رجل متزن في منتهى الطيبة والتواضع والهدوء بشاشته مستمرة على محيّاه .. تتحدث اليه فتحسب أنك تعرفه منذ سنين، لا يشعرك بالاحراج صاحب خبرة حياتية وعملية كيف لا وهو الخبير الدولي بالأممالمتحدة في ستينات القرن الماضي .. مغرق في الوطنية وحب الناس منحاز الى الخير والفقراء.. هذا هو ضيف حلقتنا الأولى من ركن شخصية مرموقة. * ماذا عن البدايات؟ انتدبت في ستينات القرن الماضي للعمل في صلب هياكل الأممالمتحدة كخبير دولي في مجال التصرف الإداري وكلفت ببعث المدرسة الوطنية للإدارة بالكونغو ووضع أسسها وتراتيبها وكان راتبي في ذلك الحين (2000 دولار) وبعد هذه المهمة طلبت مني وزارة الشؤون الخارجية التونسية العودة الى أرض الوطن ومقابل ذلك أغرتني الأممالمتحدة بالبقاء والعمل صلب هياكلها فرفضت وخيّرت العودة الى تونس والاستغناء عن ألفي دولار والرضا براتب قدره (120 دينار) اخترت تونس لأنها في السنوات الأولى من الاستقلال وكانت في حاجة ماسّة الى سواعد وعقول أبنائها والحمد لله لم أندم على هذا الاختيار ووفقني الله.. الوطن له الأولوية المطلقة وتسقط الذاتيةوتذوب في مصلحة الوطن هذا رأيي الشخصي.. * وكيف تعيش الآن؟ أنا مستثمر في المجال السياحي وهذا مجالي وأعرف والحمد لله ما أنا فيه.. أهلي والأولاد بخير وأنا سعيد بمرضاة الله الذي وفقني في مسيرتي المهنية.. * عرف عنك اهتمامك البالغ بالفكر والثقافة ما سر هذا الغرام؟ يقول الرئيس الأسبق «دجيمي كارتر» كل مؤسسة اقتصادية لا تراعي في اهتماماتها الجانب الفكري والثقافي تصاب بالافلاس والذوبان لا محالة وهذه الحكمة معقولة وصادقة .. لي اهتمامات كبيرة بالفن والثقافة وأشجع كل الإبداعات هذا واجب وطني برأيي وأنا أول المنادين بضرورة التفاعل بين المؤسسات الاقتصادية المختلفة وسائر الفنون والثقافات من أجل إبداع وطني تونسي متميّز.. * خبرتك الحياتية واسعة وثمينة .. بماذا تنصح مختلف الأجيال في سائر المجالات كل متكل على الله لا يجني سوى الخير والرخاء والسعادة لا بدّ من العمل ولا بدّ من القلب الصافي ولا بدّ من الحب المتبادل الذي يفضي الى الازدهار والرخاء فلا معنى لثراء فئة على حساب احتياجات فئة أخرى.. فالتآزر والتضامن هما الكفيلان بإستمرار الألفة ووحدة الصفّ من أجل عزتنا ومناعتنا والأوطان لا تصان إلا بالتوادد والتراحم.. * وحتى نلتقي في مناسبات أخرى؟ إن مسيرة التنمية الوطنية التي يقودها سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي موفقة في كل المجالات.. ولا بد من المحافظة على هذه المكاسب والإنجازات والسعي لتطويرها فقط من أجل عزّة تونس ومناعتها..