1993 عدّة مهام رئيسية توزعت على ثلاث مراحل مخلفة: تمكينها من المرافق الجماعية والتجهيزات الأساسية: كالمسالك والطرقات، والماء الصالح للشراب، والكهرباء، والسكن اللائق، والمدارس ومراكز الصحة الاساسية، ومراكز ونوادي الشباب، وفضاءات الترفيه... تحسين موارد العيش والمداخيل عن طريق دعم وتنويع القاعدة الاقتصادية ومساعدة سكان هذه المناطق على خلق موارد الرزق وفرص العمل في قطاعات الفلاحة والصناعات التقليدية والحرف الصغرى وغيرها... إزالة ما تبقى من مساكن بدائية وتعويضها بمساكن لائقة. مواصلة تلبية الحاجيات المتأكدة للمناطق الكائنة بالمعتمديات ذات الاولوية والمناطق الحدودية وذلك بانجاز مشاريع البنية الأساسية والمرافق الضرورية الاخرى. معاضدة جهود الدولة والآليات الاخرى في مجال النهوض بالتشغيل المساهمة في نشر الثقافة الرقمية لفائدة الفئات الضعيفة بمناطق تدخل الصندوق تجسيما للتضامن الرقمي وتكافئ الفرص. مصادر التمويل يموّل الصندوق أساسا من التبرعات الطوعية للافراد والمؤسسات والاعتمادات المخصصة من ميزانية الدولة والتبرعات وكذلك الهبات الاخرى من البلدان الشقيقة والصديقة. وقد تطورت التبرعات لفائدة الصندوق بنسق تصاعدي لترتفع من 5.112 مليون دينار خلال يوم 8 ديسمبر 1994 الى 28.092 مليون دينارا لنفس الفترة من سنة 2005، وارتفع عدد المتبرعين من 182072 سنة 1994 الى 3.746.741 خلال يوم 8 ديسمبر 2005. انجازات الصندق خلال الفترة 1993 / 2006 يمكن حوصلة إنجازات الصندوق خلال الفترة 1993 / 2006 في ما يلي: عدد المناطق التي انتفعت بتدخلات الصندوق: 1800 منطقة عدد العائلات المستفيدة: 642 243 أي حوالي 000 242 1 شخصا الإعتمادات المرصودة: 538 818, مليون دينارا، منها 888 697, م.د موّلها الصندوق و98.6م.د تحمّلتها الهياكل الاخرى المتدخلة: مثل المجالس الجهوية، والوزارات والمصالح والمؤسسات الأخرى كالهندسة الريفية، والشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، و22.05م.د مساهمة بعض دول أجنبية. وتمشيا مع خياراتها في التعاون والتضامن مع البلدان النّامية وضعت تونس تحت تصرف البلدان الافريقية الخبرة التي توصلت إليها من خلال صندوق 26 26 في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومقاومة الفقر. وفي هذا الاطار تم تركيز الصندوق المالي للتضامن والبنك المالي للتضامن بفضل الخبرة التونسية التي تم تفعيلها في اطار تعاونن ثلاثي بين تونس ومالي واللكسمبورغ. كما قام السينغال بإنشاء صندوق تضامن مستوحى من صندوق 26 26 ، وتتطلع عديد من البلدان الافريقية للنسج على هذا المنوال لتعزيز جهودها في مجال مكافحة الفقر. صندوق عالمي للتضامن لقد لاق نجاح صندوق التضامن الوطني كأنموذج لتنفيذ البرامج والمشاريع التي تجسّم بحق مفهوم حقوق الانسان في كونيتها وشموليتها صدى كبيرا على المستوى العالمي، تجلى في عديد الاوساط والمحافل الدولية ومن هذا المنطلق واعبتارا لتفاقم ظاهرة الفقر في العالم توجه الرئيس زين العابدين بن علي بتاريخ 25 أوت 1999 بنداء لاحداث صندوق عالمي للتضامن من اجل المساهمة في مكافحة الفقر في البلدان الاشد فقرا خدمة للسلم والتنمية في العالم. وقد كانت هذه المبادرة محل ترحيب وتقدير داخل عديد المحافل والمؤسسات الاقليمية والدولية وتوج هذا التقديرالدولي بمصادقة الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 22 ديسمبر 2002 على المبادرة التونسية بإحداث الصنودق العالمي للتضامن ومقاومة الفقر. وفي إطار حرص تونس على تفعيل هذه الآلية قرر سيادة الرئيس سنة 2004 تخصيص 10 من التبرعات الحاصلة لصندوق التضامن الوطني يوم 8 ديسمبر 2004، أي ما يساوي 2.5 مليون دينار لفائدة الصندوق العالمي للتضامن.