توجه رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بكلمة للمؤتمرين في الجلسة الافتتاحية ضمنها تمنياته بنجاح أشغال هذا الموعد ومشيدا بمستوى العلاقة المتميزة بين منظمة الاعراف ومنظمة العمال الذي يكرس تجذر تاريخ المنظمتين وحرصهما على دفع مسيرة التنمية الشاملة في البلاد مضيفا أن هذا التاريخ شكل دائما نقاط لقاء بين المنظمتين التوأمين تتحد من خلالها الاهداف والغايات، وقد جعل ذلك منهما اتحادين شقيقين قدرها التلازم والتعاون والشراكة وحتم عليهما العمل جنبا الى جنب مهما اختلفا في وجهات النظر ومهما اشتدت الصعوبات مشتركين بذلك دائما في رفع التحديات وكسب الرهانات ووحدة المصير، وقد عملتا منذ أكثر من ثلاثة عقود على ارساء قواعد للحوار الاجتماعي، وتميزت هذه العلاقة بإنشاء سياسة تعاقدية قوامها الاتفاق واحترام الاتزامات المتبادلة وعلوية القانون، ونجحنا معا وبالتعاون مع الدولة في ابرام الاتفاقية المشتركة الاطارية سنة 1973 تلتها عديد الاتفاقيات القطاعية الاخرى حتى وصل عددها الآن الى 51 اتفاقية. وأضاف رئيس الاتحاد ان تحول السابع من نوفمبر كان تغييرا الى الاحسن وتوقا نحو الافضل ورفعا من مستوى الانسان التونسي، وقد تميزت سياسة الرئيس زين العابدين بن علي بتلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي والحرص على تكريس السلم الاجتماعية والسعي الى النهوض بالمؤسسة الاقتصادية والرفع من قدراتها من جهة وتحسين الأوضاع الأدبية والمادية للشغالين من جهة أخرى وانخراطا من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل في هذه السياسة الرائدة خاضا معا ست جولات من المفاوضات الاجتماعية توجت بتحقيق مكاسب جمة للعامل وللمواطن وللجميع رغم صعوبة الظرف الدولي واحتدام المنافسة بالاسواق العالمية وأثار الارتفاع المشط لأسعار المحروقات. وواصل رئيس الاتحاد تحليله لواقع سوق الشغل حيث ذكر ان حق الشغل يعتبر من أوكد حقوق الانسان في تونس لذلك بوأه رئيس الجمهورية صدارة أهداف برنامجه المستقبلي لتونس الغد فاذن بوضع برنامج خاص بالقطاع العمومي لتوفير الشغل قبل موفى 2007 لواحد وأكثر أبناء العائلات الاكثر احتياجا حتى يكونوا سندا لها، مجددا مباركة الاتحاد لهذا التوجه ومؤكدا انخراط منظمة الاعراف في هذا البرنامج الانساني النبيل وعزمها على المساهمة في انجاحه في مؤسسات القطاع الخاص مذكرا بما تم التعرض له خلال أشغال المؤتمر الرابع عشر للاتحاد المنعقد خلال الشهر الماضي الذي رفع شعار «نحو مؤسسة أكثر تنافسية» لأن المؤسسة الاقتصادية هي اليوم مصدر الثروة ومنبع الخير وموردا للرزق والعيش الكريم وهو ما يدفعنا جميعا للحفاظ عليها وللرفع من قدراتها وللتحسين من انتاجيتها حتى نضمن لها التواصل والدوام في محيط دولي ومحلي صعب لا بقاء فيه الا للمجتهدين والمتميزين وحتى نضمن مواطن الشغل ونؤمن فرص العمل والدخل للعاملين بها. وختم كلمته قائلا إن البلاد تخطو آخر مراحل الانفتاح الكلي لاقتصادها والاندماج في الفضاء الدولي المعلولم وهي تسطر لمخطط خماسي طموح تسعى من خلاله وبكل ثقة واعتداد بالنفس وبإيمان في قيادتها وفي شعبها للمضي قدما لكسب معركة التنمية والتطور مستقبل والبناء لأجل ضمان حاضر أحسن وتأمين مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة قائلا إن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يفخر بإنجازات بلادنا وهو مدرك لمسؤولياته وعازم على مزيد دفع الاستثمار والتصدير وبعث المؤسسات وخلق مواطن الشغل وتأمين حياة أفضل لكل التونسيين.