يختتم المنتخب الوطني التونسي مشاركته في النسخة 32 لكاس أمم إفريقيا لكرة القدم التي تحتضنها مصر إلى غاية 19 جويلية الجاري بملاقاة المنتخب النيجيري الليلة انطلاقا من الساعة الثامنة مساء بملعب السلام بالقاهرة في إطار المباراة الترتيبية من أجل المركز الثالث حيث سيسعى منتخبا "نسور قرطاج" و"النسور الخضر" إلى حفظ ماء الوجه وضمان مقعد على منصة التتويج النهائي بضمان المركز الثالث في هذه النهائيات.
وسيراهن المنتخب التونسي الذي انهزم خلال مباراة الدور نصف النهائي أمام السنغال بنتيجة 1-صفر بعد تمديد الوقت للمرة الرابعة في تاريخه على المركز الثالث بعد أن سبق الفوز به خلال نهائيات 1962 فيما خسر المباراة الترتيبية في نسختي 1978 و2000 ولهذا فان سجل نسور قرطاج من جهة والمردود الايجابي الذي قدمه أبناء جيراس في نهائيات مصر من جهة ثانية يمليان على المنتخب التونسي التألق في اللقاء الترتيبي باعتبار الأهمية المعنوية للمركز الثالث في النهائيات.
وسيكون زملاء إلياس السخيري بمناسبة المباراة الترتيبية أمام اختبار جديد بمواجهة منافس من العيار الثقيل وهي فرصة ذات بال لإثبات المردود الطيب الذي قدمه المنتخب التونسي في هذه النسخة في ظل تفاوت التقييمات الفنية لأداء نسور قرطاج في المشوار القاري بين من اعتبر المشاركة ايجابية للغاية و بين أراء أخرى اعتبرت أن زملاء طه ياسين الخنيسي قدموا مشوارا متوسطا كان نصيب الحظ فيه بالغا باعتبار مردودهم المتواضع خلال الدور الأول وانجازهم الوحيد تمثل في الفوز على غانا بضربات الجزاء في ثمن النهائي وبالتالي فان نيجيريا تعد اختبارا جديا بعد الهزيمة أمام السنغال في نصف النهائي.
ومهما اختلفت الآراء حول طبيعة مشوار المنتخب التونسي في كاس أمم إفريقيا 2019 فان الثابت أن كتيبة الفرنسي ألان جيراس توفقت في بلوغ الدور نصف النهائي بعد غياب تواصل ل15 سنة أي منذ 2004 وهي أرقام غير قابلة للتشكيك ويبقى مع ذلك أمام المنتخب التونسي فرصة متجددة الليلة لتطوير أدائه واثبات حسن مؤهلاته التي يمكن العمل عليها من اجل الاستفادة من الأخطاء ودعم رصيد الايجابيات التي افرزتها المغامرة الإفريقية في ارض الكنانة.
وتتجه نوايا الجهاز الفني للمنتخب التونسي بقيادة ألان جيراس -الذي تعرض إلى انتقادات جمة خلال نهائيات مصر رغم إدراكه للهدف الرئيسي وهو بلوغ نصف النهائي- إلى تجديد الثقة في اغلب العناصر التي خاضت مباراة نصف النهائي ضد السنغال من أجل المحافظة على التوازنات الفنية والتكتيكية.
وستكون الروح المعنوية وإرادة الانتصار مرة أخرى نبراس لاعبي المنتخب التونسي قبيل المباراة الترتيبية ضد نيجيريا وقد ترجم اللاعب نعيم السليتي هذا الطموح بعد ان عبر عن أسفه الكبير اثر خروج نسور قرطاج من الدور قبل النهائي في كأس أمم أفريقيا 2019.
وكان السليتي قد أوضح في تصريحات سابقة قائلا "نحن سعداء بما حققناه في هذه المسابقة الإفريقية، صحيح أن بدايتنا كانت صعبة في البطولة لكن حققنا فيما بعد استفاقة حاسمة انطلاقا من الدور ثمن النهائي" مضيفا
بالقول "واجهنا منتخبات كبيرة مثل غاناوالسنغال.. قدمنا المباراة اللازمة في نصف النهائي وكنا نأمل أن نذهب إلى ركلات الترجيح خاصة أن اللقاء كان متعادلا وليس هناك فريق أقوى من الآخر".
وقدم متوسط الميدان الهجومي لديجون الفرنسي اعتذاره للجماهير التونسية مشيرا في ذات الوقت "تنتظرنا مباراة نيجيريا من أجل المركز الثالث، سنحرص على الفوز بها، والعودة إلى تونس بميدالية".
وختم بالقول "أعتقد أننا حققنا الهدف المرسوم وهو إدراك نصف النهائي و نتمنى ان نحقق مسيرة افضل خلال النهائيات القادمة".
ومع ذلك فان المهمة لن تكون باليسيرة أمام منتخب نيجيري -أظهر إمكانيات جد محترمة وانهزم في الدور نصف النهائي أمام الجزائر في آخر لحظات المباراة من كرة ثابتة بإمضاء اللاعب رياض محرز- ويضم في تشكيلته عناصر محترفة في البطولات الاسبانية والانقليزية أساسا وكان أوديون إيغالو مهاجم منتخب نيجيريا، قد عبر بعد لقاء نصف النهائي عن حزنه الشديد بعد خسارة النسور الخضر.
وقال إيغالو "يجب علينا أن نتعلم من الأخطاء التي وقعنا فيها خلال مواجهة الجزائر، لتجنب السقوط فيها مجددًا أمام تونس في مباراة تحديد المركز الثالث".