رفضت كلّ من بلدية قابس وبلدية دخيلة توجان دفن جثث المهاجرين الأفارقة الذين لقوا حتفهم غرقا غير بعيد عن سواحل جرجيس، وهم في طريقهم من ليبيا نحو السواحل الأوروبية. ولم تعلل بلدية قابس سبب رفضها دفن الجثث فيما اكتفت بلدية دخيلة توجان بتوضيح على صفحتها الرسمية على الفيسبوك ذكرت فيه أنه: "بعد التشاور مع مجموعة من المواطنين والمجتمع المدني تبين إختلاف وجهات النظر حول دفن مجموعة من الغرقى في مقبرة دخيلة توجان، اذن اجتنابا للاختلاف ترفض البلدية دفنهم في مقابر دخيلة توجان".
من جهته قال الصحفي معز الجماعي عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك: "إن بلدية بو شمة من ولاية قابس قبلت دفن عدد من الجثث.."، وتساءل عن سبب توقف دفن الجثث في مقبرة "الغرباء" في مدينة جرجيس وهي مقبرة "نموذجية" ما تزال الصحافة العالمية تتحدث عنها".
يذكر أن وحدات الحرس البحري والحماية المدنية انتشلت السبت 13 جويلية 2019، آخر جثة لضحايا غرق مركب المهاجرين غير الشرعيين بسواحل جرجيس، ليصل بذلك عدد الجثث التي تم انتشالها إلى 82، بعد أن تم، أول أمس الجمعة، العثور على 9 جثث، ثمانية منها بشواطئ جرجيس وأخرى بسواحل جزيرة جربة، وفق الناطق الرسمي لإقليم الجنوب للحرس البحري رشيد بوزيدي لوات. ومنذ غرق المركب منذ أسبوعين تقريبا، شهدت المنطقة مشاهد مؤلمة حيث لفظ البحر يوميا عددا من الجثث بسواحل ولاية مدنين بين الكتف وجربة وجرجيس في مشاهد مؤلمة، 47 منها تم انتشالها في يوم واحد، هذا وقد تم نقلها جميعها إلى قابس لإخضاعها للتحليل الجيني ودفنها بالجهة.