أحيى نقابيو واهالي جهة مدنين الذكرى الثالثة والستين لتأسيس منّظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل، كما كرّموا عائلات شهداء الجهة الذين وهبوا حياتهم في سبيل القضية الفلسطينية وهم ميلود ناجح نومة وسامي الحاج الطاهر ورضا ساسي بولكلاكا وعمار الابيض هذا وقد تضمنت هذه التظاهرة معرضا وثائقيا حول المحطات المهمة التي مرت بها المنظمة وصورا لصمود المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق. ترأس هذه التظاهرة الاخ علي بن رمضان الامين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي بحضور الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بمدنين. افتتح هذه التظاهرة الاخ محمد النفطي الكاتب العام للاتحاد الجهوي مرحبا بالحضور وعلى رأسهم عائلات الشهداء شاكرا اياهم على تلبية الدعوة وبعد تلاوة الفاتحة ترحّما على شهداء أمّتنا وقع تكريم عائلات الشهداء تحت هتافات الجماهيرالتي غصّت بها قاعة الاجتماعات رافعين شعارات تمجّد المقاومة وتدين كل من يقف في صف العدو ثم أحيلت الكلمة الى الشيخ طاهر والد الشهيد سامي حيث القى كلمة مؤثرة حول صمود اهلنا في غزة مستشهدا بآيات من القرآن الكريم واحاديث للرّسول محمد صلى الله عليه وسلّم. أمّا الاخ علي بن رمضان فقد افتتح كلمته بتحية اهلنا في غزة على صمودها البطوليّ في وجه العدو الصهيوني منوّها بدور الاتحاد العام التونسي للشغل في قضيّته الام القضية الفلسطينية وما بناء مدرسةحشاد في جنين وقوافل الادوية الا مظهرا من مظاهر المؤازرة ثم تناول تحليلا دقيقا مدعما بالتواريخ لأهم المحطات النضالية التي مرّ بها الاتحاد منذ تأسيسه الى يومنا هذا. فقد اكد الاخ علي بن رمضان ان ظهور النقابات في بلادنا ارتبط بمرحلة الهيمنة الاستعمارية حيث برزت عديد التجمعات العمالية خاصة بالمناجم والموانئ والوحدات الصناعية التي انشأها المستعمر للدفاع عن مصالح العمال الاوروبيين دون غيرهم في حين كان العامل التونسي يعاني من سياسة التمييز على مستوى الاجور ومراتب التسيير وبذلك تأكدت الحاجة الى اطار نقابي وطني اثر الاضرابات التي اندلعت في مدينة تونس وبنزرت سنة 1924، فتكوّنت جامعة عموم العملة التونسيين التي اسسها محمد علي الحامي. كما تطرّق الاخ علي الى التاريخ النضالي لشهيد الحركة النقابية فرحات حشاد وايمانه بان تحسين الاوضاع المادية والمعنوية للشغالين يمرّ حتما عبر القضاء على الاستعمار وطرده وهو ما اكد البعد الوطني للحركة النقابية واكسب الاتحاد العام التونسي للشغل القدرة على توحيد الشغالين كافة لمقاومة الاستغلال بجميع انواعه. واكد الاخ الأمين العام المساعد ان كثيرا ما تصطدم مبادئ المنظمة مع خيارات السلطة مما يؤدي الى ازمات اجتماعية متعددة تحولت في بعض الاحيان الى المواجهات والى الزّج برموز الحركة النقابية وبالناقبيين في السجون على غرار ما حصل في سنوات: 65 و78 و85 مؤكدا ان هذه الازمات لم تزد المنظمة ومن ورائها كل الشغالين بالفكر والساعد الا اصرارا على التّمسك بمبادئ الاتحاد وقيمه النبيلة والدفاع عن الحريات العامة والفردية. كما عرّج الاخ الامين العام المساعد على مؤتمر جربة الاستثنائي وهو المحطة التي اعادت تثبيت الخيارات التي انبنت عليها المنظمة والمبادئ التي ارساها زعماء الحركة النقابية وضحوا من اجلها. وفي الختام أكّد الاخ علي بن رمضان ان استقلال القرار خيارنا وديمقراطية التعامل نهجنا في معالجة القضايا المتصلة بمسيرة الشغالين والمنظمة وتشبثنا بالمبادئ التي تأسست عليها الحركة النقابية. هذا وقد عبر للحاضرين على أنّ أقسام الاتحاد مفتوحة لكل الشغالين دون استثناء للاستفسار ولمعالجة القضايا التي تشغل بالهم وللتذكير فقد تخلّل هذه التظاهرة إلقاء لقصائد شعرية للشاعرين الموهوبين محمد الملوّح ونصر نبيخة تمجّد صمود أهلنا في غزّة والمقاومة الباسلة في فلسطين والعراق وشهداء الامة وأبطالها الذي وقفوا امام المشروع الامريكي الصهيوني. تظاهرة ثانية دعما لصمود اهلنا في غزة ومقاومته الباسلة نظم المكتب الجهوي وللشباب العامل بمدنين وعلى رأسه الاخ محمد بالطيب الكاتب العام أمسية شعرية احياها الشاعر الموهوب جمال الصليعي كان حضرها جمهور غفير من كامل انحاء الجهة استمتع بقصائد تمجّد المقاومة في فلسطين والعراق.