تحيي تونس اليوم الجمعة 3 جانفي 2020، الذكرى الخامسة والثلاثين لانتفاضة الخبر التي جدّت أحداثها سنة 1984، وكانت شرارتها الأولى مدينة دوز إلى أن انتشرت لتعمّ جميع الولاياتالتونسية، مخلفة 92 شهيدا ومئات الجرحى. وانطلقت أحداث الخبر بسبب رفع حكومة محمد مزالي الوزير الأول آن ذاك، الدعم عن العجين ومشتقاته ليرتفع سعر الخبز من 80 مليما إلى 170 مليما، وأسفرت هذه الأحداث عن سقوط شهداء وجرحى وعن حملة اعتقالات واسعة في صفوف النقابيين ونشطاء سياسيين وطلبة واصدار أحام وصلت إلى المؤبد. هذه الذكرى التي تأبى النسيان خلفت عشرات الشهداء الذين انتفضورا وواجهوا قرارات الحكومة المجحفة في حقهم بصدور عارية، مرحبة بالموت في سبيل العيش الكريم، ومن الشهداء الذين خلدتهم الذاكرة التونسية هو الفاضل ساسي الذي استشهد قنصا بالرصاص بشارع باريس بالعاصمة، والذي كان النضال العمالي والطلابي بوصلته التي يهتدي بها. واليوم بعد مرور 35 سنة على رحيل الفاضل ساسي تمكن رفاقه في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والقائمون على جمعية الفاضل ساسي لشهداء الانتفاضات الشعبية من تكريمه بتسمية أحد أنهج العاصمة باسمه تخليدا لذكراه وذكرى انتفاضة الخبز. وأفاد الأمين العام لحزب الوطد والمسؤول بالجمعية محمد الكحلاوي أن نهج بورصة الشغل بتونس البحرية سيتم تغييره باسم نهج الفاضل ساسي مع اضافة تعريف له باللافتة التي سيتم تعليقها، مع العلم أن البلدية رفضت كتابة شهيد انتفاضة الخبز على اللافتة، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 2014 والجمعية تطالب بلدية تونس بتسمية نهج بالعاصمة باسم الفاضل ساسي. وشدّد محمد الكحلاوي على أن انتفاضة الخبز جزء من تاريخ تونس ولا يجب نسيان شهدائها، موضحا "أن الفاضل ساسي هو رمز لجميع الشهداء الذين سقطوا سواء في ذوز أوقبلي أوالكاف أوجندوبة أوغيرها من المدن التونسية، ومن خلاله نستذكر جميع الشهداء". وعن برنامج إحياء الذكرى قال الكحلاوي: "الانطلاقة ستكون من المكان الذي سقط فيه الشهيد الفاضل ساسي بنهج باريس ثم الانتقال في مسيرة إلى نهج بورصة الشغل بتونس البحرية لتدشين نهج "الفاضل ساسي". وعن الشخصيات التي ستكون حاضرة، أفاد بأنهم من المجلس البلدي لبلدية تونس ورفاق من حزب العمال والوطد ومناظلين وشخصيات من اتحاد الشغل..". وكان الفاضل ساسي أستاذ تعليم ثانوي في معهد بمدينة قربة وهو من مؤسسي حزب الوطد، حيث اختار طريق النضال العمالي والطلابي، شارك في أحداث الخبز التي سقط فيها شهيدا فضلا عن اخرين وعديد الجرحى.
