قضت العملية الانتخابية بأن لا يكون الاخوان الهادي الغضباني وسليمان الماجدي وعبد النور المداحي بيننا ونحن نحتفل بصعود القيادة الجديدة للاتحاد العام التونسي للشغل عقب مؤتمره الاخير المنعقد في المنستير أيام 14 و15 و16 ديسمبر 2006. هكذا شاءت الديمقراطية، وقد قبلنا جميعا حكمها، مثلما حكمت في السابق على اخوة آخرين ذهبوا، واخوة آخرين عادوا وهكذا دواليك. وبالطبع لن ننسى الاخوة الهادي الغضباني وسليمان الماجدي وعبد النور المدّاحي فقد قدّموا تضحيات جسام من أجل العمل النقابي. نذكر على سبيل المثال أن الاخ الهادي الغضباني، تعرض لما كان كاتبا عاما للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين الى اعتداء اجرامي كاد يودي بحياته حيث أحرق منزله وسيارته لسبب واحد هو تمسكه بإستقلالية الاتحاد وشرعية هياكله كما تعرّض إلى أزمة عائلية حادة من أجل نفس السبب. وقد انتخب الأخ الهادي الغضباني عضوا بالمكتب التنفيذي منذ مؤتمر سوسة سنة 1989 وأعيد إنتخابه في 1993 و1999 و2002 وتولّى مسؤولية أقسام الوظيفة العمومية والفنيين والعلاقات العربية والدولية والنظام الداخلي. أمّا الاخ سليمان الماجدي، فقد عرفناه نقابيا في قطاع المناجم بجهة قفصة قبل ان يأتي الى الجامعة العامة للمناجم ويرتقي في سنة1999 الى المكتب التنفيذي للاتحاد ويتجدد انتخابه في سنة 2002 ويتولى قسم الدواوين والمؤسسات العمومية ومعها مؤسسات الاتحاد حيث قام بعمل يذكر فيشكر لا سيما في باب الاصلاحات. وان ننسى فلا يمكن ان ننسى إدارته للمفاوضات في القطاع العام وتوصّله مع الجامعات المعنية الى نتائج ملموسة . الأخ عبد النور المداحي هو الآخر عرفناه في جامعة الفلاحة، عضوا بمكتبها ثم كاتبا عاما لها قبل أن يرتقي في سنة 1989 الى المكتب التنفيذي ويغادره في سنة 1991 نتيجة خلاف مع الامين العام السابق. ولم تمكن عودة الاخ عبد النورالمداحي الى المكتب التنفيذي الا سنة 2002 وبالتحديد في مؤتمر جربة، وقد تحمل مسؤولية القطاع الخاص وأدار جولتين من المفاوضات اسفرتا عن حصول عمال القطاع الخاص على عدّة امتيازات ومنها بالخصوص في الجوانب الترتيبية لن نقول للاخوة الهادي وسليمان وعبد النور وداعا، نقول فقط الى لقاء قريب لانهم يبقون دائما أبناء الاتحاد ومن أبرز إطاراته.