في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل سنة يحتفل العالم باليوم الوطني لمكافحة العنف المسلط على النساء في مواقع العمل تحييه الهيئات الحكومية والجمعيات الاهلية والمنظمات الدولية، تحييه للاعتبار ومن اجل تجاوز ما سلط سابقا على النساء من عنف. العنف المادي منذ سيرة العبودية ولغة السياط على ظهور العاملات في مزارع البن والأرز، العنف المادي أيضا تجاه الطفلات القاصرات خادمات المنازل والعنف الجسدي في إمكانية «التحرش» الجنسي بهن وإجبارهن على ما يرضونه. والعنف المعنوي الذي بات المهيمن على حالات التعنيف إنه العنف اللفظي الذي يجبر المرأة إما على الانكفاء على نفسها والتقوقع ورفض العلاقات مع زملائها في العمل أو الانخراط في سياقات من البذاءة والانحلال، وهو العنف اللفظي ذاته الذي يكون وسيلة للتقليل من شأن قدرات النساء في العمل فعملهن في الغالب سخيف وتحميلهن مسؤولية مهنية امر مستبعد فهن ومن منطق المعنّفين قاصرات عن تحملها فضلا على البراعة فيها اما عن تكليفهن بالمهام الحركية والتعويل على إمكانياتهن والاقناع أنهن فعلا يمكن ان ينجزن المطلوب بنفس كفاءة الرجال فهو في ذهن أغلب المسؤولين من الذكور غير وارد والنساء في مواقع العمل لا تعرض عليهن المسؤوليات والتكليفات فيرفضنها بل إنهن يصنّفن مباشرة عاجزات عن إيتاء أي فعل إيجابي إلا في ما ندر إذ نجد من يقول دائما انها امرأة فكيف لها ان تقوم بهذا العمل أو ذاك أو إنها إمرأة ويجب أن تراعي هذا فالأكيد أن إهتمامها بأطفالها أجدى وفي هذا قمّة الاستهانة بالنساء وذروة السلوك العنيف ضدهن الشيء الذي يفقد المرأة ثقتها بنفسها ويقلل من ايمانها بذكائها وقدراتها ويقتل روح المبادرة فيها. واذا كنا لا نستطيع الحديث عن العنف الجنسي المباشر في مواقع العمل فاننا يمكن ان نتحدث عن الضغط الجنسي الذي يصيب النساء من بعض رؤساء العمل اذ تجد الايحاءات والايماءات موزعة في الفضاء باستمرار في انتظار من يعلق في شباكها من الصيد المؤنث همّا يمكن اعتباره عنفا شديدا تتعرض له النساء في مواقع عملهن... إن إحياء الشعوب والبلدان لهذا اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد النساء يجب ان يكون فرصة لدعوة الحكومات لمزيد تفعيل القوانين التي تجرّمه لان طرد امرأة من العمل لانها تزوجت او لانها تنتظر مولودا بدعوى عدم قدرتها المستقبلية على الاحتفاظ بنفس وتيرة الانتاج هو عنف شديد يجب ان تتم بشأن تفسيره وتقريبه من النساء الحلقات التكوينية وجلسات النقاش لتبسيطه او كذلك الامر مع الهرسلة الجنسية او حتى الايحاء بها الذي يجب تشجيع النساء على الكشف عنه وعدم التستر على ما تلاحظه منه وذلك حتى لا يتمادى فاعلوه في فعله كما يجب تشجيعهن (ضحايا الهرسلة الجنسية) على مقاضاة الذين يقومون بهذا معهن حتى يكون الردع او إمكانية العقوبة والتتبع ماثلة في ذهن كل رجل قبل ان يقدم على ما يؤذي المرأة نفسيا وماديا فلا يعوّل على خوف المرأة من دوّي الحكاية فتهملها ولا تتحدث عنها فيتمادى، على منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية المهتمة بهذه الأمور الاقتراب اكثر والانصات الى النساء والكشف لهن عن الطرق الممكنة لحماية انفسهن بواسطة القانون ولعلها الغاية الاهم في طريق الاحتفال بالذكرى السنوية للخامس والعشرين من نوفمبر.